رياضة

تطوير الكرة السورية… كيف؟

| غانم محمد

كشف الاتحاد العربي السوري لكرة القدم خطته الطامحة إلى تطوير الكرة السورية، والمنطلقة من فئة الناشئين، وربما هذا هو الشيء الأهمّ فيها، لأن تطوير اللعبة يبدأ من هنا..

اتحاد الكرة أحاط خطته بجدار أمان (نظري)، لكنه إما أنه تجاهل الواقع، أو أنه اقتنع أنه لا سبيل لتغيير هذا الواقع، وعليه أن يعمل وفق مفرداته الحالية.

ومع أمنياتنا بالتوفيق لما فيه خير الكرة السورية، إلا أن هذه الخطة لن تضيف أي شيء لما هو موجود، لأن العقبات أكثر من أن تحصى، وخاصة ما يتعلق منها بالملاعب، أو بـ (الكفاءات) التي ستدير هذا المشروع، وهذان الجناحان للتطوير ليسا متوفرين لدينا بكل أسف.

لا يكفي أن يموّل اتحاد الكرة، ولا أن يضع القوالب التي يراها مطوّرة، فهناك واقع سيئ للغاية، والتربة غير صالحة للزرع، وبالتالي فإن مشروع اتحاد الكرة ما هو إلا ترحيل للمشكلة إلى الأمام، (ربما حتى تنتهي ولايته ويرتاح)!

هذا من جانب، ومن جانب آخر، لا يمكن أن تتطور كرة القدم بمعزل عن غيرها، ولنتذكر أن الدوري تأجّل مرة لـ (عدم توفر الوقود)، ومن هنا فإن وقت طرح مشروع تطوير كرة القدم السورية خاطئ، ولا يجوز إلا أن يكون ضمن خطة إعادة الإعمار في كل الجبهات الأخرى..

المسألة الثالثة، وهي الأهم، وتتعلق بالاستمرارية، فهل هناك ما يضمن استمرار هذه الخطوات، ونحن العاجزون عن تسيير دوري الرجال دون مشاكل؟

إن كانت المسألة بحثاً عن شعارات مرحلة، وعن فقاعات إعلامية، فسيذكر التاريخ أن الاتحاد الحالي هو الأول الذي يطلق (مشروعاً وطنياً) لتطوير كرة القدم، لكنه بطبيعة الحال لا يختلف بأي شيء عن دوري الناشئين الذي كان أيام الهواية، ولا يختلف من حيث المضمون عن بطولة المحافظات، وكان سابقاً هناك دوري رديف، وكلها خطوات ارتبطت بوجود أصحابها وماتت لاحقاً.

لا نضع العصي في العجلات، لكن من الصعب أن نتقبّل أفكاراً سبق وأن كنّا شهوداً على موت مثلها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن