شؤون محلية

تداعيات رمضانية..!

| يونس خلف

قيل إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب وفي الحكم، والأقوال أيضاً الندم على السكوت خير من الندم على القول، ولكن السؤال هو: هل لو رأينا خطأ وسكتنا يكون السكوت من ذهب؟

وهل سكوت شخص ما على ظلم يقع عليه أو إهانة يكون من ذهب؟

منطق الأشياء هو ليس الكلام دائماً هو الحل للمشكلة كما أن السكوت كذلك ليس هو دائماً الحل، وهنا يحتاج الأمر من يتخذ القرار المناسب بالكلام أو السكوت.

صحيح أن بعض أصحاب الشأن والقرار لا يملكون عصا سحرية ولا يستطيعون صنع المعجزات لمواجهة هذا الانفلات بالأسعار واحتكار المواد وكل التجاوزات التي وصلت إلى مرحلة الجنون من دون أن يشعر المواطن أن هناك من يلجم هذا الجنون.

وصحيح أننا في ظروف صعبة ونواجه تحديات ونعاني حصاراً وعقوبات لكن علينا أن نُقر أن هناك فجوة بين بعض المؤسسات وبين المواطنين ولابد من إغلاق هذه الفجوة، تعجز بعض المؤسسات عن تأمين المواد والسلع الأساسية في حين هي متوفرة لدى أشخاص يتحكمون بالسعر وبالتوزيع وفي الوقت الذي يريدون.

ونحن نقترب من وداع شهر رمضان المبارك نلاحظ أنه طوال أيام الشهر الفضيل هناك الكثير من العادات التي يوحدها شهر الصيام وتكون حاضرة وبجاهزية عالية لدى الجميع بدءاً من المسلسلات التلفزيونية التي تعاني الازدحام الشديد خلال شهر رمضان مروراً بالذين لا يعملون في رمضان ولا في غيره ورغم ذلك يجعلون من شهر الصيام حجة لضيق خلقهم وفرصة لتقاعسهم.

والسؤال: ماذا يجب أن يشمل الصيام إضافة للطعام؟

هل نصوم عن الكذب… عن الغش.. عن التضليل.. عن ظلم الآخرين؟‏

الصيام نظام متكامل بذاته.. فلماذا لا يكون هذا النظام مستمراً في حياتنا من حيث تنظيم الوقت والطعام والإخلاص في العمل..؟

الأمر الآخر الذي يثير الانتباه في رمضان وغير رمضان أن بعض الذين كرمتهم الدولة بمناصب ليقودوا العمل بالاتجاه الصحيح قد أوهموا الناس بأنهم خارج دائرة المحاسبة، وأنهم وحدهم الذين يسألون ولا يجوز أن يسألهم أحد؟ وحدهم الذين يطالبون بالعمل وهم لا يعملون ووحدهم الذين يفتعلون الأخطاء لغيرهم وممارساتهم الخاطئة متراكمة كالجبال.. ووحدهم الذين يأخذون كل شيء ولا يفكرون في عمل أي شيء، مثل هؤلاء بحاجة إلى تصويب مسارات تفكيرهم كي يتعلموا المسار الأمثل وهو الاتجاه الصحيح وليس القفز فوق الحقائق.

ويلقى السؤال الذي يلامس ما يحدث عندما يرتاح الناس لمحاسبة مهمل أحياناً أكثر من ارتياحهم إلى تكريم مجتهد، ورغم ذلك تغيب هذه المحاسبة التي يعتبرها الناس شكلاً من أشكال العدالة أيضاً، اللهم إني صائم وثبت الأجر إن شاء الله.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن