أظهر فراغ صبر موسكو حيال تشكيل وفد المعارضة وأيد موقف دمشق … لافروف يؤكد: هدف المفاوضات تشكيل حكومة وحدة وطنية
| الوطن- وكالات
في موقف يظهر فراغ صبر موسكو حيال تأخر تشكيل وفد المعارضة السورية إلى مفاوضات جنيف، أعلن رئيس الدبلوماسية الروسية سيرغي لافروف، أن بلاده ستساهم في تشكيل هذا الوفد وضمن المواعيد المقررة حسب القرار الدولي (2254)، لأنها لا تريد لهذه العملية أن تستمر للأبد.
وأيد لافروف موقف دمشق، التي تحدثت عن عزمها المشاركة في المفاوضات من أجل تشكيل «حكومة وحدة وطنية»، وذلك في موقف يتعارض مع ما تنادي به قوى معارضة وداعميها الإقليميين والدوليين، والتي تعتبر أن المطلوب من مفاوضات جنيف المقبلة تأسيس «هيئة حكم انتقالية» أو «حكومة انتقالية».
وعلى الرغم من التزام الوزير الروسي بأطر القرار الدولي الزمنية إلا أنه، ربط بين التسوية السورية و«نجاح» أعضاء المجتمع الدولي في «التنسيق» لمكافحة الإرهاب، ملمحاً إلى أن فرص ذلك ضئيلة في ضوء ما سماه «التشتت» بالجهود الدولية في هذا الإطار. ونص القرار الدولي (2254) على إجراء مفاوضات بين وفدي الحكومة والمعارضة خلال شهر كانون الثاني المقبل من أجل تشكيل حكم غير طائفي. وأعلن المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا السبت الماضي، أن الأمم المتحدة تعمل من أجل عقد المفاوضات في مدينة جنيف السويسرية في الخامس والعشرين من الشهر المقبل.
ولفت لافروف، في مقابلة مع وكالة «انترفاكس» الروسية للأنباء، إلى أن روسيا ستواصل مساهمتها في تشكيل وفد المعارضة السورية في الوقت المحدد لإجراء محادثات مع الحكومة السورية، مؤكداً أن المبدأ الرئيسي هو أن «مستقبل سورية ينبغي أن يحدد من السوريين أنفسهم على أساس الحفاظ على سيادة ووحدة وسلامة أراضي هذا البلد». وأضاف «لا نريد أن تستمر هذه العملية إلى اللانهاية وسنعمل على تحريكها وفق الأهداف المتفق عليها»، مشيراً إلى أن ذلك ليس مهمة سهلة يمكن إقرارها على عجل.
وبيّن لافروف في مقابلته التي خصصها لاستعراض عمل وزارته خلال العام المنصرم، ونقلت وكالة «سانا» للأنباء مقتطفات منها، أن أطياف المعارضة السورية لم تصل بعد إلى توافق في الآراء بشأن تشكيلة الوفد في المحادثات مع الحكومة السورية التي أعلنت عن استعدادها للمحادثات من دون تدخل خارجي. ولفت إلى أن الاتفاقات المصاغة من قبل «مجموعة الدعم الدولية الخاصة بسورية»، والمثبتة في القرار (2254)، تؤكد أن السوريين، وعلى أساس اتفاق متبادل بين الحكومة وأطياف المعارضة، يجب أن يتفقوا على تشكيل حكومة وحدة وطنية، وفق أسس غير طائفية من أجل وضع دستور جديد وإجراء انتخابات تحت إشراف الأمم المتحدة، موضحاً أنه لإنجاز هذه العملية برمتها تم الاتفاق على جدول زمني مدته سنة ونصف السنة.
إلا أن الوزير الروسي أكد أن تسوية الأزمة في سورية تتوقف إلى حد كبير على «نجاح التنسيق بين أعضاء المجتمع الدولي وفعالية الجهود الرامية إلى إنشاء التنسيق الدولي في مكافحة الإرهاب»، مشيراً في الوقت نفسه إلى وجود «تشتت» في الجهود الدولية. ودعا جميع الدول إلى مواجهة تحدي الإرهاب وأن «تضع جانباً كل الأمور الثانوية، وأن تعمل على رد الخطر الرئيسي كما كان الوضع في سنوات النضال ضد النازية (إبان الحرب العالمية الثانية)»، مشيراً إلى أن المجتمع الدولي ما زال يشهد تشتتاً وهذا الأمر لن يسهم في خدمة الهدف الرئيسي.
ونقل الموقع الإلكتروني «روسيا اليوم»، عن لافروف، قوله: إن «السياسة الخارجية الروسية في عام 2015 هدفت بالأساس إلى تأمين دور قيادي للبلاد في مجال مكافحة الإرهاب»، مضيفاً: إن عمليات القوات الجوية الروسية في سورية سمحت بالتصدي لتقدم المسلحين. وقال: «نتيجة لذلك اتضحت صورة ما يحدث وتبين من يكافح المتطرفين بالفعل ومن يلعب دور أعوانهم» في إشارة على ما يبدو إلى تركيا.
في سياق متصل، أكد الناطق الصحفي باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن المبعوث الخاص للرئيس الروسي لشؤون التسوية السورية ألكسندر لافرينتيف يقوم بجولات مكوكية كثيرة إلى الدول المشاركة في تسوية أزمة سورية. جاء ذلك في معرض تعليق بيسكوف على خبر نقلته صحيفة «هآريتس» الإسرائيلية مفاده أن لافرينتيف زار إسرائيل «بشكل سري» لبحث الأزمة السورية مع كبار المسؤولين الإسرائيليين.
وأوضح بيسكوف رداً على أسئلة صحفيين أمس، وفق موقع «روسيا اليوم»، أن لافرينتيف عيِن في منصبه الحالي في شهر تشرين الأول الماضي.
في غضون ذلك، عادت مجموعة من مشاة البحرية من قوات الأسطول الروسي في البحر الأسود إلى قاعدة يرابطون فيها في القرم بعد تنفيذ مهمتهم الخاصة بحماية قاعدة «حميميم» في سورية.
وأفاد المكتب الإعلامي لأسطول البحر الأسود، بأن مراسم استقبال مشاة البحرية جرت في مطار «بيلبيك» في سيفاستوبل بحضور قيادة الأسطول. وهنأ قائد قوات سواحل الأسطول الجنرال ألكسندر أوستريكوف العسكريين العائدين من سورية بإكمال مهمتهم بنجاح.
ومن المقرر أن تستبدل القوات التي تحمي قاعدة «حميميم» الجوية في سورية قبل حلول عام 2016.