مع تواصل الاشتباكات في الخرطوم … طرفا الصراع في السودان يبدأان مفاوضات في جدة وفق المبادرة السعودية- الأميركية
| وكالات
بينما أعلنت السعودية والولايات المتحدة في بيان مشترك أن محادثات بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» ستجري في السعودية، رحبت الأخيرة بوجود ممثلين عن الطرفين في مدينة جدة وأعربت عن الأمل بأن يقود الحوار لإنهاء الصراع في السودان، على حين أوضح مصدر سعودي أن المفاوضات ستجري بشكل غير مباشر وليس وجهاً لوجه.
وفي تغريدة له على «تويتر»، رحب وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، «بوجود ممثلين من القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في مدينة جدة للحوار حول الأوضاع في بلادهم».
وأعرب ابن فرحان، عبر حسابه على «تويتر»، عن «أمله بأن يقود هذا الحوار إلى إنهاء الصراع، وانطلاق العملية السياسية، وعودة الأمن والاستقرار إلى جمهورية السودان».
وأكد أن استضافة السعودية لهذه المحادثات، هي نتاج تكاتف دولي وبجهود حثيثة مع الولايات المتحدة الأميركية وبالشراكة مع دول المجموعة الرباعية، والشركاء من الآلية الثلاثية.
وقبل ذلك، أكدت الرياض وواشنطن في بيان مشترك، وفق قناة «الميادين»، أن محادثات بين ممثلين عن القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع ستجري، السبت، في السعودية.
ورحبت الولايات المتحدة والسعودية في البيان بـ«بدء المحادثات الأولية» في جدة، بين طرفي الصراع، وحثتا الجهتين على «الانخراط الجاد» في هذه المحادثات وصولاً إلى «وقف لإطلاق النار وإنهاء النزاع».
من جانبه، رحب المتحدث باسم العملية السياسية بالسودان، خالد عمر، أمس، بمباحثات جدة بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، وأعرب عن أمله بأن «تتوصل هذه المباحثات لوقف كامل لإطلاق النار يمهد لحل سياسي شامل ينهي معاناة شعبنا ويحافظ على وحدة الدولة ومؤسساتها ويحقق السلام والحرية والعدالة».
بدوره، قال المحلل السياسي السعودي، عبد اللـه العساف، في تصريحات لـ«سبوتنيك»: إن «طرفي الصراع لن يتقابلا وجهاً لوجه»، لافتاً إلى أن «كل طرف سيقوم بمقابلة الجانب السعودي والأميركي على حدة، وإيصال وجهة النظر التي يحملها من الطرف الذي يمثله، وبالتالي سيتم التفاوض عن طريق وسيط وليس بشكل مباشر».
وأضاف: من «المتوقع أن هذه المفاوضات قد تُفضي لهُدنة شبه حقيقية، وهُدنة مطولة يتوقف فيها إطلاق النار وتعود الحياة في السودان تدريجياً إلى طبيعتها».
إلا أن العساف لفت في الوقت ذاته إلى أن «الأمور تبقى متوترة وقابلة للاشتعال، لأن ما بُني عليه الاتفاق من أرضية هشة وتداعيات كبيرة وتعقيدات ربما يجعل الأمور تسير نحو التصعيد أكثر من التهدئة».
وفي وقت سابق أول من أمس، أعلن الجيش السوداني إرسال مفاوضين إلى مدينة جدة، من أجل البحث في وقف إطلاق النار، ورغم الهدنة التي تعهّد طرفا الصراع بالالتزام بها، والتفاؤل بالحوار المرتقب، احتدمت المعارك على الأرض.
وهزت أمس انفجارات وسط منطقة الخرطوم بحري، في حين تصاعدت أعمدة الدخان في سماء حي الوابورات. وقال الجيش في بيان: إن «المتمردين هاجموا منطقة الخرطوم بحري العسكرية ومنطقة العاصمة العسكرية»، مؤكداً أن قوات الجيش صدت الهجوم.
كما أكد الجيش السوداني أن قوات الدعم السريع «أجبرت مهندسين على تعطيل محطات التحكم بالكهرباء والمياه»، ما أدى إلى انقطاعهما عن مناطق واسعة في البلاد.
وقال: إن قوات «الدعم السريع»، استمرت بخرق الهدنة المعلنة، وقامت بعدد من الانتهاكات، واتهمها بنهب وحرق مجمع عفراء التجاري، وكسرِ ونهب بنك الخرطوم بالفتيحاب.
وأضاف الجيش: إن عناصر من «الدعم السريع» احتلت مقر الملحقية العسكرية للسفارة السعودية بحي الرياض، وتمركزت فيه قوة على متن 17 عربة مسلحة.
في المقابل، أعلنت قوات الدعم السريع في بيان استعادة خدمة الكهرباء بعدد من ولايات ومدن شرق ووسط السودان، بمعاونة مهندسين وفنيين لإصلاح خطوط الإمداد، متهمةً طيران الجيش بتدمير تلك الخطوط ومن وصفتهم بـ«كتائب الظل والفلول».
كذلك، أكدت قوات الدعم السريع أنها تواصل العمل مع فريق هندسي كبير لإصلاح الخلل في محطة مياه بحري «لاستعادة الخدمة لجميع المواطنين».
جاء ذلك وسط تحذيرات من تحول المؤسسات الطبية في السودان إلى ساحات مواجهة، إذ طالبت نقابة أطباء السودان أطراف النزاع بمنع الوجود المسلح في المرافق الطبية أو قربها. ورفضت -في بيان- أي وجود عسكري مسلح داخل المؤسسات الطبية المدنية.
وقالت النقابة: إن الوجود العسكري داخل المؤسسات الطبية أو استخدامها منصات للقصف يحوّلها إلى ساحة معركة، مشيرةً إلى أنها تعالج المصابين من الطرفين المتنازعين، ولا تسمح لأي طرف بالتدخل في القرار المهني.
وأفادت نقابة الأطباء بارتفاع عدد الضحايا المدنيين نتيجة الصراع إلى 473 قتيلاً و2454 مصاباً.
كما ذكر مدير مستشفى الدولي بالخرطوم بحري، أنهم يعانون نقصاً حاداً في المستهلكات الطبية، ويخشون من التوقف عن العمل في ظل استمرار الحرب. وأطلق نداء للشركات الطبية لفتح أبوابها ومدهم بالمستلزمات الطبية وخدمة المياه التي ما زالت «غير متوفرة».
من ناحيتها، قالت الأمم المتحدة: إن نحو «19 مليون شخص في السودان قد يعانون سوء تغذية حاداً خلال الأشهر المقبلة».
وأشارت منظّمة الأمم المتّحدة للطفولة، «يونيسيف»، في وقت سابق أمس، إلى تقارير تُفيد بسقوط 7 أطفال كل ساعة بين قتيلٍ وجريح.
وأضافت المنظمّة الأممية إنها تلّقت تقارير من «شريكٍ موثوق به» – لم تتحقّق منها الأمم المتّحدة بصورة مستقلة بعد – تفيد بأن 190 طفلاً قُتلوا و1700 آخرين أصيبوا بجروح خلال الأيام الـ11 الأولى من القتال.
ومنذ 15 نيسان الماضي، أسفر القتال بين الجيش، بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات «الدعم السريع»، بقيادة محمد حمدان دقلو «حميدتي»، عن سقوط نحو 700 قتيل وآلاف الجرحى، في العموم حسب مجموعة بيانات مواقع النزاع المسلّح وأحداثه «إيه سي أل أي دي».