رياضة

الطريق إلى نصف نهائي الشامبيونزليغ

| فاروق بوظو

جرت أربع مباريات في ذهاب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا فانتهت ثلاث منها بفوز أصحاب الأرض (مان سيتي، ريال مدريد، ميلان) بينما حقق إنتر ميلان فوزاً خارج قواعده على مضيفه بنفيكا، فهل كشفت هوية الفرق الأربعة المتأهلة إلى نصف النهائي، أم ما زال، هناك فرصة للعودة (ريمونتادا) وريمونتادا هو مصطلح حربي إسباني انتشر في عالم كرة القدم في خمسينيات القرن الماضي ويعني الفوز بنتيجة أو سيناريو غير متوقع أو قلب النتيجة وقد أحياه برشلونة في 2017 عند قلب خسارته ذهاباً برباعية نظيفة إلى الفوز إياباً بستة أهداف مقابل هدف واحد لباريس سان جيرمان، وفعلها ليفربول مع برشلونة في 2019 وتأهل إلى النهائي وبرع فيها ريال مدريد في موسم 2022 مع تشيلسي ثم مانشستر سيتي على التوالي فوصل إلى النهائي أيضاً، والسؤال هنا، هل تفعلها الفرق الخاسرة وتقلب الطاولة على منافسيها في إياب ربع النهائي.

مباريات الذهاب شهدت ندية وإثارة كبيرة، قدمت الفرق مستويات فنية عالية تقاربت فيها نسب الاستحواذ بين الفريقين المتباريين في المباراة، فلم تكن الفوارق كبيرة بينهما إلا أن الفوز في النهاية كان من نصيب الفرق الأقل استحواذاً باستثناء ريال مدريد الذي جمع الاثنين معاً، وأظهرت جميع الفرق اعتماداً واضحاً على التمرير السليم والدقيق الذي يعتبر أهم فنون اللعبة على الإطلاق وأكثرها استخداماً حتى في أحرج الظروف بما فيها التمرير تحت ضغط عالٍ يفرضه المنافسون قرب المناطق الدفاعية للخصوم ليبرز دور حراس المرمى الذين أدوه بمهارة عالية بالقدمين استقبالاً وتوجيهاً، حيث بدأت معظم الهجمات من الخلف دون أن يلجأ المدافعون لإبعاد الكرات بشكل عشوائي بغية التخلص منها أو منحها للاعبين المنافسين بشكل مجاني فبلغ معدل التمريرات الناجحة في المباريات 86.5%، وكان ريال مدريد الأكثر نجاحاً 92% وهذا بالطبع يحتاج من اللاعبين إلى مهارة عالية بالاستقبال والتمرير إضافة إلى التركيز والثقة والرؤية الواضحة يقابلها حسن انتشار من الزملاء الآخرين مع التخلص من الرقابة ليوفر حلولاً واختيارات متعددة تساعد زملاءهم على تمرير ناجح يخلصهم من ضغط المنافسين، ويسهم في بدء أو بقاء أو تطوير وإنهاء الهجوم بنجاح.

التحكيم في ذهاب الربع نهائي كان ناجحاً وموفقاً أيضاً، وقد شارك طاقمان من إسبانيا وإنكلترا في إدارة مباراتين رغم وجود فرق من بلديهما في هذا الدور، وهذا يؤكد حيادية الحكام والثقة بهم، كما شارك الحكم الفرنسي (فرانسوا لونكسن) في إدارة أول مباراة له في الأدوار الإقصائية بين ريال مدريد وتشيلسي، وأشهر البطاقة الحمراء المباشرة والصحيحة للاعب تشيلسي (تشيلويل) بعد مسك منافسه خارج منطقة الجزاء وحرمانه من فرصة محققة للتسجيل- كما احتسب الحكم الإنكليزي (مايكل أوليفير) ركلة جزاء صحيحة على مدافع بنفيكا (ماريو) بعد العودة لتقنية الفار لوجود مخالفة لمسة يد باعتبار أن اليد كانت في وضعية غير طبيعية وهذا لا يتناسب مع الوضعية التنافسية للاعب.. دروس فنية وتحكيمية من ذهاب الربع نهائي بانتظار المزيد من الفائدة في الإياب والمؤهل لنصف نهائي دوري أبطال أوروبا.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن