إعانات الشلل الدماغي السنوية هزيلة لا تتوافق مع الواقع المعيشي … أهالي صلخد يطالبون بافتتاح معهد للصم والبكم
| السويداء -عبير صيموعة
أكدت أسر مرضى الشلل الدماغي في السويداء والتي يزيد عددهم على 1444 أسرة بشكواهم لـ«الوطن» أن مبالغ الإعانة المقدمة لمرضاهم لمرة واحدة في السنة قليلة جداً لا يمكنها أن تغطي احتياجات مرضاهم لشهر واحد، مطالبين وزارة الشؤون الاجتماعية بإعادة النظر في المعونات المقدمة على مدار السنة والتي لا تتوافق أبداً مع الواقع الاقتصادي والمعيشي للأسرة فكيف إذا كان أحد أفرادها مريضاً بالشلل الدماغي.
وأوضحوا في شكواهم أن إعانات مريض الشلل الرباعي والتي لم تتجاوز مع الزيادة الأخيرة في العام المنصرم مبلغ 46 ألفاً و200 ليرة للفئة الأولى و23 ألفاً و100 ليرة للفئة الثانية و15 ألفاً و500 ليرة للفئة الثالثة لا يمكن لهذا المبلغ الزهيد على مدى عام كامل تغطية ثمن نوع واحد من الأدوية وحاجيات مرضاهم الأخرى وخاصة أن علبة الحفاضات الواحدة قد تجاوز سعرها الـ25 ألف ليرة والتي يتم استهلاكها خلال أيام معدودة.
ولفتوا إلى أن مريض الشلل الدماغي واحد سواء كان من الفئة الأولى أو الثانية أو الثالثة متسائلين لماذا لا يتم تقديم المنح المالية لذوي الإعاقة أسوة بما يتم تقديمه من منح لشرائح عديدة من المجتمع.
كما أشارت الأسر التي يعاني أبناؤها من أمراض التوحد أو متلازمة داون أو الصمم وصعوبة النطق من عجزهم عن إرسال أبنائهم(ذوي الإعاقة) إلى معهد الصم والبكم في مدينة السويداء رغم ما يقدمه المعهد من متطلبات أبنائهم العلاجية وبالمجان لعدم توافر وسيلة نقل مجانية من قبل مديرية الشؤون الاجتماعية واستحالة تأمين نقل أبنائهم على حسابهم نظراً لارتفاع أجور النقل وخاصة من المناطق البعيدة.
وطالب أهالي مدينة صلخد بضرورة افتتاح معهد للصم والبكم في المدينة مع عدد المرضى الكبير من أبنائهم رغم توافر المكان المخصص لافتتاحه مع الكادر المختص ما يضطر الأهالي إلى وضع أبنائهم ضمن معاهد خاصة قريبة على مكان إقامتهم رغم تكلفتها العالية إلا أنها تبقى أقل من أجور النقل.
مدير الشؤون الاجتماعية والعمل في السويداء سامر بو حصاص أكد لـ«الوطن» مراجعة أهالي ذوي الإعاقة المستمر للمديرية للسؤال عن إمكانية رفع الإعانة المقدمة سنويا ولمرة واحدة أو أن تكون شهرية ولو بمبالغ محددة، لافتاً إلى أنه رغم تحويل الكثيرين من الأهالي إلى الجمعيات الأهلية لتقديم المعونة بحسب قدرة تلك الجمعيات إلا أنها ما زالت عاجزة عن تغطية ابسط متطلبات ذوي الإعاقة بسبب التكاليف المرتفعة وخاصة للحفاضات.
وأكد مخاطبة وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل لإقامة ورشات لتدوير الحفاضات بعد تامين مادة الحشوات ولو بمساعدة الجهات المانحة لأن إقامة مثل هذه الورشات تخفف عبئاً كبيراً عن الأهالي علماً بوجود ورشة لإعادة تدوير الحفاضات للعجزة وذوي الإعاقة قامت بها جمعية تنمية المجتمع المحلي في السويداء إلا أنها عاجزة عن تغطية احتياجات المرضى والعجزة على ساحة المحافظة.
أما ما يتعلق بإقامة معهد لذوي الإعاقة في صلخد أكد أنه مطلب محق نظراً للتكاليف العالية للنقل علماً بوجود دراسة متكاملة تم إرسالها للوزارة لإحداث المعهد مع وجود دراسات موثقة لـ25 طفلاً من ذوي الإعاقة في صلخد، مشيراً إلى أن المكان متوافر ضمن مديرية الشؤون إضافة إلى تأمين التمويل من إحدى المنظمات المانحة إلا أن الموافقة لم تأت لتاريخه.
وبالنسبة للنقل فأكد بو حصاص أن ما تم رصده من ميزانية لمديرية الشؤون لكامل السنة لم يتجاوز الـ12 مليون ليرة الأمر الذي فرض التعاقد مع 3 باصات فقط لنقل الأطفال ذوي الإعاقة إلى المعهد وضمن المدينة فقط بواقع مليون ونصف مليون شهرياً لكل باص ما أدى إلى عجز المديرية عن تأمين النقل من القرى أو المناطق المحيطة بالمدينة.
وأشار بو حصاص إلى وجود معهد للإعاقة الذهنية والشلل الدماغي على مستوى المنطقة الجنوبية في السويداء إلا أنه لم يتم وضعه بحيز الاستثمار بسبب تعرضه للسرقات ورفض لجنة الاستلام النهائي استلام المبنى الأمر الذي يفرض إعادة النظر بواقع المعهد لاستثماره ولو بالتشاركية مع إحدى الجهات الحكومية.