عمال النظافة لا يعرفون العطلة … القصيري لـ«الوطن»: 450 عامل نظافة باللاذقية معظمهم بأعمار بين 45-50 سنة
| اللاذقية - عبير سمير محمود
التقت «الوطن» لمناسبة عيد العمال، عدداً من عمال النظافة في مدينة اللاذقية، الذين لا يعرفون «العطلة» بكل المناسبات، وفق نظام عملهم بالمناوبة بهدف الحفاظ على النظافة العامة، مشيرين إلى إيمانهم المطلق بعملهم رغم الظروف الصعبة قائلين: إننا وبكل الظروف نعمل بمسؤولية كبيرة لإنجاز المهام الموكلة إلينا بشكل تام.
وأكد أحد العمال أنه رغم عمله الشاق في قطاع النظافة إلا أنه من أهم الأعمال التي تحافظ على الوجه الحضاري للمدينة، لافتاً إلى أن مهنته تندرج تحت مسمى «عامل نظافة»، وقال: هل هناك أجمل من أن تكون مهنتك مرتبطة بالنظافة، ولو كان يفهمها المواطن الذي يرمي مخلفات طعامه أو مشروباته في الطريق لما فعلها.
وقال عامل نظافة آخر: إنه يعمل حسب الورديات اليومية التي تحكّم أحياناً في فترات صباحية وأخرى مسائية، ورغم أنه بعمر 51 عاماً، إلا أنه مضطر للعمل بالتزام ليلبي احتياجات أسرته المعيشية من جهة، وتكاليف دراسة أبنائه في المدرسة والجامعة، مبيناً أن أحد أبنائه يدرس في كلية الطب ومصروفه كبير وهذا يجعله يعمل بحب ليرى ابنه «طبيباً قد الدنيا»
وطالب معظم عمال النظافة بتحسين الأجور الشهرية بما يتناسب مع الواقع المعيشي والمصاريف الباهظة التي تتطلبها احتياجات كل أسرة «عادية»، إضافة لمطالبهم بزيادة قيمة الوجبة الغذائية لكل يوم عمل فعلي المحددة بقيمة 300 ليرة سوريّة لتصبح عشرة أضعاف (3 آلاف ليرة) وفقاً للأسعار الرائجة التي لا تعادل حالياً ثمن سندويشة فلافل»!.
كما طالب عدد من عمال النظافة بتصنيف مهنتهم ضمن المهن الشاقة بحيث تصبح سنة العمل بمعدل سنة ونصف السنة وفقاً لقانون العمل في الدولة، إضافة لمنحهم التأمين الصحي أسوة بعدد كبير من القطاعات الحكومية.
وبالعودة إلى مدير النظافة في مدينة اللاذقية عمار القصيري أكد لـ«الوطن»، أن عيد العمال من أسمى الأعياد ونؤكد في هذا اليوم كمديرية نظافة العمل بجهود مكثفة للارتقاء بالخدمات والعمل المقدّم من كادر المديرية عموماً.
وذكر القصيري أن العامل السوري، وعامل النظافة بشكل خاص، يعمل بوطنيته وشعوره بالانتماء تجاه أرضه وبلده، وهذا الأمر يحملنا كعمال أعباء إضافة للنهوض بالمهام المنوطة بنا بكل المجالات.
وأشار إلى أن عامل النظافة يقوم بأداء واجبه بكل الظروف صيفاً وشتاء ويعمل ساعات إضافية بشكل دائم في سبيل تقديم أفضل خدمة للمواطنين على كامل مساحة المدينة، مبيناً أن عدد عمال النظافة 450 عاملاً معظمهم من الفئة العمرية الكبيرة بين 45 – 55 سنة.
وأضاف مدير النظافة: إن العمل يتم وفق نظام فترات مناوبة من دون عطلة، سواء في الأعياد أم جميع المناسبات، وذلك ضمن فترات مسائية وصباحية بنظام المناوبات بما يضمن استمرارية العمل في كل أنحاء المدينة وضواحيها.
ولفت القصيري إلى اهتمام محافظة اللاذقية ومجلس المدينة بأمور عمال النظافة بشكل مستمر وتوجيهات المحافظ عامر هلال لحل مشاكلهم ومتابعة همومهم، مبيناً أنه يوجه باستمرار بتكريم عمال النظافة بكل المناسبات والأعياد، إضافة لتوزيع سلل غذائية لجميع عمال النظافة من الأمانة السورية للتنمية قبل عطلة عيد الفطر الماضية.
وأكد القصيري وجود طبابة في البلدية لعمال النظافة بتحويل العمال إلى المشافي وإجراء عمليات جراحية بالمجان وخدمات طبية أخرى، مؤكداً أن كل مطالب عمال النظافة قيد المتابعة بشكل عام.