تدني الرواتب وقرارات التنمية الإدارية تتسبب بنقص عمال النظافة في السويداء … عزي لـ«الوطن»: 117 عاملاً يرحلون 200 طن يومياً
| السويداء -عبير صيموعة
أكد مدير دائرة الشؤون الصحية في مجلس مدينة السويداء الدكتور مروان عزي المعاناة الكبيرة التي يعاني منها عمال النظافة على ساحة المحافظة، معتبراً أن تكريم العمال يجب أن يكون على مدار السنة وليس مقتصراً على يوم واحد منها بحيث يكون التكريم بإصدار القرارات التي تنصفهم وتساعدهم على استمرارية مزاولة عملهم وتحفظ لهم حقوقهم وتؤمن لهم عيشاً كريماً لأن العمال هم الأكثر فقراً وتهميشاً رغم المسؤوليات الكبيرة الملقاة على عاتقهم جراء احتكاكهم المباشر مع المواطنين.
وبين أن معاناة عمال النظافة تتلخص بنقص العدد بالموازاة مع المهام المطلوب إنجازها والذي تعود أسبابه إلى تدني الرواتب التي تؤدي إلى عزوف المواطنين عن التقدم للعمل ضمن ظروفه القاهرة، إضافة إلى القيود التي فرضتها وزارة التنمية الإدارية على مؤسسات الدولة والتي منعت العقود السنوية وهو الأمر الذي فرض وجود أكثر من 40 عاملاً يعملون ضمن عقود موسمية لا تتعدى ثلاثة شهور وهذه العقود حرمت عمال النظافة من كل الميزات سواء من التأمين الصحي أو الترفيع أو إصابات العمل وصولاً إلى التقاعد إضافة إلى ساعات الدوام الطويل والرواتب القليلة التي لا تتوافق مع المجهود العضلي الكبير للعامل.
وأكد أن ربط العقود بالمسابقات المركزية التي تأتي غير مستوفية لمتطلبات الدوائر ومنها شعبة النظافة كما أنها تفرض أشخاصاً لا يتوافقون مع هذه الوظائف وأكبر دليل على ذلك فرز 24 امراة من الناجحين بالمسابقة المركزية الأخيرة في السويداء كعمال نظافة، الأمر الذي أدى إلى استنكاف عن العمل للناجحين منهن، إضافة إلى القيود الموضوعة المتعلقة بطلبات النقل والتكليف بين المجالس المحلية التي حالت دون السماح للعامل الراغب في النقل من الالتحاق بالعمل ضمن مجلس المدينة وتعرضه للفصل سواء للعاملين ضمن العقود السنوية أو الموسمية.
كما أدى قرار منع تنظيم العقود السنوية إلى افتقاد الاختصاصات من سائقي النظافة ومراقبي العمال، لأن هذه الخبرات تتطلب بالحد الأدنى أن يكون العمل ضمن عقود سنوية أو عقود مثبتة، الأمر الذي أدى إلى إخفاق إداري بالعامل البشري الذي فرضته إدارة وزارة التنمية الإدارية بإدارتها للعمل وتنسيقه وعدم فهم لمتطلبات واحتياجات الدوائر بفرضها قوانين جامدة ومقولبة أصغر من حجم العمل المطلوب من الدوائر.
وأكد عزي الضغط الكبير على عمال النظافة في مدينة السويداء والذي لا يتجاوز عددهم الـ117 عاملاً من ضمنهم السائقون والمراقبون الذين يقومون بترحيل أكثر من 200 طن من النفايات يومياً في ظروف عمل قاسية، وخاصة مع وجود آليات النظافة وعربات النظافة المتهالكة وعدم وجود الأدوات اللازمة للعمل، فضلاً عن النقص بحاويات النظافة، الأمر الذي يضطر معه العامل إلى القيام بعمل مضاعف ومجهود كبير، وهذا يفرض بالضرورة إعادة النظر بواقع عمال النظافة، والحد من استنزافهم ومنحهم أبسط حقوقهم بزيادة الرواتب وفتح العقود السنوية وبتثبيتهم وإعطائهم الحوافز والتامين الصحي وحق الترفيع والتقاعد.
بدوره رئيس اتحاد عمال السويداء هاني أيوب أكد لـ«الوطن» أن مطالب عمال النظافة مطالب محقة ويجب إعادة النظر في جميع القرارات المتعلقة بتعيينهم وخاصة العقود السنوية التي تضمن للعامل أبسط حقوقه، مشيراً إلى أن جميع العمال على ساحة القطر وليس فقط على ساحة المحافظة يحتاجون إلى دعم معنوي ومادي وإلى تأمين أبسط حقوقهم التي تتمثل أولاً بضرورة زيادة الرواتب والحوافز وتثبيت العمال المؤقتين الموجودين على رأس عملهم منذ سنوات مع السماح للدوائر كافة بإبرام العقود السنوية التي تضمن للعامل حقوقه المهنية، إضافة إلى ضرورة تأمين النقل الجماعي لجميع العاملين في الدولة، وعندها يمكن الاحتفال بعيد العمال على مدار السنة وليس ليوم واحد علماً أن اتحاد العمال قام بجولة على المؤسسات الخدمية من المياه والصحة والمخابز لتكريم العمال المناوبين في عيد العمال إلا أنها تبقى مجرد خطوة بسيطة تأتي من باب الدعم المعنوي لهؤلاء العمال فقط، على حين حقوقهم ومطالبهم الحقيقية تبقى برسم الجهات المعنية كافة في الدولة وجميعنا معني.