أكثر ما يلفت الانتباه ويثير الأشجان في الأسواق الحمصية خلال الأيام الأخيرة من شهر رمضان المبارك هو الأسعار الملتهبة لكل مستلزمات العيد من حلويات وألبسة الأطفال والأحذية وغيرها على الرغم من توافرها وتنوعها ، وبات تأمين متطلبات العيد يفوق القدرة الشرائية للأسرة الحمصية بكثير مع ارتفاع الأسعار بشكل جنوني وانخفاض دخل الفرد بشكل عام .
«الوطن» جالت في عدد من أسواق مدينة حمص ورصدت واقع الأسواق التي شهدت ازدحاماً واضحاً للمواطنين مع حركة ضعيفة بالبيع والشراء ، والتقت عدداً من المواطنين الذين أكدوا بمجملهم على أن غلاء الأسعار وضعف القدرة الشرائية خطف بريق وفرحة قدوم العيد وجعل من معظم مستلزماته غائبة عن العائلة فلم يعد باستطاعة الأسرة السورية تأمين متطلبات العيد من حلويات وفواكه وألبسة الأطفال وغيرها وأصبحت منذ أعوام تكتفي بالشيء البسيط ضمن الإمكانيات المحدودة من صنع حلويات ومعجنات العيد بالمنزل في حال توافرت الإمكانية المادية باعتبارها طقس مهم وتراث للعائلة الحمصية .
وأشار عدد من المواطنين ممن التقت بهم «الوطن» إلى أن شراء ألبسة العيد بات من الأحلام جراء ارتفاع أسعارها بشكل صادم ولا يصدق ،
وأشاروا إلى أنه وصل سعر بنطال الجينز للطفل من النوع العادي إلى حوالى 50 ألف ليرة والبلوزة إلى أكثر من 40 ألف ليرة والحذاء المقبول إلى ما يزيد على 60 ألف ليرة والفستان الى نحو 100 ألف ليرة والكندرة إلى أكثر من 50 ألف والطقم الرجالي يزيد على 200 ألف ليرة كحد أدنى والكندرة الرجالي بحدود 75 ألفاً.
ولفتوا إلى أن العائلة التي تضم 5 أفراد تحتاج إلى نحو مليون ليرة لشراء ألبسة العيد وحدها فقط. وأشار عدد أخر من المواطنين إلى أن أسعار حلويات وسكاكر العيد الجاهزة هي صادمة بدورها وتحتاج العائلة إلى ما يزيد عن نصف المليون ليرة لشرائها في حال أرادت أن تواظب على عاداتها كما كان في السابق ، مبينين أن سعر كيلو الحلويات المشكل يبدأ من 50 ألف ليرة ويصل إلى ما يزيد على 150 ألف ليرة حسبما إذا كان بسمن نباتي أو حيواني وما كانت حشوته ، وسعر كيلو معجنات العيد يتراوح ما بين 20 إلى 60 ألفاً كحد أدنى وسكاكر العيد من شكولا ومربى ونوغا من النوع الجيد تتراوح ما بين 25 إلى 75 ألف ليرة .
وأكد المواطنون بمجملهم على أن أيام العيد بالنسبة لهم باتت كبقية الأيام وهي مناسبة لأخذ قسط من الراحة ولقاء الأهالي والأقارب وبعض الأصدقاء فقط ، خاصة أنه ليس بإمكانهم القيام بأي استعدادات نظراً لعجزهم التام عن شراء أي شيء في ظل الارتفاع الجنوني للأسعار وضعف قدرتهم الشرائية .
من جانبهم أشار عدد من أصحاب محال الحلويات لـ«الوطن» إلى أن أسعار الحلويات قد ارتفعت هذا العام بنسبة تزيد على 30 إلى 50 بالمئة وزادت كثيراً بشكل متتالٍ خلال السنوات الأخيرة بسبب ارتفاع أسعار المواد الأولية الداخلة بصناعتها من سكر وسميد وطحين وسمن نباتي وحيواني وزيت والفستق الحلبي والجوز والمكسرات بشكل عام ، لافتين إلى الركود الكبير الذي تشهده أسواق الحلويات قبيل العيد خاصة مع القدرة الشرائية الضعيفة لعامة المواطنين ، وأن قلة قليلة من المواطنين ممن يطلبون أصناف الحلويات ولا سيما العربية منها .
بدورهم عدد من أصحاب محال الألبسة الجاهزة بينوا لـ«الوطن» أن حركة البيع والشراء ضعيفة في السوق وتكاد تكون شبه معدومة وتقتصر زيارة المواطن على مشاهدة الموديلات على الواجهة والسؤال عن السعر وفي الحالات الاضطرارية جداً يقومون بشراء الملابس الأرخص ثمناً قدر الإمكان أو القيام بمحاولة لكسر سعر القطعة لأدنى حد ممكن.
وأشاروا إلى أن العادة فيما مضى أن تكون الأسواق تغص بالمواطنين خلال شهر رمضان ، لاغتنام التشكيلات الواسعة قبل نفاذها بشكل تدريجي مع اقتراب عيد الفطر ، إلا أن ارتفاع أسعار الألبسة الجاهزة حالياً والتي زادت بنسبة 50 إلى 100 بالمئة مقارنة بالعام الماضي حال دون ذلك، عازين سبب هذا الغلاء لارتفاع مستلزمات صناعتها وإنتاجها من أجور اليد العاملة والقماش والخيوط وغير ذلك ، علاوة على ارتفاع ثمن أجور النقل ناهيك عن ارتفاع أجور المحال والضرائب والرسوم المترتبة عليها .
من جهته أكد مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك في حمص رامي اليوسف لـ«الوطن» أنه ومع اقتراب عيد الفطر السعيد قامت المديرية بتقسيم المدينة إلى عدة قطاعات وتوزيع الدوريات عليها على مدار الساعة وتسيير دوريات مسائية وتشديد الرقابة على كل مستلزمات العيد وتم توجيه عناصر حماية المستهلك بتكثيف سحب العينات وخاصة الحلويات والمعجنات والعصائر وتشديد الرقابة على المخابز للتأكد من وصول مادة الخبز للمواطنين قبل العيد وخلاله .