موسكو أكدت استعدادها لمواصلة دفع الحوار البناء بين دمشق ومحيطها الإقليمي … شعبان لـ«ياكوفينكو»: على الدول الساعية لنظام عالمي جديد إيلاء أهمية للتحالفات بينها
| وكالات
بينما بحث الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط وبلدان إفريقيا- نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف مع سفير سورية في موسكو بشار الجعفري تطورات الأوضاع في سورية ومحيطها، مع التركيز على حل الأزمة فيها، أكدت المستشارة الخاصة في رئاسة الجمهورية بثينة شعبان أنه على الدول الساعية لإرساء نظام عالمي جديد أن تولي أهمية كبرى للتحالفات بينها.
والتقت شعبان أمس عميد الأكاديمية الدبلوماسية التابعة لوزارة الخارجية في روسيا الاتحادية، ألكسندر ياكوفينكو والوفد المرافق له، وذلك في مقر مؤسسة وثيقة وطن بدمشق، وفق ما ذكرت وكالة «سانا».
وأوضح ياكوفينكو الخطوات المهمة التي تتخذها روسيا والصين والبرازيل ودول البريكس مجتمعة لمواءمة الاقتصاد الجديد مع انحسار التبعية للاقتصاد الغربي، ولمحاولة بناء منظومة اقتصادية تتخلى تدريجياً عن الدولار وتجترح الأساليب والعملات التي يتفق عليها كبدائل.
وقال: إن هذا قد يأخذ بعض الوقت ولكن المسار قد بدأ، ولا شك أن العقوبات التي يفرضها الغرب على دول عدة في العالم من دون أي وجه حق، وتجميد الأموال المودعة لها قد حفزت دولاً كثيرة لإيجاد بدائل أكثر أمناً واستقراراً لاقتصاداتها وللسوق العالمية أيضاً.
وأشار ياكوفينكو إلى الوضع الاقتصادي الصعب الذي تعيشه أوروبا، متسائلاً ما إذا كانت الدول الأوروبية في هذا الطريق أم إنها ستعمل على وضع مصالحها الاقتصادية أولاً وتحدي الهيمنة الأميركية، لافتاً إلى أهمية التعاون الصيني- الروسي، والصيني- البرازيلي في خلق واقع اقتصادي جديد يسرع المبادرات العالمية لمصلحته.
وقال: إن ما يجري في العالم العربي مهم جداً، وإن التقارب السعودي- الإيراني وقرب انتهاء حرب اليمن سيسهم من دون شك في خلق واقع إقليمي جديد تلعب به دول المنطقة دوراً حيوياً.
من جهتها قالت شعبان: إن هذه التغييرات الاقتصادية المهمة بحاجة أيضاً إلى حوار فكري واتفاق على المفاهيم السياسية الإعلامية، والسبل التي يجب انتهاجها لتحقيق خرق أكيد ومبدئي لأدوات الهيمنة الغربية وثقافة ولا أخلاقيات الليبرالية الجديدة.
وأوضحت أن الغرب قد نجح في فرض هيمنته على العالم من خلال تركيزه على التحالفات، مشيرة إلى أنه على الدول الساعية لإرساء نظام عالمي جديد أن تولي أهمية كبرى للتحالفات بينها، وللحوار والاتفاق على المفاهيم والمصطلحات والخطوات التي تسهم مع التحولات الاقتصادية في إنجاز هذه الغاية المهمة للبشرية وللعدالة الإنسانية، ولمستقبل الأجيال والكرامة المتساوية للدول والشعوب.
ونوه ياكوفينكو وشعبان بأهمية التعاون بين روسيا وسورية في هذه المجالات، وتوثيق هذه المرحلة المهمة، وتبادل الآراء والأفكار السياسية والإعلامية بما يعزز هذا التوجه ويستقطب الأطراف التي بحاجة إلى المساعدة في تحديد توجهاتها، وذلك من خلال المبادرة بنشر مصطلحاتنا التي تعبر عن الواقع الجديد وتظهر تضليل الإعلام الغربي وانفصامه عن واقع الأحداث.
وقبل ذلك نقلت «سانا» عن وزارة الخارجية الروسية قولها أمس في بيان: «إن بوغدانوف أكد خلال استقباله الجعفري استعداد موسكو لمواصلة بذل الجهود اللازمة لدفع الحوار البناء بين دمشق ومحيطها الإقليمي، انطلاقاً من مبادئ الاحترام غير المشروط لسيادة سورية ووحدتها وسلامة أراضيها.
ولفتت الوزارة إلى أن اللقاء تناول كذلك بعض المسائل العملية للتعاون الثنائي، بما في ذلك جدول الاتصالات المقبلة، مشيرة إلى أن بوغدانوف قدم التهنئة للسفير الجعفري بعيد الجلاء في ذكراه السابعة والسبعين.