جنة السهارى بيوتهم!!
| طرطوس- محمد حسين
تبدو العلاقة ملتبسة هذه الأيام بين رأس السنة والمواطنين خاصة الذين اعتادوا السهر بهذا العيد السنوي.. وحتى أماكن السهر بطرطوس أعلنت عن برامجها بطريقة خجولة جداً وقد يكون مردّ ذلك الظروف العامة السيئة التي يمرّ بها بلدنا على خلفية الأزمة المستمرة منذ خمس سنوات تقريباً.
من سألناهم أجاب كل منهم على قياس جيوبه فمن اعتاد السهر في أماكن السهر السياحية أجاب عن سؤالنا كيف ستقضي رأس السنة بأن بيته أولى به، فكلفة سهر عائلة من خمسة أشخاص تتجاوز مئة ألف ليرة وربما أكثر في حال كان المطرب من ذوي خمس النجوم.. وهو لا يستطيع إنفاق هذا المبلغ على سهرة في ليلة واحدة لأنه يصرف من رأس السنة ماله منذ توقفت أعماله بشكل شبه كامل بعد توقف حركة الترانزيت.. وآخر أجاب بأن السهر لا معنى له فالفرح في يوم كهذا هو على سنة انقضت إلى غير رجعة فالحزن ساكن في كل بيت..
أحد رجال الأعمال قال لنا: لابد من السهر في هذا اليوم فالسياحة تحتاج لتشجيع لأنها تأثرت كثيراً بفعل الأزمة وتوقفها يجعل حياة مئات من الأسر التي تعمل في تلك الأماكن في مهب البطالة والعوز..
أحد آخر أكد لنا أن الأسعار ليست عالية بل دخل المواطنين هو في الحدود الدنيا ولذلك لا قدرة لهم على السهر وحتى إقامة حفلة صغيرة في منازلهم.
وعلى المقلب الآخر تحدث لنا البعض من ذوي الدخل المحدود عن صعوبة تأمين قوت كل يوم بيومه فكيف بسهرة رأس السنة والبعض الآخر تحدث لنا عن ضرورة شجرة العيد، فالأطفال يجب أن يتعودوا الفرح فهو من حقهم علينا.
في سوق الهال التقيت بعضهم وهم يبحثون عما يمكن أن يشكل وجبة لهذا الاحتفال السنوي فكيلو اللحمة تجاوز ثلاثة آلاف ليرة والفروج وصل إلى /600/ ليرة وناهيك عن أسعار الخضار والفواكه التي تحلق عالياً عالياً.
بين هذا الطرف وذاك كانت نظرة الإصرار والتحدي واضحة في العيون فحب الحياة أقوى من كل شيء ورغم الدماء الطاهرة التي تسيل لكن الأمل بقيامة بلدنا من الرماد أقوى من سهام الحقد وثقافة القتل الداعشية الهوى والفكر.
بين هذا الطرف وذاك كانت فكرة السهر وقضاء رأس السنة في المنزل هي الأكثر تداولاً بين من التقيناهم على أمل ألا تنقطع الكهرباء في ذلك اليوم، فالشموع الرومانسية فائضة عن الحاجة ومشاهدة التلفزيون أهم من ذلك بكثير.