بحث مع عطاف تعزيز آليات التعاون الثنائية وتفعيل عمل اللجنة العليا المشتركة … المقداد في تونس بعد الجزائر: سورية لا يمكن أن تقبل أن تكون مسؤولة عن التفرقة بين البلدان العربية
| وكالات
وصل وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد إلى تونس في زيارة عمل لتعزيز العلاقات الثنائية والتعاون المشترك بين البلدين، بدعوة من نظيره وزير الخارجية التونسي نبيل عمار، بعد أن أنهى زيارة للجزائر، التقى فيها كبار المسؤولين في الدولة، أكد خلالها أهمية تفعيل العلاقات العربية الثنائية ودورها في إعادة إحياء العمل العربي المشترك، للتغلب على الصعوبات التي تواجه جميع الدول العربية. كما أكد أن سورية لا يمكن أن تقبل أن تكون مسؤولة عن التفرقة بين البلدان العربية، وهي تقدر أن معظم الدول العربية الآن بدأت تتفهم أن طريق العمل العربي المشترك هو الطريق الوحيد الذي يصون لنا كرامتنا كعرب ويصون حقوقنا.
وذكر الإعلام الرسمي السوري مساء أمس أن المقداد وصل إلى تونس في زيارة عمل لتعزيز العلاقات الثنائية والتعاون المشترك بين البلدين
وتأتي زيارة المقداد هذه بدعوة من نظيره وزير الخارجية التونسي نبيل عمار، وإثر اتفاق سورية وتونس منذ يوم الأربعاء الماضي على إعادة فتح سفارتيهما.
وقبيل توجهه إلى تونس في إطار جولته على عدد من العواصم العربية عقد المقداد أمس جلسة مباحثات مع وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية الجزائرية في الخارج أحمد عطاف تم خلالها بحث سبل تفعيل وتعزيز آليات التعاون الثنائية بين البلدين الشقيقين سورية والجزائر، ومناقشة مختلف جوانب العلاقات الثنائية، وتفعيل عمل اللجنة العليا المشتركة بين البلدين، انطلاقاً من أهميتها في تعزيز العلاقات الأخوية والتنسيق حول مختلف القضايا العربية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وذلك وفق ما ذكرت وكالة «سانا».
وقدم المقداد خلال الجلسة التي جاءت في اليوم الثاني من زيارته للجزائر، عرضاً لآخر التطورات التي تشهدها الساحة السورية في ضوء مشاوراته الأخيرة مع مسؤولي عدد من عواصم الدول العربية والدول الصديقة، كما شرح الرؤية السورية لسبل تطور العلاقات العربية- العربية، وأهمية تفعيل العلاقات العربية الثنائية ودورها في إعادة إحياء العمل العربي المشترك، للتغلب على الصعوبات التي تواجه جميع الدول العربية.
وتناول المقداد الإنجازات التي حققها الشعب السوري في حربه ضد الإرهاب، والصعوبات التي يواجهها نتيجة العقوبات القسرية أحادية الجانب المفروضة من الولايات المتحدة الأميركية والدول الغربية عليه، منوهاً بالجهود والمساعدات الإنسانية التي قدمتها الجزائر لسورية بعد كارثة الزلزال الذي ضرب عدة محافظات سورية.
من جهته قدم عطاف التهنئة لسورية قيادةً وشعباً وحكومة، بمناسبة عيد الجلاء، وأعرب عن استعداد الحكومة الجزائرية لتنشيط وتفعيل آليات التعاون والتنسيق بين البلدين الشقيقين في المجالات كافة، مؤكداً أن بلاده كانت حريصة خلال السنوات الماضية على الحفاظ على سيادة سورية ووحدة أراضيها واستقرارها ودعمها في مواجهة مختلف التحديات المتراكمة والمتزايدة، وخاصة بعد الأوضاع الصعبة التي مرت بها بعد الزلزال، مشدداً على حرص الجزائر على خروج سورية منتصرة من هذه الأزمة وعودتها إلى ممارسة دورها المهم على الساحتين العربية والدولية.
وتطرق الوزيران إلى الأوضاع على الساحة العربية والإقليمية والدولية وواقع العلاقات الثنائية من مختلف الجوانب، حيث تم الاتفاق على إيجاد آليات مشتركة لدفع وتيرة العمل الثنائي على الصعد الدبلوماسية والسياسية كافة.
