رياضة

شكراً..

| مالك حمود

لا تزال بعض الصور المتميزة لكرة القدم السورية في زمنها الجميل محفورة في الذاكرة والقلب أيضاً.

عشرات السنين مرت ولم ننس مباراة اعتزال نجم كرة القدم السورية سمير سعيد، والتي أقيمت على هامش بطولة العالم العسكرية التي استضافتها دمشق عام 1977 حيث استجاب حينها القائمون على فريق الجيش بكرة القدم لرغبة نجم الفريق ومهاجمه المخضرم سمير سعيد (أبو اسكندر) إعلان اعتزاله في تلك البطولة، مستثمرا ذلك الحدث الجماهيري الدولي الكبير، ولم تتردد الإدارة في إقامة مباراة نظمت لأجله وشارك فيها نخبة من أبرز نجوم كرة القدم في الوطن العربي وبقية الدول المشاركة في بطولة العالم العسكرية، فأضحت مهرجاناً رياضياً حقيقياً لن ينساه الكابتن سمير في حياته، حيث تلقى الشكر من العديد من نجوم الكرة العربية وشخصياتها.

أكثر من خمسة وأربعين عاماً مضى على هذه المباراة وخلال هذه السنوات الطويلة لم تشهد ملاعبنا مباراة اعتزال كبرى ومماثلة لذلك الحدث سوى اعتزال الكابتن كيفورك مردكيان في الثمانينيات.

ومباراة اعتزال نزار محروس في التسعينيات من القرن الماضي والذي أقيم بجهود فردية وخاصة من بعض المحبين، رغم إقامة عدة مباريات اعتزال خلال هذه السنوات، لكنها تبقى محدودة في العدد والحشد والدعم، وبالطبع لو أحصينا عدد نجوم كرة القدم السورية في مختلف الأندية على مر السنين، وأقمنا مباراة اعتزال لكل منهم، فلن يمضي شهر من دون مباراة اعتزال، ولكن للأسف (الحظوظ لناس وناس) وكم من نجم غادر الملاعب (عالسكيت) دون مباراة اعتزال تليق بسنوات العطاء التي أفناها من ربيع عمره في الملاعب.

وبالطبع فإن نجوم كرة السلة ليسوا أفضل حالاً، فالعشرات اعتزلوا بصمت ودون أي مبادرة من المعنيين.

ماذا يمنع من تقدير وتكريم النجم أو النجمة في لحظة الوداع؟

ليس بالضرورة إقامة مباراة اعتزال، فالشكر والتكريم يمكن التعبير عنه في كل زمان ومكان.

ماذا يمنع من دعوة اللاعبين واللاعبات المعتزلين وتكريمهم ضمن محافظاتهم على هامش إحدى المباريات المميزة، مادام التكريم يتم لبعض الشخصيات السلوية خلال الموسم؟!

لم يعد المطلوب سوى كلمة شكراً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن