عربي ودولي

ارتفاع عدد القتلى إلى نحو مئة.. وتبادل الاتهامات مستمر بين الطرفين … البرهان يأمر بحل «الدعم السريع».. وخيبة أمل أممية لعدم الوفاء بالهدنة الإنسانية

| وكالات

تفاقم الصراع بين جناحي المكوّن العسكري في السودان الجيش و«قوات الدعم السريع»، إذ وصلت الحال إلى مستوىً غير مسبوق من التوتر، أدى إلى مواجهةٍ مباشرة خلال الأيام الماضية، الأمر الذي أودى بحياة نحو 100 شخص وجرح نحو 950 آخرين.
وحسب موقع «سكاي نيوز» أعلنت وزارة الخارجية السودانية، أمس الإثنين، أن قائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان أمر بحل قوات الدعم السريع وإعلانها قوة «متمردة».
وأشارت الخارجية السودانية إلى أن جميع الوساطات الوطنية والإقليمية والدولية التي سعت لإقناع قيادة «قوات الدعم السريع» بالاندماج في القوات المسلحة قد فشلت بسبب تعنّت قادتها، مؤكدة أن ما يجري هو شأن داخلي ينبغي أن يترك للسودانيين لإنجاز التسوية المطلوبة فيما بينهم بعيداً عن التدخلات الدولية.
وفيما تتضارب المعلومات في السودان بشأن سيطرة طرفي النزاع على أماكن إستراتيجية بسبب البيانات المتناقضة الصادرة عن الطرفين، أفاد الناطق باسم الجيش السوداني بسيطرة «قوات الدعم السريع» على مطار مروي، مؤكداً أنه ستتم استعادته في أقرب وقت.
وحسب وسائل إعلام سودانية تحدث الجيش عن إعادة السيطرة على تلفزيون السودان وإعادة البث، كذلك، نفى سيطرة «قوات الدعم السريع» على مقر قيادته العامة والقصر الرئاسي بالخرطوم.
وقال الجيش في بيان: تقوم بعض الأبواق الإعلامية للميليشيات المتمردة ببث الكثير من الأكاذيب لتضليل الرأي العام، مضيفاً: إن الموقف العملياتي حتى الآن بالعاصمة يتضمن اشتباكات محدودة حول محيط القيادة العامة ووسط الخرطوم.
بدوره دعا قائد قوات الدعم السريع في السودان، محمد حمدان دقلو «حميدتي»، المجتمع الدولي، للتحرك فوراً ضد ما قال إنها «جرائم البرهان»، واصفاً إياه بـ«المتطرف» الذي يقصف المدنيين من الجو.
وأضاف دقلو في بيان أن قواته تحارب من وصفهم بالمتطرفين الذين يأملون في إبقاء السودان معزولاً، وبعيداً عن الديمقراطية، مؤكداً «الاستمرار في ملاحقة عبد الفتاح البرهان وتقديمه للعدالة».
وجدد دقلو التأكيد أن «قوات الدعم السريع» لم تهاجم أحداً بل ردت على الحصار والاعتداء عليها، ودعا المجتمع الدولي إلى التحرك الآن والتدخل قائلاً: المعركة التي نخوضها الآن هي ثمن الديمقراطية. لم نهاجم أحداً. إن أفعالنا مجرد رد على الحصار والاعتداء على قواتنا. نحن نناضل من أجل شعب السودان لضمان التقدم الديمقراطي الذي طالما تاقوا إليه. نحن نتخذ كل الإجراءات الممكنة لضمان سلامة وأمن الناس. لن نسمح بإلحاق أي ضرر بهم، وسنفعل كل ما في وسعنا لحماية الديمقراطية ودعم حكم القانون في السودان. سننتصر ونحقق السلام والاستقرار.
وأعلنت «قوات الدعم السريع» في وقت سابق تسجيلها ما قالت: إنه «انتصارات كاسحة» بمعارك ضد الجيش، وأنّها بسطت «سيطرة كاملة» على القصر الجمهوري بالعاصمة الخرطوم ومحيطه.
وذكرت في بيان أنها تخوض معركة «مصيرية» لوضع حد نهائي للمجموعة «الانقلابية» التي تقود الجيش، على حد تعبيرها.
بدورها أعلنت لجنة أطباء السودان المركزية أمس مقتل 97 شخصاً وإصابة 942 آخرين جرّاء الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع، مشيرة إلى أن المستشفيات والمؤسسات الصحية بالخرطوم ومدن السودان لم تسلم من القصف بالمدافع والأسلحة النارية.
وأكدت اللجنة في بيان أمس وقوع أضرار بالغة بمستشفى الشعب التعليمي ومستشفى ابن سينا التخصصي ومستشفى بشاير جراء الاشتباكات والقصف المتبادل بين القوات المسلحة و«قوات الدعم السريع» للمنطقة المحيطة بها.
وأورد البيان: كنا قد ناشدنا قبلاً أطراف النزاع بعدم التعرض للمرافق الصحية، ولكن ما حدث كان عكس ذلك تماماً.
وذكرت أن القصف تسبب بخروج مستشفيات الشعب التعليمي والخرطوم التعليمي عن الخدمة تماماً، وفي حالة من الإرباك والخوف للكادر الطبي، والمرضى، والأطفال، ومرافقيهم.
سياسياً، أعرب المبعوث الأممي إلى السودان فولكر بيرتس، أمس الإثنين، عن خيبة أمله إزاء عدم الوفاء بالهدنة الإنسانية المؤقتة بين طرفي النزاع، التي جرى الاتفاق عليها أول من أمس الأحد.
وقالت بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان «يونيتامس»، في بيان: حث بيرتس جميع الأطراف على احترام التزاماتها الدولية، بما في ذلك ضمان حماية جميع المدنيين، مشيرةً إلى أن المبعوث الأممي للسودان يبقى منخرطاً مع الشركاء السودانيين والإقليميين والدوليين، للعمل من أجل وقف الأعمال العدائية.
ويتواصل القتال في العاصمة السودانية بعد إعلان الجيش و«قوات الدعم السريع» في بيانين منفصلين الاتفاق على مقترح للأمم المتحدة بفتح مسارات آمنة للحالات الإنسانية لثلاث ساعات.
واستؤنف القتال بعد حلول مساء أول من أمس، فيما لزم السودانيون منازلهم وسط مخاوف من صراع طويل قد يعمّق حالة الفوضى ويبدد آمال الانتقال إلى حكم بقيادة مدنية.
وأثارت المواجهات الدائرة منذ السبت بين الجيش و«قوات الدعم السريع» إدانات دولية ومخاوف إقليمية، ما أدى إلى إغلاق حدود مصر وتشاد المجاورتين. وتبادلت «قوات الدعم السريع» والجيش السوداني الاتهامات بالمبادرة إلى القتال.
وتحوّل التوتر إلى مواجهات عنيفة السبت بعد تصعيد في الخلافات السياسية في الأسابيع الأخيرة.
ومطلع الشهر الحالي، تأجل مرتين توقيع اتفاق بين العسكريين والمدنيين لإنهاء الأزمة التي تعيشها البلاد منذ انقلاب البرهان على الحكومة المدنية في 2021، بسبب الخلافات بين البرهان ودقلو، وكان من شأن هذا الاتفاق الذي لم يوقع إحياء عملية الانتقال الديمقراطي في السودان وفتح الباب أمام خروج البلاد من الأزمة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن