رئيسي: علاقاتنا إستراتيجية ومهمة وزيارتي لترسيخ هذه العلاقات … الرئيس الإيراني في دمشق اليوم ويجري مباحثات مع الرئيس الأسد
| الوطن
أكد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أن العلاقات بين إيران وسورية هي إستراتيجية ومهمة وهي علاقات سوف تستمر وزيارته إلى سورية هي في إطار ترسيخها وتطويرها في كل المجالات، مشدداً على أن سورية كانت على الدوام في الخطوط الأولى لمحور المقاومة وهي وقفت وصمدت في وجه القوى الاستكبارية والاعتداءات الإسرائيلية ومواقفها حظيت على الدوام بدعم إيران.
موقف الرئيس الإيراني جاء عشية زيارته لسورية، حيث يحط صباح اليوم في مطار دمشق الدولي في زيارة رسمية تستمر ليومين يجري خلالها مباحثات رسمية مع الرئيس بشار الأسد.
وستجري للرئيس الإيراني مراسم استقبال رسمية في قصر الشعب، ثم يُجري مباحثات تتعلق بتطوير العلاقات الثنائية الإستراتيجية على مختلف الصعد لاسيما الاقتصادية منها.
وحسب مصادر مطلعة تحدثت إليها «الوطن»، فإن الزيارة ستثمر عن توقيع عدد كبير من اتفاقيات التعاون الاقتصادي، لاسيما في مجالات الكهرباء والطاقة والنفط، كما سيتم التوقيع على اتفاقية تعاون إستراتيجية شاملة بين البلدين.
وقبيل وصوله بساعات إلى دمشق وخلال مقابلة أجراها مع قناة «الميادين»، اعتبر رئيسي أن زيارته لسورية تأتي في إطار ترسيخ العلاقات الإستراتيجية بين البلدين وتطويرها في كل المجالات، وقال: «نؤكد ترسيخ هذه العلاقات لتكون علاقات أفضل وأن تتطور في جميع المجالات سواء الاقتصادية أو الثقافية، لدينا علاقات متجذرة، ونأمل بتطويرها في ظل توجيهات قائد الثورة الإسلامية علي خامنئي والذي شدد على تقوية جبهة المقاومة، ونحن نؤكد أن قراراتنا هي لتقوية جبهة المقاومة، ولن نندم على تقوية هذه الجبهة، وإيران أعلنت بشكل واضح أنها لن تتردد في دعم جبهة المقاومة، وزيارتي لسورية هي في إطار دعم جبهة المقاومة».
الرئيس الإيراني شدد على دعم سيادة سورية على كامل أراضيها مؤكداً أن على الأميركيين مغادرة سورية، وأن تسود السيادة السورية على كامل أراضيها، وأضاف: «نحن في القمة الثلاثية في مسار أستانا أكدنا على تعزيز سيادة سورية على أراضيها وهذا لمصلحة سورية والمنطقة، كذلك أكدنا عودة المهجرين لبلدهم ومدنهم، وأيضاً على الموضوع المهم وهو إعادة إعمار سورية».
ولفت رئيسي إلى أن بلاده على استعداد للتعاون مع الشعب والحكومة السورية في مجال المساهمة بإعادة الإعمار، مشيراً إلى أن إيران لديها طواقم فنية وشركات ذات كفاءة عالية وقادرة على تأدية دور مهم في إعادة إعمار سورية، وقال: «ربما لسنا الوحيدين فهناك دول أخرى على استعداد للمساهمة في إعادة إعمار سورية، ويجب إعادة إعمار سورية وتقديم الدعم لمعالجة هذا التخريب وهذا الانهيار الذي تسببت به التيارات التكفيرية بدعم من الكيان الإسرائيلي وأميركا، ويجب إعادة إعمار سورية بشكل سريع وأن يعود المهجرون إلى سورية، وتعود الأوضاع إلى طبيعتها، ونحن على استعداد في هذا المجال لدعم الدولة الصديقة والعزيزة سورية».
وبَيَّنَ رئيسي أن أميركا ومن خلال خلق «داعش» الإرهابي والفصائل التكفيرية وخلق الفتنة في سورية وخلق الجماعات المختلفة، كانت تسعى لتقسيم سورية، وهي عملت على دعم الفصائل التكفيرية بالأموال والسلاح بهدف زرع الفتنة وإثارة الاضطرابات والحرب الداخلية، كما سعت لتحريض البلدان العربية ضد سورية، وكانوا يتصورون أن سورية من خلال الحرب الداخلية التي اندلعت من قبل الفصائل التكفيرية والدعم الصهيوني والأميركي لهذه الفصائل سوف تنهار، وبالتالي سيكسرون الخط الأمامي للمقاومة، وعلقوا على ذلك آمالاً كثيرة، لكن إيران دعمت سورية ووقفت في وجه الفصائل التكفيرية كافة والانفصاليين، وحتى في وجه بعض بلدان المنطقة التي سعت لتقسيم سورية.
واعتبر الرئيس الإيراني أن الظروف اختلفت بشكل كبير في سورية، والفرق أنه عُلم بأن المقاومة أتت أكلها والرئيس بشار الأسد صمد، وهو جدير بالتقدير، والشعب السوري صمد ووقف بشجاعة، وأثبت أنه شعب مقاوم، وأن هذه المقاومة تعتبر ورقة ذهبية في تاريخ سورية أمام الأعداء وأمام الانفصاليين وأمام التكفيريين، وقال: «السوريون وقفوا برجولة وواجهوا وتحملوا الكثير من العناء والصعوبات الاقتصادية والأمنية، وصمدوا أمام هذه الحرب الكونية»، وأضاف: «في الوقت الذي كانت دول العدوان تدعم تقسيم سورية، كان الشعب السوري وحزب اللـه في لبنان وإيران يسعون لمنع تقسيم سورية، واستمر الشعب السوري في مقاومته، ومقاومة الشعب السوري جديرة بالتقدير».
رئيسي رحب بعودة العلاقات السورية مع مختلف بلدان العالم وخاصة مع بلدان المنطقة والبلدان الإسلامية، وقال: «العلاقات السورية مع بلدان المنطقة تحظى بتأييدنا، ونعتقد أن النظرة التي وجدت من قبل بعض البلدان بشكل من الأشكال، يجب أن تتغير وتعوّض عن هذه العلاقات والجفاء تجاه سورية، ونرحب بعودة هذه العلاقات، ونؤكد مكانة المقاومة في سورية، وأن العلاقات بين إيران وسورية إستراتيجية ومهمة وهذه العلاقات سوف تستمر».