7 مليارات ليرة تكلفة ترميم أضرار الآثار الناتجة عن الزلزال.. واليونيسكو قدمت أموالاً لترميم أبراج حلب وقلعة الحصن … العوض لـ«الوطن»: بدء عمليات الترميم خلال أيام لعدة مواقع على رأسها مدخل قلعة حلب
| مرام جعفر
كشف مدير عام الآثار والمتاحف في سورية نظير العوض لـ«الوطن» أن قيمة الأضرار التي تعرضت لها الآثار في المحافظات الأربع التي تضررت من الزلزال في الـ 6 من شباط تتجاوز الـ 7 مليارات ليرة سورية والرقم قابل للزيادة بسبب المتغيرات التي تطرأ على أسعار مواد الترميم وخاصة أن هذا النوع من الأعمال يحتاج وقتاً يتعلق بدراسة الحالة وتأمين التكاليف.
وبيّن العوض أن مبالغ الترميم ليست قليلة ويتم العمل على تأمينها بدعم حكومي وبالتعاون مع المنظمات والبعثات أن أمكن، وكذلك تحتاج وقتاً إلى حين دراسة كل موقع وتقييم حالته، إضافة إلى التأكد من وضع الهزات الارتدادية ومدى استمراريتها وتأثيرها.
وأوضح في هذا السياق أن المديرية العامة للآثار والمتاحف تشرف على أعمال الترميم في المواقع التي تقع ضمن اختصاصها بأن تصرف مبالغ مالية لتدعيمها مثل أعمال الترميم في «قلعة صلاح الدين والحصن وحلب وشيزر وبعض المباني داخل مدينة حلب القديمة وقلاع الساحل كقلعة المهالبة»، أما بقية المباني كأسوار مدينة حلب على سبيل المثال ومبانٍ أخرى فهي تقع ضمن اختصاص جهات مسؤولة عن ترميمها كمسؤولية المحافظة هناك ومسؤولية المواطنين عن بيوتهم المتضررة.
وبيّن العوض أن الزلزال أثر في المباني الحديثة والأثرية في المدن والقلاع والتحصينات في كامل الساحل السوري وفي حماة وحمص وحلب بشدّات مختلفة ويصل عددها إلى أكثر من 40 موقعاً أكثرها ضرراً في حلب القديمة التي أثر الزلزال فيها على أكثر من 350 بيتاً ومبنى أثرياً.
وأضاف: أيضاً قلعة صلاح الدين تعرّضت لعدة انهيارات في الأجزاء الداخلية بمستوى متوسط وكثير من التصدعات والانزياحات، كذلك الأمر بالنسبة لقلعة الحصن وبقية القلاع القديمة في الساحل.
وكشف العوض عن مشروعين إسعافيين سيتم البدء بهما خلال أيام في مدخل قلعة حلب والمئذنة الأيوبية لجامع قلعة حلب وفي بعض مكونات القلعة ثم لاحقاً في متحف حلب، مؤكداً أن «الآثار والمتاحف» تراقب أعمال الترميم لجهة تحقيق المعايير اللازمة من دون إضافات أو استخدام مواد حديثة للحيلولة دون الإضرار بهذه المباني وبالتالي تغيير شكلها أو معالمها أو استخدام مواد ضارة، مؤكداً أن تركيز المديريات ليس محصوراً في حلب وإنما في الأماكن التي تحتاج حلولاً إسعافية سريعة.
واعتبر العوض أن الحراك الدولي الحالي حول سورية مهم جداً لجهة الدعم سواء من المنظمات والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية كاليونيسكو والإيكوموس، مشيراً إلى الدعم المهم الذي تقدمه «اليونسكو» لوجستياً ومالياً ضمن المتاح.
وأشار إلى أن «اليونيسكو» قدّمت مبالغ مالية لترميم موقعين: أولاً 75 ألف دولار للترميم في واحد من أبراج المدينة القديمة في حلب وأيضاً 48 ألف دولار لأعمال الترميم في قلعة الحصن وقلعة صلاح الدين، منوّهاً في الوقت ذاته إلى أن هذه «المبالغ لا تكفي لإجراء أعمال واسعة لكنها قد تؤدي الغرض لإجراء بعض العمليات الإسعافية وغير ذلك».
وقال العوض: يجب أن نعلم أن اليونيسكو لا تقدم أكثر من هذه المبالغ ونحن نحصل دائماً على الدعم وعلاقتنا جيدة معها لأننا دولة فيها آثار مهمة وعضو مؤسس في منظمة اليونيسكو التي تعطي شأناً كبيراً لسورية، ومن المتوقع أن نحصل على مبالغ أخرى لمتابعة أعمال الترميم حسب جدول الأولويات.
ولفت العوض إلى التعاون المهم مع إيطاليا وهنغاريا في أعمال التنقيب والترميم، في إيبلا وقلعة الحصن وقلعة المرقب ومتحف معرة النعمان في إدلب.
وأشار العوض إلى «أن التداعيات الناتجة عن الزلزال كانت قوية وشديدة وأن هذه الآثار التي تعرضت للحرب بالأصل كانت تعاني من حصار شديد على مدى عشر سنوات كنقص الأدوات اللازمة لأعمال الدراسات وأعمال التوثيق وأيضاً في المواد اللازمة لأعمال الترميم ونقص في الخبرات، الأمر الذي أدى إلى بطء في عمليات الترميم والصيانة لمواقع خرجت من حالة الحرب من دون صيانة فما بالك بعد الزلزال؟
وبشّر العوض بأن «الأيام القادمة ستشهد أخباراً سارة عن مؤسسات دخلت على خط التعاون مع المديرية العامة للآثار والمتاحف للمشاركة في عمليات الترميم».