رياضة

الدوري الكروي الممتاز في رابع الإياب- الطليعة على الانتظار … مواجهتان ساخنتان في جبلة وعلى ملعب الجلاء.. الكرامة لفتح صفحة جديدة والمجد في صراع مرير

| ناصر النجار

كُرمى عيد الفطر السعيد أعاده علينا وعليكم باليمن والخير والعافية قدَّم اتحاد كرة القدم مباريات الأسبوع الرابع من إياب الدوري الكروي الممتاز إلى يومي الأربعاء وغداً الخميس، كما حدد موعد مباراة ديربي اللاذقية بين حطين وتشرين المؤجلة من مباريات الأسبوع الثاني لتقام بعد العطلة يوم الثلاثاء القادم على ملعب الباسل باللاذقية.

واعتباراً من مباريات اليوم فإن الوضع على سلم الترتيب لم يعد فيه أي مجال للتهاون سواء للفرق المتنافسة على القمة أو الفرق الهاربة من مركز الهبوط الأخير.

وحسب قراءات المراحل الثلاث الماضية فإن أغلب الفرق غيّرت من شكلها وأظهرت شخصيتها وباتت تحارب على النقطة وعلى الصافرة الأخيرة للمباراة، لذلك لم يعد بالإمكان أن نقول إن هذه المباراة صعبة وتلك سهلة، فالكل في الخطر سواء، خطر ضياع القمة، وخطر الهبوط، ولذلك ستُعنوَن المباريات تحت شعار: «على قَدْر أهل العَزم تأتي العزائم».

علينا أن ننسى مباريات الذهاب وتفاصيلها فكل شيء تغيّر شكلاً ومضموناً، المدربون واللاعبون وأسلوب اللعب وحرارة المنافسة، وعلى سبيل المثال لم يبقَ من مدربي الذهاب الذين كانوا في المرحلة ذاتها إلا فراس معسعس مدرب الوثبة.

الجديد في مباريات هذه المرحلة أن جبلة سيظهر من جديد بمدربه الجديد ماهر بحري لننظر ما هو فاعل، والجديد أيضاً عودة معاقبي الكرامة إلى المباريات وهم: تامر حج محمد وهمام أبو سمرة وعبد الملك عنيزان ومصعب بلحوس بعد انقضاء فترة عقوبتهم، وقد تكون هذه العودة مكسباً للكرامة في ظل أزمته الحالية مع العلم أن مصعب بلحوس اعتزل اللعب وانضم إلى الجهاز الفني للكرامة.

بالنسبة إلى مدافع الجيش مازن العيس فستكون مباراة اليوم هي الأخيرة له ضمن مدة توقيفه وسيعاود اللعب اعتبارا ًمن الأسبوع الخامس، مع الإشارة إلى أن المراحل الثلاث الماضية كانت نظيفة فلم يشهر الحكام البطاقات الحمراء ولم يتعرض أحد (فرقاً-أفراداً) إلى عقوبات انضباطية.

قمة المرحلة

يستقبل جبلة على ملعبه ضيفه الوثبة متصدر الدوري، الفارق بين الفريقين أربع نقاط، لكن عملياً جبلة لعب مباراة أقل، وهذا يعني أنه إن فاز بالمباراة فسيقطع نصف الطريق إلى القمة.

جبلة خاض مباراتين بدا فيهما متعباً نفسياً لذلك استقال مدربه، والتغيير الفني بالتعاقد مع ماهر بحري يهدف إلى إحياء الروح المعنوية عبر تغيير الوجوه وقد يكون لهذا التغيير صدمة إيجابية تمكن الفريق من متابعة مشواره بين الكبار.

على الورق فإن جبلة على أرضه قوي ومتين ويضم ثلاثي وسط متميزاً إضافة لدفاع متمكن وهدّاف خطير، وهذه الأوراق قادرة إن عرف كيف يوظفها البحري على تحقيق فوز يطرب له أبناء النوارس.

فراس معسعس ليس غريباً عن مستضيفه فهو يعرف أين تكمن القوة وكيف يمكن تعطيلها، وحسب المراقبين المتابعين فإن قوة جبلة في وسطه فإن استطاع شلّ حركة الوسط حقق ما أراد ونال المراد.

على كل حال فإن الوثبة الذي لم يخسر حتى الآن يعرف أن مباراة القمة هذه هي الفيصل في الصراع على اللقب، فإن أراد الضيف لقب الدوري فعليه أن يبحث عن أسهل الطرق لغزو المرمى الجبلاوي.

