موسكو سترد على اقتحام مدرسة روسية في وارسو.. وتسعى لمحاسبة واشنطن على رفضها منح تأشيرات دخول للصحفيين … لافروف: التحرك نحو التعددية القطبية حقيقة جيوسياسية واقعة
| وكالات
بينما أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إخفاق محاولات الغرب عزل روسيا، داعياً الجميع إلى الاعتراف بأن إنشاء نظام عالمي عادل ومتعدد الأقطاب أمر حتمي، أكدت موسكو ضرورة تحقيق هزيمة كاملة لنظام كييف وأعلنت أنها تسعى لتشكيل لجنة في الأمم المتحدة لمحاسبة الولايات المتحدة على رفضها منح تأشيرات للصحفيين الروس، في وقت توعدت فيه باتخاذ إجراءات جوابية صارمة، رداً على اقتحام قوات الأمن البولندية مقر المدرسة الروسية التابعة لسفارتها في بولندا.
ونقلت وكالة «نوفوستي» عن لافروف قوله في كلمة وجهها أمس إلى المشاركين ومنظمي المؤتمر العالمي عبر الإنترنت حول التعددية القطبية «إن التحرك نحو التعددية القطبية العالمية يعد حقيقة وواقعة جيوسياسية اليوم، حيث يواجه واشنطن وأتباعها الفشل في إجبار المجتمع الدولي على العيش وفقاً لـ«النظام القائم على القواعد».
ولفت لافروف إلى أن المراكز العالمية الجديدة وقبل كل شيء في أوراسيا ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ والشرق الأوسط وإفريقيا وأميركا اللاتينية، تحقق نجاحات رائعة في مختلف المجالات، اعتمادا على استقلالها وسيادة دولها وخصوصيتها الحضارية والثقافية، مبيناً أن هذه المراكز تسترشد بمصالحها الوطنية الأصلية، وتمارس سياسة مستقلة في الشؤون الداخلية والخارجية، وترفض أن تكون رهينة في ألعاب الآخرين الجيوسياسية ومنفذة لإرادة شخص آخر.
وأوضح وزير الخارجية الروسي أنه «على مدى العقود الثلاثة الماضية، انخفضت حصة دول مجموعة السبع في الاقتصاد العالمي بشكل ملحوظ، وازداد وزن البلدان ذات الأسواق الناشئة كالصين باطراد»، منوها بقدرة الصين على الجمع بمهارة بين آليات السوق وأساليب الدولة في التنظيم، وبأنها تشكل حالياً القوة الاقتصادية الكبرى.
وشدد لافروف على أن البديل المعقول الوحيد للمواجهة في العالم الحديث المتعدد الأقطاب، هو توحيد جهود المراكز العالمية الرئيسية، اعتماداً على مبادئ ميثاق الأمم المتحدة، بما في ذلك ضمان الاحترام الحقيقي لسيادة الدول الأخرى.
وأكد لافروف أن روسيا لا تزال في طليعة الدول الهادفة إلى تعزيز الأسس القانونية والديمقراطية للحوار بين بلدان العالم، مشدداً على أن روسيا ستواصل عملها في إطار مجموعة الأصدقاء لحماية ميثاق الأمم المتحدة، كما ستواصل تنسيق خطواتها عن كثب مع حلفائها في إطار منظمة معاهدة الأمن الجماعي ورابطة الدول المستقلة وبريكس ومنظمة شنغهاي للتعاون ومنظمة الاتحاد الاقتصادي الأوراسي والمنظمات الإقليمية الأخرى للعالم النامي.
وسبق أن أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الاتجاه في العالم نحو التعددية القطبية أمر حتمي، وسيزداد حدة، مشدداً على أن أولئك الذين لا يفهمون هذا ولن يتبعوا هذا الاتجاه سيخسرون.
في الغضون، أكد نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ديميتري ميدفيديف ضرورة تحقيق هزيمة كاملة لنظام كييف وذلك على خلفية تصريحات حول إعادة شبه جزيرة القرم للسيطرة الأوكرانية.
ونقل موقع «روسيا اليوم» عن ميدفيديف قوله في قناته على «تليغرام»: «يواصل نظام كييف الدعوات لتزويده بالمزيد من الأسلحة والحث على إعادة شبه جزيرة القرم»، مضيفاً: «يمكن أن تكون الإجابة عن ذلك واحدة فقط وهي الهزيمة الكاملة له والإطاحة النهائية بهذا النظام النازي في كييف وتجريده الكامل من السلاح في جميع أنحاء أراضي أوكرانيا السابقة».