وفي نهاية الجلسة أكد الجانبان استمرار التنسيق والحوار بين البلدين على مختلف الصعد، بما يخدم مختلف القضايا العربية.
وفي مقابلة مع قناة «الجزائر الدولية» جدد المقداد التأكيد على عمق وقوة العلاقات بين سورية والجزائر والتنسيق الوثيق بينهما في مختلف المجالات، مشيراً إلى موقف الجزائر الثابت بدعم سورية.
وأوضح أن اللقاء مع الرئيس عبد المجيد تبون الأحد الماضي امتد لأكثر من ساعتين وهذا يدل على أنه كان ودياً وحميماً وعبر عن عمق العلاقات بين البلدين الشقيقين، موضحاً أن الرسالة الشفهية التي نقلها له من الرئيس بشار الأسد كانت رسالة مودة ومحبة عبر سيادته من خلالها عن تقديره الكبير للرئيس تبون وللشعب الجزائري على كل ما قدمه هذا الشعب العظيم لسورية منذ بدء الأزمة فيها عام 2011 حتى الآن، حيث كان موقف الجزائر ثابتاً في هذا المجال في الوقت الذي كان فيه الإرهابيون والقتلة يتلقون الدعم العسكري واللوجستي والإعلامي لتضليل الرأي العام حول حقيقة الوضع في سورية، لذا كانت رسالة الرئيس الأسد رسالة محبة إلى القيادة الجزائرية وإلى الشعب الجزائري.
وبين أن الرسالة تضمنت شرحا للتطورات في سورية والمنطقة والتحركات السياسية الجارية الآن على مختلف المستويات سواء مع دول الجوار أم في إطار مسار «أستانا» أو الزيارات التي قام بها الكثير من المسؤولين العرب خلال الأسابيع القليلة الماضية إلى سورية والزيارات التي قمنا بها أيضاً إلى الدول العربية، لافتاً إلى أنه في المحصلة يمكن القول: إن هذه الرسالة كانت مرة أخرى إضافة للاتصال الهاتفي الذي جرى قبل أيام بين الرئيسين الأسد وتبون رسالة محبة وتقدير وتنسيق لمواقف البلدين المتطابقة حيال مختلف الملفات الدولية، وكان لابد من تجديد الشكر والتقدير للجهد الذي قامت به الجزائر فيما يتعلق بموضوع عودة سورية لممارسة دورها في محيطها العربي، مشدداً على أنه كلما كانت علاقات الدول العربية ببعضها طبيعية وقوية كانت علاقاتها الدولية قوية، وكانت قادرة على مواجهة التحديات المشتركة.
وبشأن زيارات الرئيس الأسد إلى الإمارات وسلطنة عُمان، وزيارته إلى السعودية، أوضح المقداد أن هذه الزيارات أتت برغبة من قبل كل الأطراف من أجل طي الصفحة التي مررنا بها وفتح صفحة جديدة في العلاقات العربية- العربية لمواجهة التحديات التي تستهدف دولنا، لذلك يجب أن نكون معاً بما يخدم مصالحنا المشتركة، ويحقق التنمية في بلداننا ويوقف التدخلات الخارجية في شؤونها، وينهي الاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني الشقيق.
ورداً على سؤال حول عودة سورية إلى جامعة الدول العربية، شدد المقداد على أن ما يهم سورية هو إصلاح العلاقات بين الدول العربية لأنه الطريق الحقيقي لجعل الجامعة أو التعاون العربي المشترك مفيداً، لكن قبل تصحيح العلاقات الثنائية سيكون من الصعب تحقيق هذه الفائدة طالما بقيت الخلافات ضمن الجامعة العربية والمشاكل التي تعاني منها في تنفيذ برامجها وسياساتها.
وأكد المقداد أن سورية التي تؤمن بالبعد العربي لكل قضايا دولنا، وتطالب بتوحيد المواقف العربية تجاه هذه القضايا لا يمكن أن تقبل أن تكون مسؤولة عن التفرقة بين البلدان العربية، وهي تقدر أن معظم الدول العربية الآن بدأت تتفهم أن طريق العمل العربي المشترك هو الطريق الوحيد الذي يصون لنا كرامتنا كعرب ويصون حقوقنا.
وجدد المقداد التأكيد على دعم سورية الثابت للشعب الفلسطيني بمواجهة ما يتعرض له من جرائم واعتداءات إسرائيلية على أرضه ومقدساته.