السوريون يودعون عامهم «غير المأسوف عليه سعرياً» بأسعار لن ينسوها … ممنوع أكله: 4250 ل.س لكيلو لحم الخاروف
| هني الحمدان
هل باتت مادة اللحوم غريبة على موائد السوريين…؟! وماذا سيحل محلها؟ وما البدائل المتاحة في ظل وصول أسعار الخضر إلى حدود جنونية كالكوسا والفاصولياء والبندورة…! وحتى مادة البيض هاهي ذي على عتبات الـ900 ليرة للصحن الواحد… ما الخيارات إذا سعر قرص الفلافل بات بعشر ليرات…؟! وزاد على كل ذلك انعدام الرحمة من الصدور.. وباعة وتجار بلا ضمائر.. ورقابة وعناصر همهم قبض الأتاوات والعودة إلى من أتوا…!!
ربما يقال إن مناسبة الأعياد ساهمت برفع أسعار اللحوم لكن هذه السمفونية مستمرة منذ فترة وأخذت خلال هذه الأيام منحى خطراً من الفلتان السعري وفوضى غير معهودة… إلا أن القاسم لكل الأسواق هو زيادات متواترة لأسعار طالت كل المواد والسلع…
من جديد قفزت أسعار اللحوم بشقيها لتصل إلى حدود لم يعد بمقدور أي من المستهلكين بلوغها إلا من يحوز مدخرات دولارية ضخمة، أبت أسعار اللحوم التراجع بل بقيت بوتائرها التصاعدية لاستقبال العام الجديد بقائمة أسعار لا تحتمل أبدا..
سعر كيلو لحم الخروف الحي تجاوز 1550 ليرة سورية، ليأتي إعلان الباعة والجزارين الذين جزوا رقابنا بأسعار خيالية إذ تجاوز سعر الكيلو مبيع للمستهلك يوم أمس 4250 ليرة سورية، طبعا تختلف الأسعار من سوق لآخر ومن جزار لآخر..
الحجة هي كما يرويها الجزار أبو عدنان إلى ارتفاع سعر الخروف الحي لأسباب منها قلة الخراف من جهة ولقلة الأعلاف وغلاء أسعارها وزيادة أعباء التربية التي زادت هي بدورها أيضاً..!!
هذا ما يتعلق باللحمة الحمراء أما البيضاء فغدت بيضاء وذات شفافية أيضا، فأسعار الفروج زادت وبنسبة زيادة 20% عما كانت علية قبل شهر تقريباً، أما الأسماك فليست من ضمن الأولويات أو الاهتمامات.. وكيف لمستهلك مكون من 5 أفراد مثلا شراء كيلو فروج ني بألف ليرة…؟! أما المشوي فهو ذو نكهة خاصة..؟!!
وحسب خبير قال: تعد مادة اللحوم بشقيها اللحوم البيضاء والحمراء أساسية على موائد السوريين، إلا أن أسعارها التي ارتفعت بل تضاعفت مرات جعل منها مادة غائبة عن موائد شريحة واسعة جدا، وتغيرت نمطية الاستهلاك بسبب سعرها الغالي، وخاصة خلال الأشهر الأخيرة.. وحتى أسعار مادة الفروج حلقت عالياً، لكن مادة لحم الخروف السوري بقيت محرمة… وقلة من يستطيعون الشراء، وإن استطاعوا فالشراء بات «بالأوقية».
اللافت في نسبة مساهمة لحوم الأنواع الحيوانية هو تراجع نسبة مساهمة اللحوم الحمراء كلها، على حساب النمو الكبير لنسبة مساهمة لحم الدجاج في تركيبة اللحوم السورية، وذلك عند مقارنة تلك النسب خلال عامي 1965 و2012، حيث تشير البيانات الإحصائية لمنظمة الأغذية والزراعة الدولية إلى أن لحوم الأغنام تعتبر هي المهيمنة على تشكيلة اللحوم السورية وقد تراجعت نسبة مساهمتها من إجمالي اللحوم من 68% عام 1965 إلى 43% عام 2012 في حين ارتفعت نسبة مساهمة لحوم الدجاج من 10% إلى 40% خلال الفترة ذاتها. واللافت أيضاً تدهور نسبة مساهمة لحوم الجمال من 17% عام 1965 إلى نحو 0.22% عام 2012 كما تراجعت نسبة مساهمة لحوم الماعز من 10% عام 1965 إلى 3% عام 2012 أما لحوم البقر فقد تراجعت نسبة مساهمتها من 22% عام 1965 إلى 17% عام 2012 وبالنسبة للحوم الحبش فقد تراجعت نسبة مساهمتها من 2% إلى 0.05% خلال الفترة نفسها.
وهناك أسباب عديدة أدت إضافة لمسببات الأزمة إلى تراجع في الإنتاجية لهذا القطاع حسب الخبير المهندس عبد الرحمن قرنفلة: انخفاض مستوى الخدمات الصحية البيطرية وانتشار حالات الإجهاض وارتفاع نسب النفوق واختلال التركيب العمري بين أفراد القطيع.
محدودية الموارد العلفية المحلية: حجم العجز في الموارد العلفية يبلغ 2.6 مليون طن مادة جافة تكافئ 24.72% من حجم الاحتياج ومن المرجح ارتفاع حجم العجز في الموارد العلفية عام 2020 إلى 6.5 ملايين طن وتكافئ 42.573% من حجم الاحتياج.
عدم الاستثمار الأمثل لمخلفات المحاصيل ومخلفات الصناعات الغذائية في تغذية الحيوان بشكل أمثل.
تخلف نظم الإنتاج: 78% من مربي الأغنام حيازتهم أقل من 100 رأس غنم و83% من مربي الأبقار حيازتهم أقل من 5 رؤوس بقر و85% من مداجن الفروج تقع طاقتها الإنتاجية بين 5-10 آلاف طير وتحت هذه الطاقات الإنتاجية لا تتحقق اقتصادية عالية من الإنتاج ما يرفع تكاليف الإنتاج.
غياب المعلومات الإحصائية الدقيقة وعمليات الترقيم والتتبع الرقمي للثروة الحيوانية.
اختلال تركيبة الأنواع الحيوانية في المراعي الطبيعية وانحسار أعداد الإبل أدى إلى زيادة تدهور المراعي الطبيعية وخروج مساحات كبيرة من الإنتاج، وغيرها من الأسباب.