دفع أهلي حلب ثمن تعادله مع جبلة باهظاً في الجولة الماضية من منافسات الدوري الممتاز بكرة القدم وفرط الأهلي بنقاط المواجهة بعد أن تلقى هدف التعادل في الوقت القاتل مع صافرة نهاية اللقاء ليضيع نقطتين مهمتين في رحلة المنافسة على اللقب وقد يكلفه التعادل كثيراً في الجولات القادمة مع احتدام الصراع في المقدمة، الأهلي أهدر فوزاً كان في متناول اليد نتيجة التبديلات التي لم تكن صحيحة بحسب الكثير من الخبراء الذين أقروا بهذا الأمر بعد الدفع بلاعبين يفتقدون للخبرة المطلوبة، كذلك لم يستفد الأهلي من الفرص التي أتيحت له فدفع ثمن خطأ وحيداً كلفه غالياً، الأهلي أعد عدته ليواجه الطليعة في حماة وهو يدرك أن مستضيفه بات مهدداً بالهبوط ما يعني أن المباراة ستكون صعبة وأصحاب الأرض يقاتلون حتى الرمق الأخير.
سياسة ومساواة
الأهلي أمره محير فتارةً ترى الفريق يؤدي جيداً وتارةً أخرى ترى عكس ذلك تماماً مع تحفظ غير مقبول يلعب فيه الفريق بكثير من الأوقات، وهو أمر غير منطقي لمن يريد الفوز ببطولة الدوري، كما أن خيارات المدرب أحياناً غير مفهومة في ظل ترك عدد من اللاعبين جليسي دكة الاحتياط وإشراك لاعبين يفتقدون لعامل الخبرة فكيف يمكن أن نفسر هذا الأمر، وما الهدف من إبقاء محمد الأحمد وزكريا عزيزة وعبد اللـه نجار على كراسي الاحتياط وعدم الاستعانة بهم إلا ما ندر ولدقائق معدودة بسيطة، فهل مشاركة اللاعبين الشبان حالياً هي الأهم في هذه المراحل الحرجة من عمر الدوري حيث النقطة الواحدة يقدر وزنها بالذهب، سياسة غريبة نوعاً ما تدار فيها الأمور داخل أروقة الفريق وسط عديد النقاط غير المفهومة والتي لا يوجد لها تفسير منطقي إطلاقاً وهل هناك مساواة وعدل.
حجم وفوارق
الأهلي يريد من مواجهة الطليعة الفوز ولا شيء سواه والتعادل لن يخدمه، فنقاط المباراة هي الهم والاهتمام لأن مرحلة الحسم بدأت ومن يهدر أي نقطة فسيكون خارج الصراع من دون أدنى شك، وعلى الأهلي أن يعرف حجم منافسه ويقدره بالشكل الصحيح من دون أي استهتار وخاصةً كما أشرنا أن الطليعة فريق جريح ووضعه على جدول الترتيب صعب جداً، وسيدخل المواجهة مطالباً هو الآخر بالفوز، لذلك على العفش أن يدرك حجم منافسه ويجهز فريقه لهذه الموقعة المهمة التي لن تكون سهلة أبداً، فريق الأهلي تبدو كفته أرجح من حيث العدة والعتاد والعناصر البشرية لكن في أرض الملعب قد تلغى الفوارق نهائياً وكرة القدم تعترف بمن يلعب ويسجل فقط.
ضغط وخبرة
الأهلي وضع نفسه في موقف صعب بعد التعادل مع جبلة ولربما لو خرج منتصراً لكان وضعه أفضل، لكن تأزم موقفه وبات مطالباً بأن ينتصر في كل مباراة يخوضها بغض النظر عن الفريق المنافس في حال أراد إكمال المشوار حتى النهاية والتتويج بلقب الدوري، وهذا أمر ليس بالسهل ويحتاج لعمل وجهد كبيرين في مراحل حاسمة من الدوري لا يقبل فيها التفريط بالنقاط تحت أي بند كان، جميع المباريات المتبقية للأهلي هي أشبه بالنهائي وهو لا شك يلعب تحت الضغط، لكن معظم لاعبيه من أصحاب الخبرة المتمرسين في الدوري السوري ولا عذر نهائياً لأي نتيجة سلبية قد تسجل أمام الطليعة، والفوز وحده قد يمحو الصورة التي ظهر فيها الفريق في لقاء جبلة ويكفر عن التعادل.