الاشتباكات تواصلت والوضع الإنساني إلى الأسوأ.. جوبا: طرفا الصراع اتفقا على هدنة 7 أيام … السيسي يدعو لتهيئة المناخ للحوار في السودان وروسيا تجلي أكثر من 200 شخص
| وكالات
تواصلت المعارك العنيفة في السودان بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، رغم هدنة يتم تمديدها بانتظام من دون الالتزام بها، بينما أعلنت وزارة خارجية جنوب السودان أمس أن طرفي الصراع في السودان اتفقا من حيث المبدأ على هدنة جديدة لـ7 أيام، وذلك بالتزامن مع تحذير المجتمع الدولي من وضع إنساني كارثي.
وحسب بيان وزارة خارجية دولة جنوب السودان، تبدأ الهدنة الجديدة بين طرفي الصراع في السودان الجيش وقوات «الدعم السريع» غداً الخميس.
ووفق موقع «سكاي نيوز»، جاء في البيان إن رئيس جنوب السودان سيلفا كير شدد على أهمية وقف إطلاق النار لفترة أطول، وتعيين ممثلين في محادثات سلام، مضيفاً إن الجانبين اتفقا على تعيين ممثلين للمحادثات.
وورد في البيان إن جنوب السودان ضمن الدول التي ستستضيف المحادثات، وعرضت التوسط في الصراع الدائر في السودان.
وأسفرت المعارك في الخرطوم ومناطق أخرى، وخصوصاً دارفور غرب البلاد، عن سقوط أكثر من 500 قتيل و5000 جريح، حسب البيانات الرسمية وهي حصيلة يُعتقد أنها أقلّ بكثير من الواقع، على حين يواصل آلاف السودانيين النزوح داخل بلدهم أو الفرار إلى الدول المجاورة.
بدوره، أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن الجهود التي تبذلها مصر بشأن السودان تأتي لتثبيت وقف إطلاق النار وتهيئة المناخ للحوار السلمي واستكمال المرحلة الانتقالية.
وحسب موقع «روسيا ليوم» أوضح السيسي خلال حديثه مع صحيفة «أساهي»، إحدى أكبر الصحف اليابانية أن مصر تهدف لتجنيب الشعب السوداني المخاطر الإنسانية المتفاقمة للنزاع، مؤكداً موقف مصر من الأزمات القائمة بالمنطقة، ومشيراً إلى أن السياسة الخارجية المصرية تقوم على رفض التدخل في شؤون الدول واحترام مبدأ السيادة وتسوية النزاعات بالطرق السلمية، وعرض موقف مصر من التطورات في السودان.
في الغضون، أعاد وزير الخارجية المصري سامح شكري لدى استقباله السفير دفع اللـه الحاج علي، مبعوث رئيس مجلس السيادة السوداني قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، التأكيد على موقف مصر الثابت والمعلن منذ اليوم الأول للأزمة السودانية، والداعي إلى ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار حفاظاً على دماء أبناء الشعب السوداني الشقيق، وأهمية التزام جميع الأطراف بتثبيت الهدنة وعدم خرقها، لإتاحة الفرصة لعمليات الإغاثة الإنسانية وتضميد الجراح، وبدء حوار جاد يستهدف حل الخلافات القائمة، لافتاً إلى أن مصر حريصة على التعامل مع الأزمة الحالية في السودان باعتبارها شأناً داخلياً.
وأوضح المتحدث باسم الخارجية المصرية أحمد أبو زيد أن المبعوث السوداني نقل إلى وزير الخارجية المصري رسالة شفهية من البرهان إلى السيسي، حول تطورات الأوضاع في السودان على ضوء العمليات العسكرية الجارية منذ أكثر من أسبوعين.
على خطٍّ موازٍ، وبقرار من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أجلت وزارة الدفاع الروسية من السودان موظفي البعثة الدبلوماسية والمكاتب التمثيلية لوزارة الدفاع الروسية.
وحسب موقع «روسيا اليوم» وصل أكثر من 200 شخص من مواطني روسيا ودول أخرى إلى موسكو بعد إجلائهم.
وإلى جانب المواطنين الروس أجلت وزارة الدفاع مواطنين من بلدان رابطة الدول المستقلة وعدد من الدول الأجنبية الصديقة التي طلبت المساعدة في عودتهم إلى وطنهم.
وتسود حالة من الفوضى العاصمة السودانية منذ أن اندلعت المعارك في 15 نيسان بين الجيش وقوات «الدعم السريع» التي يقودها محمد حمدان دقلو المعروف بـ«حميدتي».
وقال متحدّث باسم المنظمة الدولية للهجرة خلال مؤتمر صحفي دوري في جنيف: إن المعارك الدائرة في السودان أجبرت أكثر من 334 ألف شخص على النزوح داخل البلاد، وأكثر من 100 ألف آخرين على اللجوء إلى الدول المجاورة.
من جهتها، أعلنت الأمم المتحدة عن حاجتها إلى 1.5 مليار دولار لتلبية الاحتياجات الإنسانية في السودان هذا العام، وحسب مسؤول في الأمم المتحدة، فإن أكثر من «100 ألف شخص» عبروا حدود السودان إلى دول مجاورة حتى الآن.
وما زاد الوضع تفاقماً أن أعمال العنف والنهب لم توفر المستشفيات ولا المنظمات الإنسانية التي اضطر العديد منها إلى تعليق أعماله في السودان.
وتخشى منظمة الصحة العالمية كذلك من «كارثة» في النظام الصحّي الذي كان أساساً هشّاً في بلد هو من الأفقر في العالم.