بكل الأحوال الكلام في هذه المباراة يبدو نظرياً وعلى الورق، وقد يختلف على أرض الملعب كثيراً، والمباغتة أمر محمود لحسم المباراة وهنا دور المدرب في قيادة المباراة، والأهم تجنب فواحش الأخطاء التي تثقل كاهل الفريقين سواء ببطاقة حمراء قد تقلب الموازين أو تغير المجريات أو ركلة جزاء لا طعم لها.

الفوز بالمباراة يحتاج إلى التوفيق، وربما قاد اللقاء حكام من الخارج بناء على طلب الوثبة، في الذهاب تعادل الفريقان بهدف لمثله فسجل لجبلة محمود البحر وللوثبة معتصم شوفان من جزاء.

القمة الثانية

ملعب الجلاء بدمشق يستضيف القمة الثانية بين الجيش وأهلي حلب وهي قمة نارية بكل تأكيد، أهلي حلب في مرتبة الوصيف وله 25 نقطة. والجيش خامساً وله 23 نقطة والجيش لعب مباراة أقل.

العلامة الفارقة في المباراة مدرب أهلي حلب حسين عفش الذي كان مدرباً للجيش طوال فترة الذهاب، وهذا الكلام يؤدي إلى أن العفش يعرف كل صغيرة وكبيرة عن منافسه وعليه استغلالها كما يجب.

أيمن الحكيم مدرب الجيش يعرف هذه المقولة تماماً وعليه أن يتعامل معها بجدية متناهية حتى لا يخسر رهانه على اللقب، فالمباراة دون أدنى شك مباراة النقاط المضاعفة وهي لا تقبل القسمة على اثنين والتعادل خسارة للفريقين معاً ومكسب لبقية المنافسين.

مشكلة أهلي حلب أنه يعاني من العقم الهجومي وهو داء دلّت عليه مبارياته الثلاث الماضية، فخسر أمام الفتوة بهدف وفاز على الوحدة بجزاء في الرمق الأخير وعلى الكرامة في افتتاح الدوري بهدف وحيد، وإذا علمنا أنه تعذّب كثيراً بمواجهة فريقين ليسا من النخبة هذا الموسم وهو يلعب على أرضه فإنه لا شك سيواجه مشكلة كبيرة في طرق مرمى الجيش القوي دفاعاً.

الجيش في مباراتين سجل خمسة أهداف، استغل أخطاء دفاع المجد وحارسه فسجل أربعة أهداف، ورأينا إصراره على إدراك التعادل فناله من تشرين باللاذقية، ورغم قوة دفاعه إلا أن الحذر واجب من هفوات يرتكبها وهو ما حدث تماماً في المباراتين السابقتين فتعرض لهدف في كل مباراة.

المباراة تبدأ من السيطرة على خط الوسط، ومن استطاع ذلك أمسك المباراة بكل تفاصيلها وأدارها كما يشاء، الفريقان عازمان على الفوز كضرورة تضعها أحكام المنافسة، والتوقع لها يبدو ضرباً من المستحيل لأن ذلك سيكون مرهوناً بما يقدمه الفريقان وإن كان المراقبون يميلون لفوز الجيش ولو بنسبة ضئيلة.

مباراة الذهاب انتهت إلى التعادل السلبي.

مباراة صعبة

الآزوري في ضيافة الحيتان في اللاذقية، وسبق للفتوة أن فاز على حطين ذهاباً بثلاثة أهداف نظيفة كانت من نصيب هدّافه علاء الدين دالي وهو ثاني اثنين من (هاتريك) شهدها الدوري هذا الموسم حتى الآن.

علاء الدالي بعيد عن التسجيل في الإياب ولا ندري ما الأسباب، والمهاجم الجديد مصطفى جنيد الذي سجل في مباراتين ابن حطين ولن يكون في اللاذقية موضع ترحيب من زملائه وسيلقى حصاراً ما بعده حصار.

من المفترض أن تكون المباراة طابقية بين فريقين، الضيف في مرتبة الوصيف ويحلم باعتلاء القمة، وصاحب الأرض في وضع بالغ الخطورة مهدد بالهبوط، وهذا الكلام صحيح لكنه يبقى على الورق، المباراة ستكون صعبة على الفريقين وعلينا أن نتذكر أن حطين استطاع الصمود في الإياب مع فريقين كبيرين فخسر (كما يدعي) أمام جبلة ظلماً وفرض التعادل السلبي على الوثبة بحمص، وهذا يقودنا إلى أن حطين لن يكون كالذهاب لقمة سائغة في المباراة وسيكون نداً لها ويحلم بمفاجأة يعزّز به رصيده ويرتفع ولو مؤقتاً عن مركزه العاشر.

