عربي ودولي

الجيش و«الدعم السريع» قبلا بهدنة سادسة.. وأميركا حذرت من التعرض لرعاياها … الأمم المتحدة: طرفا الصراع في السودان وافقا على التفاوض

| وكالات

أعلن الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في السودان فولكر بيرتس، أمس الإثنين، أن الطرفين المتحاربين في السودان اتفقا على الدخول في مفاوضات، لإيجاد حلول للحرب الدائرة بينهما منذ 3 أسابيع، بالتزامن مع اتفاق الجيش و«الدعم السريع» على تمديد الهدنة للمرة السادسة منذ بدء الاقتتال في السودان.
وذكر بيرتس لوكالة «أسوشيتيد برس» أن الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» وافقا على إرسال ممثلين للمفاوضات، التي من المحتمل أن تجري في المملكة العربية السعودية، موضحاً أن المفاوضات ستركز في البداية على التوصل إلى وقف إطلاق نار دائم وموثوق ومراقب محلياً ودولياً، مضيفاً إن التفاصيل التقنية للمفاوضات ما تزال قيد الإعداد.
وأشار بيرتس إلى أنه ما يزال من المهم جعل الطرفين يتواصلان ويلتزمان بوقف إطلاق النار، ومن بين الاحتمالات المطروحة، إنشاء آلية لمراقبة وقف إطلاق النار تضم مراقبين سودانيين وأجانب، لكن يجب التفاوض على ذلك.
وأدت سلسلة من الهدنات المؤقتة، خلال الأسبوع الماضي، إلى خفض حدة القتال في بعض المناطق السودانية، في حين استمرت المعارك الشرسة في مناطق أخرى، ما دفع المدنيين إلى مغادرة منازلهم.
وفي وقت سابق، قال الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في السودان، لـ«رويترز»: إنه استشعر تغيراً في مواقف الجانبين مؤخراً وإنهما أكثر انفتاحاً على المفاوضات.
وفي حال الاتفاق على إجرائها، فإن هذه المفاوضات ستكون أول علامة واضحة على إحراز تقدم منذ اندلاع القتال في 15 نيسان الماضي.
على خطٍّ موازٍ، أعلن الجيش وقوات «الدعم السريع» في السودان تمديد الهدنة الإنسانية لمدة ثلاثة أيام بدءاً من مساء أمس أول الأحد، استجابة لنداءات خارجية ومحلية.
وأعلن الجيش في بيان له موافقته على طلب تجديد الهدنة المعلنة على الرغم من رصده تحركات لقوات معادية تم التعامل معها عصر أمس غرب أم درمان وفي شمال بحري، في المقابل أعلنت قوات الدعم السريع في بيان لها موافقتها على طلب الوساطة الأميركية – السعودية لتمديد الهدنة لمدة 72 ساعة موضحة في الوقت نفسه أنها تصدت لهجمات متكررة من الجيش في ساعات سريان الهدنة.
وفي السياق ذاته، مددت سلطات الطيران المدني في السودان إغلاق المجال الجوي للبلاد حتى الـ13 من أيار باستثناء رحلات المساعدات الإنسانية وإجلاء الرعايا الأجانب.
وتتبادل الأطراف المتنازعة في السودان الاتهامات بارتكاب انتهاكات جديدة لوقف إطلاق النار، مع استمرار الصراع الدامي للأسبوع الثالث رغم تحذيرات من الانزلاق إلى حرب كارثية، وسقط مئات القتلى وآلاف المصابين منذ أن تحولت منافسة قديمة على السلطة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية إلى صراع في 15 نيسان الماضي.
واستمر القتال بين الطرفين، على الرغم من سلسلة اتفاقات لوقف إطلاق النار عبر تدخل وسطاء من بينهم الولايات المتحدة.
وأدّى القتال الدائر في الخرطوم حتى الآن، إلى انتشار قوات «الدعم السريع» في أنحاء المدينة في ظل محاولات الجيش لاستهدافها بضربات جوية في الأغلب مستخدماً الطائرات المسيرة والمقاتلات.
يأتي ذلك فيما كشفت وزارة الصحة السودانية أن نحو 530 شخصاً بينهم مدنيون ومقاتلون قتلوا في هذه الاشتباكات، إلى جانب إصابة 4500 آخرين.
كما فر عشرات الآلاف من السودانيين من القتال، خاصة في الخرطوم وأم درمان، وتوجه الكثيرون إلى الحدود الشمالية مع مصر أو إلى بورتسودان، كما قامت الحكومات الأجنبية بإجلاء رعاياها.
وحذّر «برنامج الأغذية العالمي» أول من أمس من أن العنف الدائر في السودان يمكن أن يسبب أزمة إنسانية في كامل منطقة شرق إفريقيا، ولاسيّما أن الصراع دفع عشرات الآلاف إلى الفرار عبر حدود السودان وأثار تحذيرات من احتمال تفكك البلاد ما يزعزع استقرار منطقة مضطربة بالفعل. كما دفع الصراع دولاً أجنبية إلى المسارعة في إجلاء مواطنيها، على حين تبدو احتمالات إجراء مفاوضات بين طرفي الصراع ضعيفة.
كذلك أعلنت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن نحو 6 آلاف شخص معظمهم نساء، فرّوا من السودان إلى جمهورية إفريقيا الوسطى إثر الاشتباكات، بينما تحدّث رئيس الوكالة الإنسانية للأمم المتحدة، مارتن غريفيث، أول من أمس، عن وضع غير مسبوق في السودان.
وتتوالى التحذيرات الدولية من تفاقم الوضع الإنساني في السودان، وسط استمرار المواجهات في مناطق عدة في البلاد، وحذرت الأمم المتحدة من تداعيات كارثية للأزمة الإنسانية قد تؤدي إلى ما وصفته بلحظة انهيار.
في غضون ذلك وجه قائد القيادة الإفريقية في الجيش الأميركي «أفريكوم» مايكل لانغلي، تحذيراً شديد اللهجة لطرفي الصراع في السودان من التعرض للرعايا الأميركيين الساعين للخروج من الأراضي السودانية براً، وذلك للمرة الثانية في أقل من أسبوع.
وحسب «سكاي نيوز عربية» ذكر مسؤول رفيع في وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» أن لانغلي وجه تحذيره لقائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان وقائد قوات «الدعم السريع» محمد حمدان دقلو (حميدتي)، من مغبة القيام بأي أعمال عدائية تجاه المواكب السيارة للرعايا الأميركيين، الذين يخرجون عن طريق البر من الأراضي السودانية.
وقال مسؤول «البنتاغون»: إن لانغلي قال للقائدين إنهما سيواجهان نتائج وخيمة فيما لو تعرضت قواتهما لقوافل الرعايا الأميركيين، من دون إعطاء أي تفاصيل إضافية.
والسبت الماضي، أصدر «البنتاغون» بياناً، أوضح فيه أن القوات الأميركية وافقت على طلب وزارة الخارجية الأميركية بشأن جهود إجلاء المواطنين الأميركيين من السودان، من خلال دعم طرق الإجلاء الجوية والبرية، عبر إطلاق مسيّرات مراقبة استخباراتية.
وعلى مدار الأيام القليلة الماضية، تسعى دول العالم لإجلاء رعاياها من السودان الذي يشهد صراعاً ضارياً بين الجيش وقوات الدعم السريع، بدأ في 15 نيسان الماضي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن