استدعت سفير مولدوفا لديها وتوعدت بالرد على طرد السويد خمسة دبلوماسيين روس … موسكو: تقسيم جديد ينتظر أوروبا ونشهد التفكك النهائي للنخبة السياسية الأميركية
| وكالات
اعتبرت روسيا أمس الثلاثاء أن خطر تقسيم أوروبا قائم بالفعل اليوم، وأن المرحلة الحالية تشهد التفكك النهائي للنخبة السياسية في أميركا، إذ يتم نقل السلطة الرئيسية في هذا البلد إلى ما يسمى الدولة العميقة، حيث يكون الزعماء «هواة يتمتعون بالكاريزما»، ولكنهم عاجزون تماماً، أو كبار سن ضعفاء، في حين حذر رئيس دائرة وزارة الخارجية الروسية للرقابة على التسلح فلاديمير يرماكوف من ازدياد مخاطر المواجهة العسكرية المباشرة، والصدام بين روسيا والولايات المتحدة.
وحسب وكالة «سبوتنيك»، أكد نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ديميتري ميدفيديف أمس أن ما يطرحه المتنافسون على رئاسة الولايات المتحدة يظهر أن الوضع هناك «يتطور وفقاً لقوانين المأساة التي يمكن أن تتحول فيما بعد إلى مهزلة».
وقال ميدفيديف في حديث مع المشاركين في ماراثون «المعرفة أولاً»: «نشهد التفكك النهائي للنخبة السياسية الأميركية، حيث يتم نقل السلطة الرئيسية في هذا البلد إلى ما يسمى الدولة العميقة، ويكون الزعماء هواة يتمتعون بالكاريزما، ولكنهم عاجزون تماماً، أو كبار سن ضعفاء»، لافتاً إلى أن هذا الأمر بات «مخيفاً».
واعتبر ميدفيديف أن خطر تقسيم أوروبا قائم بالفعل اليوم، قائلاً: «تقسيم جديد لأوروبا، هذا ما يخافه الأوروبيون حقاً، وهذا هو التهديد في رأيي، أنه موجود بالفعل»، مشدداً على أن المخاطر في هذه الحالة ستكون بالتأكيد أكبر وستكون الأسلحة أكثر قوة، وسيكون هناك العديد من الخسائر المحتملة أكثر مما كانت عليه في الصراعات السابقة.
وحول العلاقة مع روسيا، قال ميدفيديف: إن ما يسمى العالم الغربي كان من نواح كثيرة غير عادل مع بلدنا، وليس مستعداً لشراكة متكافئة، لقد طلبنا مراراً وتكراراً من شركائنا السابقين، الذين يشار إليهم الآن في كثير من الأحيان على أنهم أعداء، سماع مخاوفنا الأمنية والتي ظهرت بعد تفكك الاتحاد السوفييتي ولكنهم لم يسمعوا، موضحاً أنهم بدل ذلك حاولوا إضعاف روسيا وأحاطوها بقواعد عسكرية جديدة من نفس الكتلة العسكرية التي كانت في عداوة مع بلدنا السابق (الاتحاد السوفييتي) لعقود.
في الغضون، بحث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في نيويورك الوضع في أوكرانيا والشرق الأوسط وصفقة الحبوب.
ونقل موقع «روسيا اليوم» عن الخارجية الروسية قولها في بيان: إن الجانبين بحثا الوضع في سورية واليمن وأفغانستان، وقضايا التعاون بين موسكو والأمم المتحدة، وتنفيذ مبادرة البحر الأسود.
وأشار البيان إلى أن لافروف كرر بالتفصيل الأسباب الجذرية للأزمة الأوكرانية الحالية، ومسار وأهداف العملية العسكرية الخاصة التي تركز على القضاء على التهديدات المحيطة بالأمن القومي لروسيا، كما انتقد بشدة الدول الغربية لاستخدامها برنامج الأمم المتحدة للترويج لمبادرات مسيسة مناهضة لروسيا، والتي لا تؤدي إلا إلى إطالة أمد الأزمة الحالية.
من جانبه، حمل غوتيريش لافروف رسالة إلى الرئيس فلاديمير بوتين حول تمديد اتفاقية إسطنبول لتصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود.
وقال لافروف: تحدث الأمين العام عن الجهود التي يبذلها لاستمرار اتفاقية الحبوب، وحتى الآن فإن التقدم بصراحة، ليس ملحوظاً للغاية، نقل أفكاره إلينا في رسالة تحدد سبل استمرار الاتفاق، وهذه الرسالة بحاجة إلى دراسة.
