ثقافة وفن

«عتمة مؤقتة» يصور في دمشق وريفها … فراس محمد لـ«الوطن»: محاولة للاقتراب من حياة الناس المنتمين للبيئة الفقيرة

| وائل العدس

بدأ المخرج فراس محمد تصوير فيلم «عتمة مؤقتة»، وهو أول فيلم روائي طويل له بعد أفلام قصيرة ومتوسطة عدة، وهو من تأليفه وإنتاج المؤسسة العامة للسينما، ويصور في مناطق عدة في العاصمة دمشق وريفها منها بساتين العدوي ومستشفى المواساة وببيلا وأحد الملاهي الليلية.

يتناول هذا الشريط السينمائي قصة شخصيتين في مرحلة جديدة من حياتهما فيتقاطع مصيرهما معاً، لقاء سيجبرهما على إعادة النظر لواقعهما في قصة واقعية مؤلمة.

ويشارك في أدوار البطولة كل من: آية محمود، علاء زهر الدين، أمير برازي، دلع نادر، محمد زرزور، كساندرا ديوب، بالاشتراك مع: زهير عبد الكريم، أمانة والي، رنا جمول، علي القاسم.

البيئة الفقيرة

أكد مخرج الفيلم أن عمله يشكّل محاولة للاقتراب من حياة الناس المنتمين للبيئة الفقيرة من خلال شخصيتين تجمعهما الصدف بشكل أو بآخر، هذه الصدف هي التي تسمح لهما بالتفكير بحياتهما وإعادة التفكير بشكل ونمط تعاملهما مع الحياة والمشكلات والتعامل بين بعضهما البعض من خلال قصة تروي حياتهما وترصد مجموعة من العوالم التي تعيش بداخلهما والشخصيات التي تحيط بهما.

وأوضح أن الفيلم يحاول الذهاب للأماكن الحقيقية، والشخصيات تحاول إعطاء بعد حياتي.

وفي تعليقه على عنوان الفيلم أشار فراس محمد إلى أنه يقر بوجود العتمة ولكن بصفة مؤقتة تحمل حيزاً من التفاؤل، فالشخصيات تحاول إيجاد نفسها والخروج من العتمة بأساليبها الخاصة، وهي متروكة لسياقها وعفويتها وللظرف الذي يحركها، فإذا كان هذا الظرف قادراً على إخراجها من العتمة فتكون وصلت لأهدافها.

دور مختلف

كشف زهير عبد الكريم لـ«الوطن» أنه شارك سابقاً في أفلام مهمة عدة آخرها فيلم «بوظة ساخنة» مع المخرج غسان شميط في العام الماضي، في وقت أشار فيه إلى أنه يقدم في الفيلم دوراً مختلفاً عما قدمه سابقاً.

وقال: «الفيلم مهم بكل تفاصيله، ومكتوب بحرفية عالية، ويدار بإدارة مخرج يمتلك عيناً خبيرة، وكل تفصيل عنده مهما كبر حجمه أو صغر تجده محسوباً، وكل مشهد في الفيلم يحمل مقولة ما وبزخم كبير».

وأضاف: أجسد شخصية «أبو فاروق» صاحب مسلخ لحمة، وهو رجل يعيش وحيداً في منزله بصحبة القطط، يعشق النساء، ويعجب بإحدى الفتيات في الحارة وهي تعمل راقصة لكنها لا تحبه فيلاحق أختها وتجمعه بها مشاهد قاسية».

وكشف أنه يشرف على المسلخ ولا يعمل بيده، له ملامح محددة في وجهه، يحتسي الكحول في كل الأوقات، وهو رجل مقتدر مادياً، يحمل في طياته القسوة والظلم، مشيراً إلى أن الشخصية تجسدت أمامه عندما انتهى من قراءة الورق، فاستحضر تفاصيلها وقدمها وكأنه يراها أمامه.

قهر وتعب

وتقدم أمانة والي خلال أحداث الفيلم حياة الأم السورية المتعبة جراء الحرب وسنوات القهر والانتظار، توفي ابنها الذي كان يعمل في أحد مسالخ اللحم، ونظراً للحاجة ولقمة العيش صعبة المنال تضطر للعمل عوضاً عنه ريثما يعود ابنها الثاني من خدمته في الجيش، لكن المفاجأة كانت عندما عاد وانتهت خدمته العسكرية، حيث كان يعيش في عالم آخر غريباً عنها، لم يقف معها، منفصلاً عن محيطه بشكل جذري، ونتيجة هذا القهر النفسي والتعب الجسدي وظلم الحياة وصراعها المضني لم تستطع المواظبة على عملها فتطرد من الملحمة، ما أدى إلى وفاتها وهي واقفة.

ظروف خاصة

بدوره قال أمير برازي إن هذا الفيلم يمتاز بأنه لا يشبه أي فيلم آخر، وتحضر بظروف خاصة لها علاقة بالزلزال، مشيداً بدور المؤسسة العامة للسينما التي قدمت كل ما يلزم لإنجاح الفيلم، في رابع تجربة معها بعدما خاض سابقاً ثلاث تجارب ناجحة ومتميزة على حد قوله.

وأكد أن كل من سيحضر الفيلم سيفهمه مهما كانت درجة ثقافته، وأنه لن يمر مشهد واحد جزافاً، وكشف أنه يؤدي شخصية الطباخ، وهي شخصية مختلفة عن كل شخصيات الفيلم إن كان باللباس أو الإكسسوارات، وهو بكل الأحوال رجل يلحق مصالحه فقط في هذه الحياة.

ثالث تجربة

ويشارك علاء زهر الدين في الفيلم كثالث تجربة سينمائية طويلة بعد فيلم «الرحلة 17» مع المخرج علي الماغوط وفيلم «الطريق» مع المخرج عبد اللطيف عبد الحميد، إضافة إلى أفلام قصيرة متعددة.

وكشف لـ«الوطن» أنه يقدم شخصية «مروان» وهو شاب عسكري، يصدر قرار تسريحه بعد تسع سنوات من الخدمة، فيختلف مجرى حياته وكل تفاصيلها، ليتحول قرار تسريحه إلى مشكلة.

وأضاف: إنه يقع في المشكلات ويخوض عدة محطات عند وصوله إلى حارته الشعبية، مشدداً على الربط اللافت بالمشاهد على اعتبار أن الكاتب هو نفسه المخرج، مشيراً إلى أن هذه المشاركة تعنيه وأن الشخصية تحمل مساحة واسعة، وخاصة أن المخرج يهتم بالتفاصيل كثيراً.

وأكد أن أداء الممثل خاصة والعمل السينمائي بشكل عام يختلف عن العمل في التلفزيون، لأنه يعطي وقتاً أكبر للممثل ليفكر بالشخصية بتفاصيلها وأحاسيسها ومشاعرها.

من دون أمل

وفي أول ظهور لها بعد تخرجها، تؤدي كساندرا ديوب شخصية راقصة، تسعى للخروج من مكان عملها لكن لا أمل لديها، وتخوض صراعاً مع راقصة ثانية بعد وفاة زوجها.

ووصفت هذه التجربة بالبسيطة والمثمرة والممتعة والجميلة في الوقت نفسه، وقالت: كنت خائفة باعتباري أقف أمام الكاميرا للمرة الأولى، لكن هذا الخوف تبدد لأن المخرج كان مريحاً وهادئاً ويدير الممثل بطريقة ذكية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن