الاحتلال ومستوطنوه جددوا اقتحام الأقصى والاعتداء على ممتلكات الفلسطينيين في الضفة … حملة مطالبات أميركية بوقف إجراءات الكيان الإسرائيلي لهدم مدارس ومنازل وتهجير أهلها
| وكالات
أطلق «أنصار الحق الفلسطيني» في الولايات المتحدة حملة لمطالبة أعضاء الكونغرس، بالضغط على الإدارة الأميركية للتدخل ومنع قيام سلطات الاحتلال الإسرائيلي بهدم مدارس فلسطينية في الضفة الغربية، على حين جدد عشرات المستوطنين اقتحام المسجد الأقصى، في وقت دعت فيه «أطباء بلا حدود» كيان الاحتلال الإسرائيلي لوقف مخطط التهجير وهدم المنازل والمدارس في مسافر يطا في الخليل.
وذكرت وكالة «وفا» أمس أن عريضة إلكترونية وقع عليها أكثر من خمسة آلاف أميركي توضح أن الكيان الإسرائيلي أصدر أوامر بهدم 58 مدرسة فلسطينية في القدس المحتلة وباقي مناطق الضفة الغربية، محذرة من أنه من المقرر هدم مدرسة جب الذيب الابتدائية في بيت لحم قبل الـ7 من أيار الجاري.
وفي السياق ذاته، نظمت الجالية الفلسطينية والعربية وبلدية ريوس في مقاطعة تراغونا في إسبانيا بساحة الحرية وسط مدينة ريوس، حملة لجمع تواقيع لمقاضاة إسرائيل ومحاسبتها على جرائمها بحق الشعب الفلسطيني.
وقالت رئيسة جمعية الجالية الفلسطينية في ريوس أمينة شومان: إن الفعالية تهدف لجمع أكبر عدد ممكن من التواقيع على عريضة مقاضاة إسرائيل على سياسة الفصل العنصري التي تقوم بها بحق الشعب الفلسطيني، إضافة إلى تعريف الشعب الإسباني بالتراث الفلسطيني العريق من خلال عروض الأزياء والدبكة الفلسطينية وعرض منتجات فلسطينية المنشأ، لافتة إلى أهمية هذه العروض لأنها تؤكد على الهوية الفلسطينية وتمثل جزءاً من مقاومة المحتل.
بدورها، دعت منظمة «أطباء بلا حدود»، حكومة الاحتلال الإسرائيلي إلى وقف هدم المنازل والمدارس وممتلكات الفلسطينيين، وبنيتهم التحتية في مسافر يطا فوراً، والتوقف عن إصدار أوامر الهدم الجديدة، والامتثال للقانون الإنساني والدولي.
واستنكرت المنظمة في تقرير وثائقي عرضته أمس الأحد، في مكتبها في مدينة الخليل، السياسات الإسرائيلية، وطالبت سلطات الاحتلال بإيقاف خطط التهجير القسري فوراً، ودعت المجتمع الدولي إلى اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لحماية السكان وضمان احترام حقوقهم الإنسانية.
وطالب رئيس بعثة «أطباء بلا حدود» في فلسطين دفيد كنتيرو، سلطات الاحتلال الإسرائيلي بوقف الهدم فورا والانصياع للقانون الدولي وقانون حقوق الإنسان، وبوقف هدم المدارس، والبيوت، والمداهمات الليلية في مسافر يطا.
وأشار إلى أن سلطات الاحتلال تفرض ضغوطا هائلة على سكان مسافر يطا، ليغادروا المنطقة، ما قد يرقى إلى كونه نقلاً قسرياً وهو أمر محظور بموجب القانون الدولي والإنساني.
وأوضح أن سلطات الاحتلال كثفت من إجراءاتها منذ أيار عام 2022، بعد أن أصدرت ما يسمى «المحكمة العليا الإسرائيلية» حكماً لإزالة جميع القيود القانونية التي تعيق التهجير القسري للفلسطينيين في المنطقة، ما أثر في الصحة النفسية للسكان، وفي وصولهم إلى الخدمات الرئيسة بما في ذلك الرعاية الطبية.
وشمل التقرير مقابلات فردية ونقاشات مركزة من سكان قرى مسافر يطا (أم قصة، وأم الخير، والمجاز، والمركز، وشعب البطم، واصفية الفوقا)، توثق معاناتهم من الإجراءات القمعية والعنف السياسي من الاحتلال والمستوطنين، بهدف التهجير القسري.
ودعت المنظمة المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل خاصة الأطراف الثلاثة (الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، والأمم المتحدة)، للضغط على إسرائيل للتوقف عن انتهاكات قانون حقوق الإنسان الدولي، والقانون الدولي الإنساني بمسافر يطا، والمطالبة بالمحاسبة على هدم المباني الممولة من المانحين.
بالتزامن، جدد عشرات المستوطنين اقتحام باحات المسجد الأقصى المبارك، بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وذكرت «وفا» أن عشرات المستوطنين يتقدمهم عضو «الكنيست» السابق المتطرف إيهودا غليك، اقتحموا المسجد الأقصى، ونفذوا جولات استفزازية، وأدوا طقوساً «تلمودية» في باحاته.
وواصلت قوات الاحتلال فرض قيود على دخول المصلين الوافدين من القدس والأراضي المحتلة عام 1948 للأقصى، واحتجزت هوياتهم الشخصية عند بواباته الخارجية، ودققت فيها، وفي المقابل تتواصل الدعوات المقدسية لتكثيف الرباط وشد الرحال إلى المسجد الأقصى ومصلى باب الرحمة لإفشال مخططات الاحتلال ضده.
على صعيد موازٍ، أصيب عدد من الفلسطينيين واعتقل آخرون أمس خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مناطق بالضفة الغربية.
وذكرت «وفا» أن قوات الاحتلال اقتحمت بلدة تقوع جنوب شرق بيت لحم، وأطلقت قنابل الغاز السام باتجاه مدرسة الذكور، ما أدى إلى إصابة عدد من الطلاب بحالات اختناق، كما اقتحمت بلدتي حوسان وبيت ساحور شرق المدينة، واعتقلت ثلاثة فلسطينيين.
واقتحمت قوات الاحتلال بلدات وقرى الفندقومية وصانور وميثلون وجديدة وكفير الزبابدة ومسلية والجربة وجلبون وفقوعة في جنين، وداهمت عدداً من منازل الفلسطينيين.
وتواصل سلطات الاحتلال منذ 23 يوماً حصارها منطقة الأغوار الشمالية، وتغلق أغلبية الطرق المؤدية إلى أراضي الفلسطينيين الزراعية، وتشدد إجراءاتها العسكرية على حاجزي الحمرا وتياسير، وتعيق حركة الفلسطينيين.
بموازاة ذلك، اقتحم مستوطنون إسرائيليون بحماية من قوات الاحتلال أراضي الفلسطينيين جنوب مدينة الخليل بالضفة الغربية وأتلفوا المحاصيل الزراعية فيها.
وقال منسق اللجان الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان جنوب الخليل راتب : إن مستوطنين اقتحموا الأراضي الزراعية في تجمع الزويدين ومنطقة الشومرة في مسافر يطا، وأتلفوا محاصيل القمح والشعير فيها.