عودة العلاقات السورية- السعودية إلى سابق عهدها باتت أمراً واقعاً ودمشق تترقب زيارة ابن فرحان … المقداد وصل إلى تونس لبحث سبل تعزيز العلاقات بين البلدين .. مصادر لـ«الوطن»: أولوية دمشق تعزيز العلاقات الثنائية مع الدول العربية
| سيلفا رزوق
على نحو متسارع تسير خطوات استعادة العلاقات العربية السورية إلى سابق عهدها، حيث وصل وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد إلى تونس أمس، بعد أن أجرى زيارة وصفت من قبل مصادر دبلوماسية جزائرية بـ«الممتازة» التقى خلالها الرئيس عبد المجيد تبون ووزير خارجيته أحمد عطاف، وذلك بعد أيام من زيارة عمل قام بها للسعودية أعلن فيها عن عودة العلاقات القنصلية وإعادة خطوط الطيران ومعها خطوط التواصل السياسي المنقطع منذ نحو 12 عاماً، وسط ترقب بزيارة سيقوم بها وزير خارجية المملكة العربية السعودية إلى دمشق للقاء كبار المسؤولين السوريين والبحث في آخر تطورات المنطقة واجتماع جدة واستضافة المملكة للقمة العربية في الـ19 من الشهر القادم.
مصادر دبلوماسية عربية متابعة تحدثت إليها «الوطن» اعتبرت أن التسارع الحاصل في مسار التطبيع العربي مع دمشق هو دليل على تعافٍ ملموسٍ لا عودة بعده إلى الوراء، حيث تستمر الأجواء الإيجابية والتي اكتسبت زخماً كبيراً مع زيارة المقداد للسعودية والزيارة المرتقبة للوزير السعودي إلى دمشق.
وأشارت المصادر إلى أن تركيز دمشق لايزال منصباً على تمتين العلاقات الثنائية بينها وبين العواصم العربية التي بادرت لفتح أبواب التطبيع معها، على اعتبار أن الاشتغال على تعزيز العلاقات الثنائية من شأنه الدفع بالعمل العربي المشترك نحو الأمام، كما أن دمشق تضع في الوقت الحالي تمتين هذه العلاقات كأولوية وغاية سياسية، أكثر من عودتها لجامعة الدول العربية، وهو ما يؤكد عليه المسؤولون السوريون باستمرار، وما أكد عليه أيضاً الرئيس بشار الأسد في آخر لقاء إعلامي له مع القنوات الروسية الشهر الفائت، عندما أكد بأن سورية لا ترى العودة إلى جامعة الدول العربية غاية في ذاتها أو أكثر أهمية من العلاقات الثنائية.
وحسب المصادر فإن عودة العلاقات السورية العربية وخصوصاً السورية- السعودية إلى سابق عهدها باتت أمراً واقعاً ولم تعد في إطار التكهنات أو التحليلات، حيث سنشهد خلال الأيام القادمة تسارعاً ملحوظاً وملموساً يشمل مختلف جوانب هذه العلاقة، ولن يقتصر على تبادل الزيارات الرسمية، وسيتعدى الجانب السياسي إلى الجوانب الأخرى وعلى رأسها الاقتصادية منها، وذلك في سياق الانفتاح الإقليمي المستمر أيضاً.
وبخصوص البيان الصادر عن الاجتماع الذي استضافته مدينة جدة السعودية لوزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن والعراق، وإصرار بعض الدول على طرح عناوين وأجندات تقف في وجه مواصلة استعادة العلاقات العربية- العربية لعافيتها، اعتبرت المصادر بأن المرحلة السياسية الحالية تجاوزت هذه العناوين والأجندات، والتحركات السياسية ستكون في مصلحة شعوب المنطقة، التي نزفت ما يكفي من دماء وموارد جراء الخيارات السياسية التي فرضتها رياح «الربيع العربي»، إضافة إلى أن الوضع على الساحة الدولية يتطلب مزيداً من التنسيق العربي – العربي وسيكون لدمشق الدور الأهم في الملف الإقليمي وخاصة أنها الحليف الأهم بالنسبة لموسكو وبكين اللتين باتتا اللاعبان الأكثر تأثيرا في منطقتنا.
ومساء أمس وصل وزير الخارجية والمغتربين إلى العاصمة التونسية قادماً من الجزائر في زيارة رسمية، بناء على دعوة من وزير الخارجية التونسي نبيل عمار.
وتهدف الزيارة إلى تعزيز العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين سورية وتونس وسبل تطويرها، إضافة إلى بحث آخر المستجدات في المنطقة والعالم.
وكان وزير الخارجية التونسي في مقدمة مستقبلي الوزير المقداد، إضافة إلى عدد من كبار المسؤولين في وزارة الخارجية التونسية.
ويرافق الوزير المقداد سفير سورية في الجزائر نمير الغانم، ومدير إدارة الشؤون العربية في وزارة الخارجية رياض عباس، وجمال نجيب مدير مكتب الوزير، وإحسان الرمان من مكتب وزير الخارجية.