ووصف ميدفيديف هذه التصريحات بأنها «بيان هيستيري لنظام كييف بهدف توحيد النخبة النازية والحفاظ على الروح القتالية للقوات والحصول على دعم جديد من مموليه».
بالتزامن، صرح نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين، بأن موسكو ستسعى لتشكيل لجنة في الأمم المتحدة، لمحاسبة الولايات المتحدة على رفضها منح تأشيرات للصحفيين الروس.
وأوضح فيرشينين، أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، لم يتخذ حتى اللحظة أي إجراءات ملموسة لبدء التحكيم ضد الولايات المتحدة بهذا الصدد، مشيراً إلى أن روسيا ستسعى لتحقيق هذا الإجراء.
وأضاف: «مطلبنا ببدء التحكيم في هذه القضية لم تتم صياغته اليوم أو أمس، لقد طالبنا بذلك لفترة طويلة، وكررنا هذا الشرط خلال آخر اتصال لنا مع الأمين العام، وسنستمر بذلك، وهنالك الكثير من الأدلة على أن الأميركيين ينتهكون التزاماتهم كدولة مضيفة».
وقال فيرشينين: «إنهم ملزمون بتقديم التأشيرات، للوفاء بالمتطلبات التي تنشأ فيما يتعلق بعقد الأحداث الدولية في موقع الأمم المتحدة، هذا لم يحدث، وهذا مستمر منذ سنوات».
واختتم فيرشينين حديثه قائلاً: «سنواصل الكفاح من أجل إجراء هذا التحكيم، نحن نعتبر تصرفات الأميركيين غير مقبولة، فهم يعيقون الاتصالات الدولية داخل الأمم المتحدة».
على خطٍّ موازٍ، ندّدت وزارة الخارجية الروسية بـ«انتهاك صارخ» للأعراف الدبلوماسية وبعمل «عدائي» من جانب السلطات البولندية، بعد اقتحام مبنى مدرسة روسية في وارسو.
وقالت الوزارة في بيان «هذه الأعمال العدائية من السلطات البولندية تشكّل انتهاكاً صارخاً لاتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية للعام 1961»، محذرة من أن هذا «العمل الوقح للغاية من جانب وارسو، خارج إطار التواصل الحضاري بين الدول، لن يبقى من دون ردّ فعلنا القاسي والعواقب على السلطات البولندية ومصالح بولندا في روسيا».
ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية في تقريرها اليومي حول سير العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا تدمير 14 طائرة مسيرة وإسقاط مروحية من طراز «مي 8» إضافة إلى تصفية 825 جندياً أوكرانياً.
ونقل موقع «روسيا اليوم» عن الوزارة تأكيدها تدمير 14 مسيرة أوكرانية في خاركوف ودونيتسك ولوغانسك وإسقاط مروحية Mi-8 أوكرانية في لوغانسك وتصفية أكثر من 825 جندياً ومرتزقاً على كل المحاور.
بدوره، أعلن المكتب التمثيلي لجمهورية دونيتسك أن القوات الأوكرانية قصفت مراكز سكنية في الجمهورية بعشر قذائف بعيدة المدى.
ونقلت «سبوتنيك» عن المكتب التمثيلي لجمهورية دونيتسك الشعبية في المركز المشترك لمراقبة وتنسيق القضايا المتعلقة بجرائم الحرب الأوكرانية قوله: «إنه تم إطلاق ثلاث قذائف من عيار 155 ملم على مناطق سكنية في الجمهورية، على حين أطلقت ثلاث قذائف من عيار 155 ملم على قرية تونكويه بمدينة ياسينوفاتاي، كما أطلقت القوات الأوكرانية صباح أمس أربع قذائف من عيار 122 ملم على قرية ياكوفليفكا».
وتشير السلطات المحلية في دونيتسك إلى أن الولايات المتحدة زودت نظام كييف بمدافع هاوتزر ذاتية الحركة بعيدة المدى، حيث تستخدمها القوات الأوكرانية بشكل نشط لقصف المدن التابعة لجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين، كما تم تزويد نظام كييف بمدافع هاوتزر ذاتية الحركة ألمانية، وأخرى بولندية من طراز «كراب» وفرنسية من طراز «سيزار»، وتستخدم كل هذه المدافع قذائف من عيار 155 ملم لقصف المناطق المأهولة.