سورية

الميليشيات أطلقت سراح متهمين بالانتماء إلى داعش من سجنها في الحسكة … أعضاء في «قسد» ينفذون عمليات نصب بملايين الدولارات

| وكالات

كشفت تقارير موثقة عن قيام أعضاء في ميليشيات «سورية الديمقراطية– قسد» بينهم متزعمون بعمليات نصب واحتيال خطيرة في المناطق التي تسيطر عليها شمال شرق سورية مقابل الحصول على مبالغ مالية ضخمة، على حين أطلقت الميليشيات سراح عدد من المعتقلين لديها وبعضهم ينتمي إلى تنظيم داعش الإرهابي.
وذكرت وكالة «نورث برس» الكردية التابعة لـ«قسد» أن ما يسمى «مكتب شؤون العدل والإصلاح» فيما تسمى «الإدارة الذاتية» الكردية التي تهمين عليها الميليشيات أفرج عن عدد من المعتقلين المتهمين بالإرهاب، من سجن الحسكة المركزي.
وحسب «إدارة مكتب شؤون العدل»، فإن المفرج عنهم متهمون بجرائم إرهاب بعضهم يتبع لتنظيم داعش وينحدرون من مناطق مختلفة.
ونقلت «نورث برس» عما يسمى الرئيس المشارك لـ«المكتب» كفاء سنجار، أنه تم الإفراج عن هؤلاء المتهمين «نتيجة إيقاف الحكم النافذ لحسن سلوك النزلاء بعد انقضاء ربع المدة وأكثر». من دون معرفة الأحكام الصادرة بحق المفرج عنهم، وقدّر عددهم بنحو 20 شخصاً.
وأعلنت سنجار أنه ستكون هناك دفعات أخرى تُفرج عنها لاحقاً من دون الإفصاح عن العدد أو التوقيت وأشارت إلى أن الإفراج جاء بناءً على قرار «مجلس العدالة الاجتماعية» التابع لـ«قسد».
في سياق آخر، كشفت مواقع إلكترونية معارضة «بالصور والوثائق» تفاصيل عمليات نصب واحتيال كبيرة حدثت خلال الأشهر الأخيرة في ثلاث مناطق تخضع لـ«قسد» في دير الزور والرقة ومنبج شمال شرق حلب، حيث كان المسؤول دائماً أحد مسلحي «قسد» أو أحد المقربين منها، وسط حالة الفوضى والفلتان الأمني التي تسود تلك المناطق.
وتحدثت المواقع عن عملية نصب في ريف دير الزور، حيث قام شخصان وصفتهما المواقع بأنهما «متنفذان» في «قسد» بسرقة ما يقرب من 700 ألف دولار أميركي عبر خداع فلاحين ومزارعين في المنطقة.
وعن تفاصيل العملية أوضحت مصادر أن المسؤول المباشر يدعى حمزة وهو مدير شركة «تطوير المجتمع الزراعي» في المناطق التي تسيطر عليها «قسد» في دير الزور.
وكلّف حمزة حسب المصادر شريكه فراس حج خليف الملقب بـ«باهوز» المنحدر من مدينة القامشلي بتيسير جميع أمور الشركة والتصرف بقسم الإكثار والمجففات وفرع شركة نيروز ومستودعات الطحين والنخال.
وبدأ «باهوز» بتطويع عدد من أبناء دير الزور لاستقطاب التجار والمزارعين وإقناعهم بتوريد القمح والذرة والأغنام والأبقار لمصلحة شركة التطوير الزراعي التي يديرها حمزة بموجب عقود بين الفلاحين والأشخاص الذين جنّدهم «باهوز» باتفاق جاء فيه أن تسديد المبالغ للفلاحين سيتزامن مع وصول الميزانية لشركة التطوير.
وبعد تطمينات من حمزة عن مصداقية المشروع، بدأ الفلاحون بتوريد كميات بآلاف الأطنان من القمح والذرة وآلاف رؤوس المواشي تُقدّر بمبلغ 700 ألف دولار، وعند مراجعتهم للشركة لاستلام الأموال ردّ عليهم موظفو الشركة التي يرأسها حمزة بأن «باهوز» اختفى والشركة غير مسؤولة عن تسديد المبالغ.
ولفتت المواقع أيضاً إلى عملية نصب كبيرة شهدت مدينة منبج بريف حلب وتأتي أهميتها لكونها مرتبطة بأحد المتزعمين في ميليشيات «الأسايش» التابعة لـ«قسد»، ونفذها شخص يدعى «باران سيدو» من عفرين يعيش في الحسكة، في حي المفتي.
وتقدّر عملية النصب التي أدارها ونفذها «باران» بـنصف مليون دولار كان ضحيتها تجار المازوت بمنبج والذين يحضرون الوقود من مناطق الرقة والحسكة، حيث يقوم بشراء كميات المازوت منهم على أساس السداد لاحقاً بعد شهر وبمربح جيد وقد قام بسداد دفعات لبعضهم لطمأنة الباقي، إلا أنه هرب إلى أربيل في إقليم كردستان العراق بعد بيع الكميات وإتمام عملية النصب.
وعملية النصب الثالثة التي وثقتها المواقع فمتزعمها كردي من عفرين وهو مقرب من «الإدارة الذاتية» ويدعى «جيفارا المحمد» ويبلغ من العمر 32 عاماً فقد نصب على المزارعين بصفته مستثمراً ومتعهداً بعدة مجالات وأهمها الزراعية.
وتوجّه «المحمد» إلى الرقة وقام بشراء المحاصيل الزراعية وخاصة الذرة الصفراء من مجموعة كبيرة من الفلاحين، ووعدهم بالتسديد لاحقاً وبدأ بجمع أموال بعض التجار بقصد تشغيلها بمشاريع هو يديرها بالشراكة مع «الإدارة الذاتية» كزيت الذرة والسكر والشمندر إلى جانب البقوليات والحبوب.
وبعد أن أتمّ عملية النصب في الرقة توجّه إلى الحسكة ليقوم بأعمال نصب مشابهة ثم هرب إلى أربيل مع الأموال التي حصل عليها من عمليات النصب وتقدّر بـ3 ملايين دولار.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن