اقتصاد

التأمين على الحياة «أي حياة»؟ … محمد لـ«الوطن»: منفعي وليس تعويضياً وقيمته تتحدد بقدرة الشخص على تسديد الأقساط وليس على قيمة حياته

| نوار هيفا

ما تزال ثقافة التأمين بمختلف أشكاله ضعيفة في سورية، إذا ما استثنينا التأمينات الإلزامية، لكن يبدو أن كارثة الزلزال الأخيرة بدأت بتغيير هذه الثقافة ولو بشكل طفيف بعد الخسائر الكبيرة بالأرواح والممتلكات.

مواطنون مستفيدون من خاصية التأمين على الحياة بينوا لـ«الوطن»، أن حدود التأمين يجب ألا تتوقف عند حدود التأمين الطبي أو التأمين الإجباري على السيارة، بل يجب أن تتوسع لتشمل أوجه التأمين المختلفة، إضافة للتفكير ملياً بموارد ومصادر دخل تكفي الحاجة بعد الخروج إلى سن التقاعد، وخاصة أن الكثيرين يشكون ضيق الحال في هذه السن الحرجة التي تحتاج لرعاية واهتمام وتزيد فيها النفقات.

بينما يستهجن البعض فكرة التامين على الحياة معتبراً أنها تحضير جنازة سابقة لأوانها، دون التفكير بإيجابيات التأمين على الصعيد العام والشخصي.

مدير هيئة الإشراف على التأمين رافد محمد بين أن التأمين على الحياة يعتبر من أهم أنواع التأمين، إضافة لخصوصيته عن باقي أنواع التأمين، حتى إن تنصيف التأمين بمختلف بلدان العالم يتم عبر تأمينات حياة وتأمينات عامة.

وأوضح محمد أن أحد أوجه الخصوصية في التأمين على الحياة هو طريقة التسعير فهو تأمين منفعي وليس تعويضياً، فحياة الإنسان لا يمكن تعويضها بثمن، كما أن قيمة مبلغ التامين تتحدد بموجب رغبة المؤمن له وقدرته على سداد الأقساط وليس على تقييم قيمة الحياة، مضيفاً إن التأمين على الحياة يمكن الإنسان من شراء عدة وثائق تأمينية من عدة شركات تأمين وعند وقوع الحادث المخطط تأمينياً يحصل على عدة مبالغ تأمين بمجموع المبالغ التي أمّن عليها، أما باقي أنواع التامين فيحصل المؤمِّن إذا اشترى عدة وثائق تأمين لأحد الممتلكات على تعويض واحد بقيمة ما تضرر.

وأشار محمد إلى أن ما يميز التأمين على الحياة أيضا أنه تأمين طويل الأجل تصدر وثيقته لسنوات طويلة بالتالي إمكانية استثمار أموال تأمينات الحياة وطرق استثمارها مختلفة كلياً عن استثمار أموال التأمين الأخرى، لأن أموال التأمين بباقي فروع التأمين سنوية لها احتمالية التجدد، وعليه فإن إستراتيجية الاستثمار جميعها تختلف اختلاف جذري بين تأمينات الحياة وباقي أنواع التأمين، وعليه ممكن أن يسهم التأمين على الحياة بأمواله وأقساطه بشكل أكبر بالتنمية الاقتصادية الوطنية.

وبين محمد أن أنواع التأمين على الحياة هي تأمين من الوفاة وهناك جانب استثماري وهو ما يسمى تأمين الحياة المختلط وفيه تتضمن وثيقة التأمين سداد مبلغ التأمين في حالة الوفاة إضافة لحصول المؤمَّن له على عوائد سنوية من هذه البوليصة وكأنها وديعة مصرفية، أي يقوم المؤمِّن باستثمار فوائد البوليصة والتأمين على حياته بقسط التامين، ويمكنه تصفية بوليصة التأمين والحصول على عوائدها، كما أن مبلغ التعويض يدفع للورثة أو للشخص المستفيد والمحدد من المؤمَّن له في بوليصة التأمين، ويمكن أن يحدد أكثر من مستفيد في البوليصة، والأغلب في تعداد المستفيدين أن يكون المستفيد الأول هو بنك إذا كان المؤمَّن له مقترضاً من هذا البنك فيما تبقى من رصيد القرض.

وأوضح محمد أن أي مواطن يمكنه الاستفادة من التأمين على الحياة ضمن شروط البوليصة بما فيها شروط العمر وفق كل شركة تأمين وفق بنود الخطر المحقق، وكل ما تنفذ فيه الاحتمالية لا يمكن تأمينه كالأمراض الخطيرة إذا كانت الحالة سابقة للتأمين، كما أن أغلبية وثائق تأمين الحياة تغطي تأمين الوفاة لأي سبب، عدا ما هو مستثنى صراحة «كالانتحار، وحالة الوفاة نتيجة الاشتراك الإيجابي في الحرب».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن