411 وفاة وأكثر من ألفي إصابة بين المدنيين.. تجدد الاشتباكات في الخرطوم … «الجيش»: السودان تعرّض لمؤامرة من جهات خارجية وداخلية تكسرت حلقاتها
| وكالات
اتهم الجيش السوداني جهات خارجية وداخلية بالتآمر على السودان والتخطيط لما يجري في الوقت الحالي في محاولة فاشلة للاستيلاء على الحكم في البلاد، على حين تجددت الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» في مناطق عدة بالعاصمة الخرطوم، في وقت أعلنت نقابة الأطباء ارتفاع عدد الضحايا من المدنيين إلى 411 قتيلاً إضافة إلى 2023 مصاباً.
وقال الجيش في بيان أوردته وكالة أنباء السودان «سونا»: «قواتنا تعمل طبقاً لما هو مخطط لها وتؤدي مهامها بثبات وثقة، ويخوض أبناؤها معركة الكرامة الوطنية برجولة وشرف»، مضيفاً: «التآمر كان كبيراً وخططت له جهات في الداخل والخارج، لكن تكسرت حلقاته تحت وطأة صمود وثبات رجال القوات المسلحة».
وتابع البيان: «ما جرى إحباطه خلال الأسبوعين الماضيين، كان محاولة فاشلة للاستيلاء على الحكم بقوة المتمردين وغطاء سياسي كامل وهو في الحقيقة كان مشروعاً لاختطاف الدولة السودانية بكل تاريخها لمصلحة مشروع حكم ذاتي لشخص واحد».
وأردف الجيش في بيانه بالقول: «هذه معركة ليس فيها أي مجال للحياد الزائف وستنجلي قريباً بالنصر لصالح بقاء الدولة السودانية ومؤسساتها الراسخة وانتهاء مشروع اختطاف بلادنا للأبد»، مضيفاً: «نعمل على تهيئة الظروف المناسبة لتتمكن الشرطة وبقية أجهزة الدولة من استئناف عملها وعودة الحياة إلى طبيعتها بأسرع وقت ممكن».
واعتبر الجيش السوداني أن «المعركة وحدت الشعب وقواته المسلحة وزادت من حرص أبناء الشعب السوداني على أهمية بقاء قواته المسلحة»، في حين «فشلت كل محاولات المتمردين وأعوانهم من عملاء الداخل والخارج في التسويق لمشروعهم القائم على خداع الناس وتزييف الحقائق وشراء الذمم».
وجاء في البيان: «ستكتمل حلقات النصر قريباً وتأتي لحظة حساب كل مخذل ومرجف باع قضية الوطن مقابل التكسب الرخيص وسيلفظهم الشعب، لأنهم ساندوا من قتلوا أبناءه واستباحوا ممتلكاته وخربوا مؤسساته»، وقال: «لن يتنازل الجيش عن هدف المحافظة على كيان الدولة السودانية وتخليص البلاد من حالة الاستهبال السياسي وخداع الناس بالشعارات الكاذبة».
وجدد البيان في الختام «النداءات للمتمردين بأن يتوقفوا عن المشاركة في مشروع تخريب البلاد ومحرقة الحرب والمسارعة للتبليغ لأقرب منطقة عسكرية والانضمام لصفوف القوات المسلحة».
جاء هذا في وقت أفادت فيه مصادر سودانية أمس بتجدد الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مناطق عدة بالعاصمة الخرطوم، وذلك وفق ما نقلت قناة «سكاي نيوز عربية».
وأشارت المصادر إلى اندلاع قتال بالأسلحة المتوسطة والمدفعية في محيط القصر الرئاسي ومقر القيادة العامة ووسط الخرطوم، بالتزامن مع تحليق طائرات حربية في سماء العاصمة وإطلاق قوات «الدعم السريع» مضادات أرضية للتصدي لها.
وقال شهود: إن ضربات بالطائرات والدبابات والمدفعية هزت الخرطوم والخرطوم بحري المجاورة في انتهاك مدته 72 ساعة للهدنة أعلنه الجيش وقوات الدعم السريع المنافسة.
ففي منطقة الخرطوم، هزت تفجيرات وإطلاق نار كثيف وتفجيرات الأحياء السكنية وتصاعدت أعمدة الدخان فوق «بحري».
وبينما جدد الطرفان تبادل الاتهامات حول خرق الهدنة، أعلنت نقابة أطباء السودان ارتفاع عدد الضحايا، وذكرت النقابة في بيان وفق وكالة «سبوتنيك» أن «الاشتباكات لا تزال جارية بين قوات الدعم السريع والقوات المسلحة»، وقالت: «ارتفع عدد الوفيات منذ بداية الاشتباكات بين المدنيين إلى 411 حالة وفاة، و2023 حالة إصابة»، مشيرة إلى أنه «يوجد العديد والكثير من الإصابات والوفيات غير مشمولة في هذا الحصر» مع عدم التمكن من الوصول إلى جميع المستشفيات لصعوبة التنقل والوضع الأمني في البلاد.
جاء ذلك في وقت، اتهمت قوات «الدعم السريع»، الجيش السوداني «بمهاجمة عدد من مواقع تمركز قواتها، إضافة إلى أحياء سكنية في العاصمة السودانية الخرطوم عبر الطيران والمدفعية».
وبعد إعلانها السيطرة على تسعين بالمئة من كامل ولاية الخرطوم، جددت قوات الدعم السريع، في بيان لها، «التزامها الكامل بالهدنة الإنسانية المعلنة لفتح ممرات آمنة للمواطنين لقضاء احتياجاتهم الأساسية ولتسهيل عمليات إجلاء الرعايا الأجانب»، مشيرة إلى «الخروقات المستمرة» من جانب القوات المسلحة السودانية للهدنة.
وليل الجمعة أعلنت قوات «الدعم السريع» سيطرتها على 90 بالمئة من كامل ولاية الخرطوم، إضافة إلى إحكام سيطرتها على جميع الطرق المؤدية إلى داخل الولاية، وذكرت أن عدداً كبيراً من قوات الجيش السوداني سلموا أنفسهم، من بينهم 5 ضباط برتب مختلفة.
على خط مواز، اتهم الجيش السوداني، «الدعم السريع» باغتيال واختطاف عدد من المتقاعدين من ضباط القوات المسلحة والشرطة والأمن، في حين تباينت تصريحات القائد العام للجيش السوداني عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) بشأن عملية التفاوض.
واتهم الجيش السوداني في بيان «المتمردين» «بمواصلة خرق الهدنة، ما تطلب التعامل العسكري من طرف الجيش مع تلك الخروقات».
وأضاف: إن قوات «الدعم السريع» واصلت القصف العشوائي في الخرطوم بحري وأم درمان والخرطوم، لإجبار السكان المدنيين على إخلاء هذه المناطق.
كما أشار الجيش السوداني إلى أنه كبّد «الدعم السريع» خسائر كبيرة في معارك بـ«جبل أولياء»، واستولى على مُدرّعة ومدفعين.