وشدد لافروف على أن موسكو لا ترى رغبة لدى الدول الغربية في تنفيذ ما هو ضروري لإنجاح المبادرة.
وتتضمن صفقة الحبوب التي وقعتها روسيا وتركيا وأوكرانيا والأمم المتحدة في الـ22 من تموز 2022 تصدير الحبوب والأغذية والأسمدة الأوكرانية من ثلاثة موانئ عبر ممر إنساني فتحه الأسطول الروسي في البحر الأسود.
من جهة ثانية، أعرب لافروف عن تأييده لفكرة نقل مقر الأمم المتحدة من الولايات المتحدة إلى بلد آخر.
في المقابل، أبلغ غوتيريش الوزير الروسي بجهود المنظمة الدولية لحلحلة الموقف مع الولايات المتحدة الدولة المضيفة، ولاسيما فيما يتعلق بمسألة عدم إصدار التأشيرات لممثلي روسيا.
ووصل وزير الخارجية الروسي إلى مقر الأمم المتحدة أول من أمس، حيث ترأس اجتماعات مجلس الأمن الدولي.
من جانبها، أكدت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن موسكو لن تترك الموقف الأميركي بعدم إصدار تأشيرات دخول إلى أراضيها للصحفيين الروس ومرافقة الوزير سيرغي لافروف في رحلته إلى نيويورك دون رد.
من جهة أخرى اعتبرت زاخاروفا أن مندوبة أميركيا لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد أساءت كثيراً لبلدها من خلال إحضار شقيقة بول ويلان، وهو أميركي أدين في روسيا بتهمة التجسس، إلى قاعة اجتماع مجلس الأمن الدولي التي ترأسها الوزير لافروف.
وقالت زاخاروفا: بذلت مندوبة الولايات المتحدة كل ما في وسعها لتلطيخ بلدها بالعار من خلال هذا التصرف الجنوني والغبي وغير المسؤول، معربة عن استغرابها من حدوث هذا الأمر أثناء اجتماع مجلس الأمن حول قضايا التعددية.
بدوره، حذر رئيس دائرة وزارة الخارجية الروسية للرقابة على التسلح فلاديمير يرماكوف من ازدياد مخاطر المواجهة العسكرية المباشرة، والصدام بين روسيا والولايات المتحدة.
ونقلت وكالة «تاس» عن يرماكوف قوله في تصريح: استمرار واشنطن باتباع مسار المواجهة مع روسيا قد يتطور إلى صدام عسكري مباشر بين أكبر قوتين نوويتين، ولن يكون القلق على مصير معاهدة ستارت فقط، والذي سيكون محسوماً ولكن على الوضع في كل العالم، مشيراً إلى تزايد مخاطر التهديد الرئيس المتعلق بالتصعيد النووي بين البلدين في حال المواجهة العسكرية المباشرة.
في الأثناء، أكدت الخارجية الروسية أن موسكو سترد على طرد السويد لخمسة دبلوماسيين روس.
وحسب وكالة «نوفوستي» قال مصدر في الوزارة: كما أكد الجانب الروسي في وقت سابق، ستقدم روسيا ردا مناسباً.
جاء ذلك بعد أن أعلن وزير الخارجية السويدي توبياس بيلستروم في وقت سابق أمس أن استوكهولم طردت خمسة دبلوماسيين روس، بزعم أن أنشطتهم تتعارض مع الوضع الدبلوماسي.
وقررت الحكومة السويدية في وقت سابق هذا الشهر إبقاء منصب مستشار السفارة الروسية لشؤون الثقافة شاغراً بعد انقضاء مهام المستشار الحالي في آب المقبل، ووصفت السفارة الروسية هذا القرار بالمسيس.
إلى ذلك استدعت الخارجية الروسية أمس سفير مولدوفا لدى موسكو ليليان داريوس إلى مقرها، وحسب وكالة «تاس» وصل داريوس إلى مبنى الوزارة دون أن يدلي بأي تعليق للصحفيين.
ويأتي هذا الاستدعاء بعد أن أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية والتكامل الأوروبي المولدوفي فيليب كوجوكارو الأسبوع الماضي أن حكومة بلاده اعتبرت موظفاً في السفارة الروسية لدى كيشيناو شخصية غير مرغوب فيها، فيما أفاد السفير الروسي لدى مولدوفا أوليغ فاسنيتسوف بعد زيارته إلى وزارة الخارجية المولدوفية بأنه لم يتلق أي إجابة واضحة عن سؤاله حول أسباب هذا القرار.