طهران: استئناف ثلاث ممثليات أنشطتها في الرياض وجدة ومستعدون للمساعدة بإنهاء الجمود السياسي في لبنان
أعلنت إيران أمس استئناف أنشطة ثلاث ممثليات لها في مدينتي الرياض وجدة السعوديتين، وأن العمل جار لإعادة فتح السفارات بين البلدين، في وقت أكدت فيه أنها لن تقف مكتوفة الأيدي لدى تعرض مصالحها لأي خطر في إشارة إلى التهديدات الأميركية، في وقت كشف فيه القائد السابق للقيادة الوسطى الأميركية الجنرال كينيث ماكنزي عن تخلف واشنطن في القدرة على الدفاع ضد المسيرات الإيرانية.
وخلال مؤتمر الصحفي الأسبوعي، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني: «نحن في المرحلة الأولى لاستئناف نشاط البعثات الدبلوماسية للبلدين، ويتم تنفيذ الإجراءات اللازمة على وجه السرعة»، مضيفاً: «بدأت ثلاثة مكاتب تمثيلية إيرانية في الرياض وجدة أنشطتها بشكل طبيعي»، وذلك وفق ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية «إرنا».
وأوضح أن ذلك يأتي في إطار العمل على إعادة فتح السفارات بين البلدين وتفعيل أنشطتها في الوقت المحدد بحيث بدأت المكاتب الثلاثة التمثيلية أنشطتها بشكل طبيعي، لافتا في الوقت ذاته إلى وجود تنسيق إنساني جيد بين إيران والسعودية فيما يتعلق بإجلاء المواطنين الإيرانيين من السودان.
من جهة ثانية، أكد كنعاني أن إيران لا تقف مكتوفة الأيدي عندما تتعرض مصالحها للتهديد من أي طرف كان وقال بشأن استيلاء أميركا على شحنة نفط إيرانية واحتجاز إيران ناقلة نفط تابعة لأميركا: «حيثما كانت المصالح الوطنية الإيرانية مهددة من أي جانب، أثبتت إيران وأظهرت أنها ليست مكتوفة الأيدي وأقل إجراء يمكن اتخاذه هو الإجراء المضاد والمتناسب مع ذلك».
وأضاف: نحن لم ولن نتهاون في الدفاع عن مصالحنا الوطنية وحقوق مواطنينا أينما تعرضوا للاعتداء من أي طرف كان وسنتصرف بكل قوتنا.
وأكد المتحدث الإيراني أن الخليج جزء من الهوية التاريخية والثقافية في المنطقة وأن إيران تعتبر تعزيز العلاقات مع دول منطقة الخليج أهم عنصر لضمان الأمن المشترك وهو أمر لطالما أكدت عليه.
وفيما يتعلق بالملف النووي الإيراني وخطة العمل المشتركة الشاملة والعلاقات مع الدول الأوروبية، قال كنعاني: «إن العلاقات الثنائية هي دائماً طريق لكلا الجانبين، ويعتمد تحقيق تطور العلاقات وتقدمها على الإرادة السياسية واتخاذ خطوات عملية لتنفيذ تلك الإرادة».
وتابع في هذا السياق مكرراً ومؤكداً أن التركيز على آسيا والجيران والشرق لا يعني تجاهل المناطق الأخرى بحيث أن إيران لم تحصر نفسها في مجال معين في مجال العلاقات الخارجية.
في سياق منفصل، أكد كنعاني أن بلاده مستعدة للمساعدة في إنهاء الجمود السياسي في لبنان وقال: «إن الجهات اللبنانية الرسمية والشعبية رحبت بالاتفاق على استئناف العلاقات الإيرانية -السعودية وتنتظر تأثير هذا الاتفاق بفارغ الصبر على مشاكل لبنان الداخلية المعقّدة».
وتابع كنعاني: إنه وبناء على هذه الأجواء كان لا بد لوزير الخارجية الإيراني من زيارة السلطات اللبنانية وإجراء مباحثات قيّمة معها، وكما نعلم أن المشهد السياسي اللبناني يشهد مأزقاً سياسياً معقّداً وان انتخاب رئيس الجمهورية يمكن أن يساعد في حل وإنهاء هذا المأزق.
وفي الوقت ذاته أكد أن إيران مستعدة للمساعدة «قدر المستطاع» في إنهاء الجمود السياسي في لبنان، لكنه شدد على عدم التدخل في شؤون لبنان الداخلية ولاسيما في موضوع انتخاب رئيس الجمهورية، مشيراً إلى أن حل مشاكل اللبنانيين يكون في لبنان نفسه ومن اللبنانيين أنفسهم.
وحول زيارة الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد قبل أيام إلى طهران، أوضح كنعاني أنها تأتي في إطار استمرار المشاورات رفيعة المستوى بين البلدين في قضايا مختلفة في المجالات الثنائية والإقليمية والدولية، مشيراً إلى أن هناك قضايا محددة بين إيران والعراق كقضية المياه والحق في استخدامه، حيث اعتبر كنعاني هذه القضية أحد الموضوعات المهمة في المحادثات الإيرانية -العراقية المشتركة ويتم تناولها بأفضل الطرق لتوفير المصالح المشتركة سواء في الأطر الثنائية أم الإقليمية.
من جانب آخر، أعلن الحرس الثوري الإيراني تفكيك شبكة «الشباب المحلي» الإرهابية المرتبطة بزمرة «خلق» الإرهابية والقبض على متزعميها بمدينة بابلسر شمال البلاد.
وأفاد قائد الحرس الثوري في بابلسر مصطفى بازوند في تصريح نقلته وكالة «فارس» الإيرانية بأن هذه الشبكة ومنذ بداية أعمال الشغب الأخيرة في البلاد كانت تقوم بجمع المعلومات عبر التصوير وتسجيل مقاطع فيديو مزيفة، وإرسالها إلى وسائل الإعلام المعادية الناطقة بالفارسية، إضافة إلى استقطاب فئة الشباب واستغلالهم في تنفيذ أعمالهم الإرهابية، وتقديم الوعود الكاذبة لهم كتسهيل اللجوء إلى دول أخرى وغيرها.
وأشار إلى أن قوات الحرس الثوري ومن خلال العمليات الاستخبارية ألقت القبض على متزعمي هذه الشبكة الذين تبين أنهم كانوا على تواصل دائم مع عملاء في الخارج، للتخطيط لعمليات معادية لإيران وإثارة الفتن في الداخل.
على ضفة أخرى، قال القائد السابق للقيادة الوسطى الأميركية الجنرال كينيث ماكنزي: إن إيران زادت مخزونها من الطائرات المسيرة، على حين واشنطن وشركاؤها متخلفون في القدرة على الدفاع ضد المسيرات.
وفي كلمة له خلال منتدى سياسي عقده معهد واشنطن لمناقشة قدرات الطائرات المسيرة الإيرانية، والفجوات في الجهود الحالية للحد من انتشارها، قال ماكنزي وفق ما نقل موقع «روسيا اليوم»، «على مدى السنوات العشر الماضية، زادت إيران بشكل كبير مخزونها من الطائرات المسيرة، وصواريخ كروز، والصواريخ الباليستية إلى درجة أنها تفوقت على الدول المجاورة في هذا المجال، أي قدرتها على شن هجوم يطغى على دفاعات هذه الدول».
وأشار إلى أنه «تترتب عن ذلك حصيلة تعادل حرباً جوية بمزيج من الأسلحة، حيث يمكن إطلاق الطائرات المسيرة لتدمير أنظمة رادار العدو قبل إلحاقها بهجمات بالصواريخ الباليستية»، معتبراً أنه «حاليا تتخلف الولايات المتحدة وشركاؤها في المنطقة عن قدرتهم على الدفاع بفعالية ضد الطائرات المسيرة».
واعتبر ماكنزي أن «طهران تتفوق في الوقت الحالي بأن لديها ميزة مع الطائرات المسيرة.. وأنا شخصيا لدي احترام كبير للإيرانيين وبرنامج الطائرات المسيرة، وصواريخ كروز، والصواريخ الباليستية، لقد قدموا تضحيات كبيرة في السنوات العشر الماضية لبناء تلك الأنظمة».