الفتوة المنتشي بفوزين متتاليين بعد هزيمته أمام تشرين مطلع الإياب يحاول استمرار رحلة الانتصارات وصولاً إلى لقب الدوري وهو الهدف الذي أعلنه مع بداية الموسم، ما يملكه الفتوة أكبر بكثير مما يملكه حطين، ولكن هل يستطيع عمار الشمالي توظيف هذه الإمكانات ليحقق الفوز، أم إن عمار ياسين سيكون له كلام آخر؟

عودة جديدة

مباراة حمص بين الكرامة وتشرين تفتح باب العودة لأحدهما، فالكرامة يريدها نقطة انطلاق جديدة بعد ثلاث هزائم جديدة،ـ وتشرين يعتبرها عودة إلى باب المنافسة والدخول إلى مدارج الكبار ولو من الباب الضيق.

المباراة تأخذ درجة الصعوبة القصوى وخصوصاً على الكرامة الذي يعيش أوضاعاً غير سارة، وجاءت النتائج السابقة المثقلة بالهزائم لتفتح أبواباً مغلقة في النادي وخصوصاً أن إدارة النادي بدأت تشعر بالحرج من جمهورها ولا بد من حلول، لذلك يتوقع المقربون من نادي الكرامة أن يدفع المدرب طارق الجبان الضريبة وحده إن لم يحقق الفوز، فمن الصعب أن تبقى أسهمه مرفوعة في النادي بعد أربع هزائم!

يمكن أن يكون الحظ مواكباً للكرامة إن استفاد الفريق من عودة المعاقبين كورقة جديدة بيد المدرب تعينه على هذا المأزق وتخرجه من كل حرج أصابه وسيصيبه إن لم يحقق الفوز.

الضيف بدوره في أحسن حالاته وهو يتطلع إلى فوز يعتبره مهماً ليحيي آماله بالمنافسة وخصوصاً أن لديه مباراة مؤجلة مع حطين، وحسابات البحارة تضيف ست نقاط إلى الرصيد وهذا يعني (إن تحقق) أن فريقهم سيدخل المرحلة الخامسة وبحوزته (24) نقطة وهي تشجعه على الاستمرار والمزيد من الجهد لمواكبة كبار الدوري.

لا شيء ينقص تشرين وأكثر ما يعانيه هو ضغط المباريات بعد رحلته العربية وإن استطاع اللاعبون الاستشفاء سريعاً من الجهد العضلي وكانوا في أعلى التركيز الذهني فسيعودون من حمص وهم سعداء مسرورون.

في مرحلة الذهاب تعادل الفريقان سلباً.

ديربي دمشق

آخر المباريات سيكون مسرحها ملعب الجلاء غداً الخميس بلقاء الوحدة مع المجد، وهو لقاء صعب وفاصل على الفريقين ولا شك في أن المدربين أعدا العدة لهذه المباراة الحاسمة.

الفارق بين الفريقين على جدول الترتيب ثلاث نقاط، فإما المجد يهرب من مركزه الأخير ويلحق بالوحدة، أو إن الوحدة يطير بالنقاط ويبتعد.

الوحدة لعب مباراتين مع كبيرين خسرهما بصعوبة أمام الوثبة وأهلي حلب بهدف، أي إن دفاعه لا يُخشى عليه، لكن خطه الأمامي مازال عقيماً ونذكر أن الوحدة يحتل المركز الأخير بنسبة التسجيل وله خمسة أهداف فقط.

المجد يميل للهجوم ولا عبوه الجدد أفادوه سواء في المقدمة أو وسط الملعب وهذه ميزة حسنة كسب من خلالها أربع نقاط، لكن حذارِ من الأخطاء الدفاعية التي كلفت الفريق خسارة ثقيلة أمام الجيش 1/4.

المباراة ستكون متوازنة ومتكافئة وقد يفصلها الوحدة بخبرة لاعبيه والمجد يسعى إلى كسر عقدة تفوّق البرتقالي عليه.

في الذهاب فاز الوحدة بهدف طارق هنداوي.

نذكّرُ أخيراً أن نادي الطليعة لن يلعب هذا الأسبوع وفق جدول المباريات بعد غياب الجزيرة عن الدوري.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن