عربي ودولي

أوروبا حذرت من انتشار أزمة السودان إلى دول مجاورة … الخرطوم تدين اعتداءات «الدعم السريع» على المقار الدبلوماسية والثانية تتهم الجيش بخرق الهدنة

| وكالات

على حين جدد طرفا النزاع في السودان أمس تبادل الاتهامات حول خرق الهدنة، أدانت وزارة الخارجية السودانية «الاعتداءات السافرة والمتكررة» على مقار البعثات والهيئات الدبلوماسية من قوات «الدعم السريع المتمردة»، بينما ارتفع عدد الضحايا من المدنيين إلى 425 قتيلاً إضافة إلى 2091 مصاباً، في وقت حذر فيه مفوض أوروبي من خطر انتشار الأزمة في السودان إلى دول الجوار.
وحسب بيان للجيش أوردته وكالة الأنباء السودانية «سونا» فإن قوات «الدعم السريع» قامت بتحويل مستشفى إلى ثكنة عسكرية مدججة بالسلاح ومركز قيادة للعمليات.
وجاء في البيان: «حوّل المتمردون مستشفى شرق النيل إلى ثكنة عسكرية مدججة بالسلاح ومركز قيادة للعمليات والاستمرار في العمل العدائي بعد إخلائه من المرضى بمن فيهم الحالات الحرجة بالعناية المكثفة».
واتهم بيان الجيش قوات «الدعم السريع» بمواصلة «القصف العشوائي، ونهب الممتلكات العامة والخاصة، بما فيها البنوك والمحال التجارية ومنازل المواطنين»، وقال إن الجيش يرصد تحرك أرتال قوات «الدعم السريع» المتحركة من الغرب إلى العاصمة، الأمر الذي يؤكد استمرار تلك القوات في انتهاك الهدنة المعلنة.
جاء ذلك بعد اتهام «الدعم السريع»، الجيش السوداني بخرق الهدنة الإنسانية باستهداف عدد من مواقع تمركزها في الخرطوم.
وأشار بيان الجيش إلى أن عمليات إجلاء رعايا الدول ستتواصل من قاعدة وادي سيدنا «التي لا تواجهها أي مهددات حاليا ولا يتوقع أن تتأثر بأي مهددات».
في المقابل، أعلنت نقابة أطباء السودان ارتفاع عدد القتلى المدنيين إلى 425 والمصابين إلى 2091 منذ بداية المواجهات في الخامس عشر من الشهر المنصرم.
وقالت النقابة في بيان نشرته النقابة عبر حسابها على «فيسبوك»: «ما زالت الاشتباكات جارية بين قوات الدعم السريع والقوات المسلحة لليوم الخامس عشر على التوالي، والتي أسفرت عن مزيد من الضحايا»، مضيفة: «ارتفع عدد الوفيات منذ بداية الاشتباكات إلى 425 حالة وفاة بين المدنيين، و2091 حالة إصابة».
وتسببت الاشتباكات المتواصلة منذ منتصف نيسان الماضي إضافة إلى مقتل المئات وإصابة آلاف آخرين، بينهم عمال إغاثة، بنزوح عشرات الآلاف من مناطق الاشتباكات نحو ولايات أخرى، أو باتجاه تشاد ومصر.
في الغضون، أدانت وزارة الخارجية السودانية بشدة «الاعتداءات السافرة والمتكررة» على مقار البعثات والهيئات الدبلوماسية من قوات «الدعم السريع المتمردة في انتهاكٍ صارخ لكل الأعراف والمعاهدات الدولية».
وقالت الوزارة في بيان حسب «سونا»: «تدين وزارة الخارجية بأشد العبارات الاعتداءات السافرة والمتكررة على مقار البعثات والهيئات الدبلوماسية من قوات الدعم السريع المتمردة».
وأضافت: «في انتهاكٍ صارخ لكل الأعراف والمعاهدات الدولية، اعتدت هذه القوات المتمردة بتاريخ ٢٨ نيسان على مقر السفارة الإندونيسية في حي الرياض (في العاصمة الخرطوم)، وقامت بسرقة عربة دبلوماسية تتبع للسفارة».
وطالبت الوزارة المجتمع الدولي بإدانة هذا «السلوك الإجرامي بأشد العبارات»، مؤكدة حرصها على سلامة وأمن مقار وممتلكات البعثات الدبلوماسية وطواقمها ضد هذه الانتهاكات الإجرامية وفقاً لما كفلته معاهدة ڤيينا للعلاقات الدبلوماسية والقنصلية، «والتي تلتزم بها جمهورية السودان التزاماً كاملاً».
وبينما حذر المفوض الأوروبي لإدارة الأزمات، جانيز ليناركيتش من خطر انتقال الأزمة إلى دول الجوار، أعلن الناطق باسم العملية السياسية في السودان، خالد عمر أنهم «ضد الحرب ومع جيش واحد مهني وقومي ينأى عن السياسة».
وأوضح المتحدث في بيان له على «فيسبوك»، أمس: أن ذلك يتم التوصل إليه «بالاتفاق على خطة شاملة للإصلاح الأمني والعسكري تتضمن تنفيذ الترتيبات الأمنية المنصوص عليها في اتفاق جوبا للسلام ودمج «الدعم السريع» في القوات المسلحة السودانية وذلك عبر جداول زمنية محددة وآليات واضحة».
وقال: «نحن ضد الحرب ومع تحول مدني ديمقراطي يتم عبر الوسائل السلمية السياسية فقط لا غير»، معتبراً أن «بعض مناصري استمرار الحرب يخلطون عن عمد بين الغايات والوسائل، ببساطة»، مؤكداً أن دعاة الحرب لن يقودوا البلاد إلا لتدميرها.
وأردف بالقول: «نحن في القوى المدنية الديمقراطية نرى أنه يجب الضغط الآن لوقف الحرب ووضع آليات لمراقبة وقف إطلاق النار والعودة لمسار الحوار السياسي الذي تتوحد فيه القوى المدنية الديمقراطية وتفرض فيه توازن قوى يحقق وحدة الدولة وسيادتها وصون مؤسساتها والوصول لجيش واحد مهني وقومي ضمن خطة شاملة للإصلاح الأمني والعسكري، وترتيبات انتقالية بقيادة مدنية تنتهي بانتخابات ديمقراطية حرة ونزيهة يختار فيها الشعب من يحكمه وتنتهي عبرها مشروعية استخدام العنف لبلوغ الغايات السياسية».
وختم عمر بيانه قائلاً: «هذا موقفنا، واضح لا لبس فيه من حيث الغايات والوسائل، سنظل متمسكين به مهما حاول من يقرعون طبول الحرب أن يغطوا عليه بالضجيج وبالخطابات الغوغائية التي ستفتت هذه البلاد».
في المقابل، قال المفوض الأوروبي لإدارة الأزمات إن خطر انتشار الأزمة السودانية إلى الدول المجاورة في المنطقة غير مستبعد وهو خطر حقيقي.
ونقل موقع «روسيا اليوم» عن ليناركيتش: هناك دول «هشة للغاية» من بين الدول المجاورة للسودان، وبالتالي فإن عواقب تصعيد الصراع ستكون «كارثية»، مشددا على أن المصالحة بين الطرفين المتعارضين في السودان يجب أن تكون على رأس الأولويات.
وأول من أمس، حذّر رئيس الوزراء السوداني السابق، عبد الله حمدوك، من أن مخاطر تحول النزاع في السودان إلى «إحدى أسوأ الحروب الأهلية في العالم»، في حال عدم وضع حد له، وقال: «لا معنى للنزاع الحالي الذي يجب أن يتوقف، لأن أحداً لن يخرج منه منتصراً».
وتتواصل عمليات إجلاء الرعايا الأجانب من السودان، فيما أعلن الجيش السوداني في وقت سابق، أنّ القوات المسلحة لن تكون «رافعة لأي كيان، أو حزب، أو جماعة، من أجل الانقضاض على السلطة»، مؤكداً أنّ قوّاته «ملتزمةٌ بالعمليةَ السياسية، التي تقود إلى قيام السلطة المدنية».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن