في محاولة لإيجاد مكان له في التسوية السياسية، بعد الانفتاح العربي على سورية واستعادة مقعدها رسمياً في جامعة الدول العربية، أبدى ما يسمى «مجلس سورية الديمقراطية- مسد»، الذراع السياسي لميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» أمس ترحيبه بأي تحرك دولي وعربي بشأن ما سماه «القضية السورية»، في إشارة على اجتماعات جدة وعمان ومجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري في القاهرة.
وتعقيباً على إعادة سورية إلى الجامعة في اجتماع مجلس الجامعة على المستوى الوزاري برئاسة مصر في دورته غير العادية الذي انعقد أول من أمس في القاهرة، أصدر «مسد» بياناً نقلته وكالة «هاوار» الكردية، قال فيه: إنه «يتابع باهتمام بالغ التطورات الدولية والإقليمية وانعكاساتها المباشرة على الشأن السوري والأزمة العميقة التي يعيشها السوريون على المستوى الإنساني، نتيجة لتدهور الأوضاع الأمنية وتردي الحالة الاقتصادية التي لا يمكن تداركها والتعافي منها دون معالجات صحيحة لأسبابها، وبما يؤسس لإعادة بناء مؤسسات الدولة وفق آليات وطنية ديمقراطية تؤمّن تشارك جميع السوريين في إدارة شؤون بلادهم».
ادعى «مسد»، أن الفساد أنهك هيكل الدولة وخسرت سورية خيرة كوادرها وخبراتها وفعالياتها واستنزفت الحرب اقتصادها ودمرت الروابط بين السوريين.
واعتبر أن معظم المساعي الدولية التي بُذلت بهدف حل الأزمة السورية قد أُحبطت نتيجة للتعارض الحاد في المصالح الإقليمية والدولية، ونتيجة لعدم مراعاة المصالح العليا والأساسية للشعب السوري.
وادعى أن ما سماه «القضية الديمقراطية» في البلاد لا تزال القضية الرئيسة ودونها لن تتمكن سورية من استعادة عافيتها وإعادة هيكلة مؤسساتها الوطنية بالشكل السليم!
وقال: «يرحب مجلس سورية الديمقراطية بأي تحرك دولي وبشكل خاص الاهتمام الدولي العربي بالقضية السورية والمتمثل مؤخراً باجتماع جدة 14 نيسان واجتماع عمان 1 أيار، وآخرها اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري برئاسة مصر في دورته غير العادية المنعقد في 7 أيار في العاصمة المصرية القاهرة، على أن تراعي هذه الخطوات مأساة السوريين التي لا يمكن أن تنتهي من دون عملية سياسية متكاملة» على حد تعبيره.
واعتبر «مسد»، أنه لتحقيق العملية السياسية المتكاملة، «لابد أن تشارك الأطراف السورية الوطنية الفاعلة في العملية السياسية من دون إقصاء».
وفي هذا الصدد يذكر أن «مسد» وذراعه المسلح «قسد» متحالفان مع قوات الاحتلال الأميركي، ويقومان بسرقة مقدرات الشعب السوري من قمح ونفط، ويمارسان مع الاحتلال انتهاكات كبيرة وظالمة بحق المواطنين في مناطق سيطرتهم.
وختم «مسد» بيانه بالقول: «إن مجلس سورية الديمقراطية يبدي كامل استعداده للتعاون ودعم العملية السياسية على أن تتمثل فيها الأطراف الوطنية الفاعلة وبما يحقق الأهداف الأساسية للسوريين وينهي مختلف الآثار السلبية للأزمة بما يجعل سورية بلداً آمناً ومستقراً ومصدراً للاستقرار والسلام في عموم المنطقة».