سورية

«ستراتفور» يتوقع ألا يبصر «تحالف الرياض» النور

توقع مركز «ستراتفور» للأبحاث الجيوسياسية والاستخباراتية، ألا يبصر «تحالف الرياض» النور نظراً للخلافات بين أعضائه، والعوائق الكامنة في طريقه.
ولفت المركز في تقرير تحت عنوان «وجوه جديدة لأزمة قديمة» نشره مؤخراً، ونقلت وكالة «نوفوستي» الروسية للأنباء مقتطفات منه، إلى وجود العديد من الدول التي تستجيب لضغوط الولايات المتحدة، وتحاول الحصول على مزيد من النفوذ، مستغلةً الأزمة السورية، مشيراً في هذا الصدد إلى أن السعودية، التي أعلنت مؤخراً إنشاء «التحالف الإسلامي العسكري لمواجهة الإرهاب» (تحالف الرياض)، تعمل على نشر قوات من دول إسلامية على الأراضي السورية.
وأشار إلى أن هذا التحالف «يخدم مصالح جهات معينة في الأزمة السورية، ولاسيما واشنطن وأنقرة». ولفت إلى أن الولايات المتحدة، التي تعرضت لانتقادات حادة بسبب عدم تحقيق تقدم في الحرب التي تقودها بمؤازرة أكثر من ستين دولة، على تنظيم داعش الإرهابي، تحرص على مشاركة قوات برية من دول المنطقة وتجنب تورط القوات الأميركية في القتال. وأوضح أيضاً، أن التحالف الذي أعلنته السعودية من شأنه إسباغ الطابع القانوني على مشاركة أنقرة في الأزمة السورية أمام الجهات العربية. ولفت إلى أن تركيا قلقة من الوجود الروسي والإيراني في ساحة المعركة بسورية، وترى في «التحالف الإسلامي» حليفاً لها. لكن التقرير أوضح أن «تحالف الرياض» لن يتم بسبب الاختلاف الواضح في الرؤى بين الدول الأعضاء بالتحالف، فضلاً عن رفض ماليزيا وباكستان وإندونيسيا المشاركة في التحالف، كما أنه لا يضم سورية وإيران. ولفت إلى أن إيران قلقة بشأن احتمال نشر للقوات السعودية في سورية، مشيراً إلى أن طهران قد ساعدت دمشق على الدوام بتقديمها الدعم العسكري لسورية، وشدد على إمكانية قوية لوقوع صدام بين طهران والرياض والجهات الحليفة للأخيرة.
كما أشار إلى عوائق إضافية في وجه «تحالف الرياض»، بينها قلق «وحدات حماية الشعب» ذات الأغلبية الكردية منه، في ظل المواجهة القائمة بينها وبين الحكومة التركية على الحدود بين سورية وتركيا. يضاف إلى ذلك تشكيك الخبراء في قدرة دول الخليج على نشر قوات إضافية في سورية، في ضوء العمليات التي يقوم بها تحالف «عاصفة الأمل» بقيادة السعودية في اليمن. وتوقع الخبراء أن تلجأ دول الخليج إلى طلب المساعدة من مصر أو الأردن، إلا أن القاهرة مهتمة بتعزيز علاقاتها العسكرية والدبلوماسية مع موسكو التي تلتزم بتنسيق كل العمليات المزمع إجراؤها على الأراضي السورية مع دمشق.
وبالرغم من أن الأردن يؤيد السعودية وقطر والولايات المتحدة التي تقدم دعماً للمعارضة السورية المسلحة، وخاصة «للجيش الحر»، إلا أن الخبراء يشيرون إلى أن عَمّان تبدي تحفظاً وحذراً في سياستها تجاه المسلحين السوريين تخوفا من انهيار الحكومة السورية المفاجئ الذي سيؤدي إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة وسيمكن المتطرفين من تحقيق أهدافهم الإجرامية.
(سبوتنيك – روسيا اليوم)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن