أعلنت وزارة الداخلية الفرنسية اعتقال 540 شخصاً خلال قمع الشرطة الفرنسية التظاهرات التي اندلعت في باريس ومدن فرنسية أخرى بمناسبة عيد العمال احتجاجاً على تعديل نظام التقاعد من دون تصويت في البرلمان، وسط انتقادات من الأمم المتحدة.
وقال وزير الداخلية الفرنسي، جيرالد دارمانين، في تصريحات لإذاعة «آر إم سي- بي إف أم تي في»: إن عدد المحتجزين في تظاهرات عيد العمال ضد إصلاح نظام التقاعد في فرنسا ارتفع إلى 540 شخصاً، وذلك وفق ما نقلت وكالة «سبوتنيك» أمس.
وأضاف: «هناك أكثر من 500 اعتقال في جميع أنحاء فرنسا، على وجه الدقة، تم اعتقال 540 شخصاً، من بينهم 305 تم اعتقالهم في باريس».
وتابع الوزير: إن عدد ضباط الشرطة الذين أصيبوا خلال أعمال الشغب في تظاهرات عيد العمال وصل إلى 406، منهم 259 أصيبوا بجروح في باريس.
وفي أعقاب قمع الشرطة الفرنسية التظاهرات، انتقد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة منهجية تعامل السلطات الفرنسية مع المهاجرين واستخدام الشرطة لـ«العنف» خلال تفريق المتظاهرين السلميين إلى جانب «التنميط العنصري»، حسب «فرانس 24».
وأول من أمس الاثنين، تظاهر مئات آلاف الفرنسيين في باريس ومدن أخرى بمناسبة عيد العمال تعبيراً عن رفضهم تعديل نظام التقاعد الذي أقره الرئيس إيمانويل ماكرون من دون تصويت في الجمعية الوطنية «البرلمان».
وتخلل التظاهرات صدامات عنيفة بين عناصر الشرطة ومحتجين وشهد عدد من وسائل النقل إضافة إلى قطاعي الطيران والسكك الحديدية إضرابات أربكت أو شلت أحياناً حركتها.
ويمثل عيد العمال هذا العام اليوم الثالث عشر من التحركات الوطنية الشاملة ضد تعديل نظام التقاعد المثير للجدل الذي لقي معارضة واسعة من شرائح مختلفة في المجتمع الفرنسي.
وحسب تقديرات السلطات الفرنسية فإن ما بين 500 ألف و650 ألف متظاهر نزلوا إلى الشوارع في عموم أنحاء البلاد، بينهم ما بين 80 و100 ألف متظاهر في العاصمة باريس حيث دارت صدامات بين الشرطة ومحتجين.
وشهدت حركة الملاحة الجوية اضطرابات بسبب هذا اليوم الاحتجاجي الجديد مع إلغاء ما بين 25 و33 بالمئة من الرحلات في عدد من أكبر المطارات الفرنسية.
وفي وقت سابق، توعدت النقابات في فرنسا الرئيس الفرنسي بـ«عيد عمال تاريخي» وقالت إنها تستعد لإحياء عيد العمال على طريقتها، وذلك عبر نزول ما يصل إلى 1.5 مليون شخص إلى الشوارع لمواصلة الاحتجاج على تعديل نظام التقاعد الذي أقره ماكرون من دون تصويت.
وحينها، أشار الأمين العام للاتحاد الديمقراطي الفرنسي للعمل «سي إف دي تي» لوران بيرجيه إلى أن النقابات أعدت «300 نقطة تجمع» في مختلف أنحاء البلاد لإحياء عيد الأول من أيار.