سورية

على خلفية حملة اعتقالات في صفوف «حزب التحرير» ومقتل أحد إرهابييه … مواجهات الأهالي مع «النصرة» تتسع في إدلب

| حلب- خالد زنكلو

اتسعت دائرة المواجهات بين الأهالي وتنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي، الذي تشكل ما تسمى «هيئة تحرير الشام» واجهته الحالية، في مناطق متفرقة من إدلب، على خلفية حملة اعتقالات نفذها التنظيم شمال المحافظة ضد مسلحي «حزب التحرير»، الذي يدعو لإقامة ما يسميه «خلافة إسلامية»، وأدت إلى مصرع أحد إرهابييه.

وقالت مصادر محلية في إدلب لـ«الوطن»: إن المواجهات، التي بدأت مساء أول من أمس في بلدة دير حسان شمال إدلب بين مسلحي «القوة الأمنية» التابعة لـ«النصرة»، امتدت أمس إلى بلدتي كللي وترمانين المجاورتين ثم إلى مدينتي أريحا وإدلب قبل أن تصل إلى قرى وبلدات في جبل الزاوية جنوبي المحافظة، وبخاصة البارة.

وتوقعت المصادر أن تمتد المواجهات إلى مدن وبلدات شمال غرب إدلب، مثل دركوش وحارم وسلقين وكفرتخاريم التي ينشط فيها «حزب التحرير»، الذي فشل منذ تأسيسه نهاية 2012 في تشكيل فصيل مسلح واقتصر نشاطه على الدعوة لـ«الخلافة» في ما يسميه «ولاية سورية»، وذلك بعد حملة اعتقالات طالت أكثر من 20 من مسلحيه قبل عام في المنطقة الحدودية مع تركيا.

ورأت المصادر أن سبب اتساع خريطة المواجهات بين «النصرة» والأهالي ليس سببه فقط حملات الاعتقال في صفوف «الحزب» السلفي، الذي يواظب منتسبوه ومتزعموه على انتقاد تعديات وتجاوزات «النصرة»، بل تنامي السخط الشعبي ضد التنظيم وسط ارتفاع أعداد المعتقلين في سجونه في الآونة الأخيرة أثر ذيوع المناشير المناهضة له في عموم أرجاء المحافظة.

وقدرت أعداد الجرحى في صفوف المدنيين بسبب مواجهات اليومين الماضيين بأكثر من 20 جريحا، نقل معظمهم إلى مشاف ميدانية، ورجحت اعتقال أكثر 70 شخصاً نصفهم تقريباً من «حزب التحرير» المناوئ للتنظيم.

في دير حسان، والتي انطلقت منها شرارة المواجهات، ذكرت مصادر أهلية لـ«الوطن» أنه وعقب حملة اعتقالات شنها «النصرة» في صفوف مسلحي «حزب التحرير» وتخللتها عمليات تخريب وسرقة في المنازل التي جرت مداهمتها، وهاجم مسلحون يعتقد أنهم من الحزب مساء أول من أمس سيارة عسكرية لمسلحي التنظيم بالأسلحة الرشاشة، ما أدى إلى مقتل أحدهم وجرح اثنين آخرين، أعقب ذلك حملة تمشيط واعتقال نفذها أمنيوه وأفضت لاعتقال ما يزيد على 10 مدنيين.

وأشارت المصادر إلى أنه وإثر حملة الدهم، خرج الأهالي في مظاهرة ليلية، وتجمعوا في ساحة البلدة لإصدار بيان مصور ضد انتهاكات التنظيم، الذي استخدم القوة لتفريقهم وتسبب بجرح عدد منهم، نقلوا إلى المشافي الميدانية.

وأضافت: إن «النصرة» واصل أمس حملة اعتقالاته في دير حسان وكللي، ووصل عدد المعتقلين إلى أكثر من 25 مدنيا حتى ساعة كتابة هذا التقرير مساء أمس ، مع استمرار حال السخط والتجييش في نفوس السكان الذين لم يتوقفوا عن الخروج بمظاهرات منددة بانتهاكات التنظيم ضدهم، وفي مقدمتها اللجوء إلى العنف المفرط والاعتقال لمجرد انتقاد ممارساته الهمجية.

وفي السياق ذكرت وكالة «نورث برس» الكردية أن العشرات من سكان مدينتي إعزاز ومارع المحتلتين من الجيش التركي شمالي حلب تظاهروا مساء الأحد رفضاً للاعتقالات العشوائية التي ينتهجها «النصرة» بريف إدلب.

ونقلت الوكالة عن مصدر خاص أن مظاهرة مسائية خرجت في مدينة إعزاز، تندد بطريقة الاعتقال العشوائية للسكان في ريف إدلب من أجهزة الأمن التابعة لـ«النصرة».

وأضاف المصدر: إن المتظاهرين أكدوا رفضهم التام لعشوائية الاعتقالات في ريف إدلب والتي تأتي بهدف فرض السيطرة بالقوة على المنطقة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن