سورية

أكدت أن واشنطن لن تفضل ميليشيات ألزمتها بدور وظيفي على دول ذات ثقل في المنطقة … مصادر كردية: «قسد» ستجد نفسها منفردة في المواجهة في ظل الانفتاح على دمشق

| وكالات

في ظل الانفتاح العربي والتهافت التركي المتسارع لإعادة العلاقات الطبيعية مع سورية، أكدت مصادر كردية تقيم في مدينة القامشلي ومقربة من ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» أن متزعمي الأخيرة يعترفون بأن الميليشيات ستكون الحلقة الأضعف في حال حدوث توافقات دولية من شأنها أن تنهي الملف السياسي السوري، وأنها ستجد نفسها منفردة في المواجهة لكون واشنطن الحليفة لها، غير معنية بدخول حرب في منطقة الشرق الأوسط وخاصة مع حلفاء روسيا ولكونها لن تفضل ميليشيات مسلحة غير شرعية ألزمتها بدور وظيفي محدد، على دول ذات ثقل سياسي واقتصادي في المنطقة.
ونقلت وكالة «أنباء آسيا» أمس عن المصادر الكردية التي لم تسمها تأكيدها، أن ميليشيات «قسد»، تحاول البحث عن مخارج من المأزق السياسي الذي باتت محكومة به بعد تصاعد وتيرة الانفتاح العربي مع الحكومة السورية، إضافة للتواصل المستمر بين دمشق وأنقرة، الأمر الذي تعتبره الميليشيات ومن خلفها القوى السياسية الموالية لها، تهديداً مباشراً لوجودها على الخريطة السياسية في سورية.
وأوضحت المصادر أن متزعمي «قسد»، يعترفون بأن الأخيرة هي الحلقة الأضعف في حال حدوث توافقات دولية من شأنها أن تنهي الملف السياسي السوري، وأنهم يدركون تماماً أن إعادة تطبيع العلاقات بين دمشق والدول الإقليمية، سيعني بالضرورة الدخول في نهاية الملف السوري، وبالتالي عودة دمشق إلى علاقات طبيعية مع الدول الأوروبية ستكون مسألة وقت. وأشارت المصادر، إلى أن التطمينات الأميركية فيما يخص زيادة فعالية العلاقات الاقتصادية مع ما تسمى «الإدارة الذاتية» الكردية التي تهيمن عليها «قسد»، أو حتى زيادة القواعد الأميركية ومسلحيها، لا تعني أن شمال شرق سورية لن يكون جزءاً من الأراضي السورية المشمولة بـ«التسوية السورية»، وبالتالي فإن مناقشة ملف المناطق التي تسيطر عليها «قسد»، بحماية أميركية، سيكون على طاولة تجمع أول الأمر مسؤولين من موسكو وواشنطن، وسيكون للدول الخليجية وخاصة الإمارات والسعودية الدور الأكبر في دفع أميركا لتبديل سياساتها تجاه سورية.
وأضافت المصادر: إن الجانب التركي أيضاً، إن وجد ما يحقق له طموحاته الأمنية فيما يخص حدوده الجنوبية من خلال الحوار مع دمشق، فإن حالة العداء بين البلدين ستكون بحكم المنتهية، ولن تقدم الحكومة السورية لتركيا ما يرضيها إلا في حال ضمان موقف أنقرة فيما يخص رفع العقوبات عن سورية، والدفع بعملية سياسية جادة.
وأشارت المصادر، إلى أن الحكومة السورية ومن خلفها الروس لم يعودوا متحمسين للحوار مع «قسد»، وأن المبادرة التي طرحتها الأخيرة فيما يخص فتح حوار من دون شروط مسبقة لم يُسمع لها صدى في دمشق نهائياً.
وأكدت المصادر، أن الخيارات الموضوعة أمام متزعمي ميليشيات «قسد» باتت شبه معدومة، وسيجدون أنفسهم أمام قبول الشروط السورية في تسوية ملف الشمال الشرقي من البلاد، لعدم قدرة الميليشيات على الدخول في معركة مع الجيش العربي السوري لعدة أسباب، منها أن مثل هذه المعركة ستدفع تركيا لتقديم الدعم العسكري لدمشق إن حدثت التسوية، ولكون أميركا غير معنية بدخول حرب مع أحد أهم حلفاء روسيا في منطقة الشرق الأوسط، وبالتالي ستجد «قسد» نفسها منفردة في المواجهة.
وختمت المصادر تأكيدها، أن مستقبل ميليشيات «قسد»، وبقاءها على الخريطة السياسية، بات رهين التسويات الدولية، وأن واشنطن تلزم الميليشيات بدور وظيفي محدد، وبالتالي فإن نهاية هذه الوظيفة وإخراجها من العملية السياسية سيكون خياراً حتمياً لواشنطن في ظل تهافت حلفائها على تطبيع العلاقات مع دمشق، وقالت: إن أميركا «لن تفضّل ميليشيات مسلحة غير شرعية على دول ذات ثقل سياسي واقتصادي في المنطقة».
في غضون ذلك، نقل موقع «أثر برس» الإلكتروني أمس عن مصادر وصفها بــــ«الخاصة» بأن حالة من التوتر تسود العلاقة بين متزعم ما يسمى «مجلس دير الزور العسكري» التابع لـ«قسد» المدعو أحمد الخبيل، ومتزعمي «قسد» على خلفية مسعى أميركي لإعادة هيكلة تشكيلات «قسد» العسكرية وإبعاد الخبيل عن منصبه الذي يشغله ومعه 40 متزعماً.
ووفقاً للمصادر، فإن ذلك يأتي على خلفية اتهامات للخبيل حول ترويج المخدرات وتهريب الأسلحة وقضية الدولار المُجمد والمتاجرة بأسماء شركات قابضة وهميّة أحدثت خلافات أهلية بعد هروب أصحابها، إلى جانب ما يُسند له من ممارسات بحق العشائر.
وأشارت المصادر، إلى أن رئيس هيئة الأركان الأميركية الجنرال مارك ميلي، سيقوم خلال اليومين القادمين بزيارة سرية للإشراف على هذه التغييرات.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن