عربي ودولي

موسكو حذّرت من تدهور العلاقات مع طوكيو … بوتين في الذكرى الـ 78 ليوم النصر: هزمنا الإرهاب.. ولن نسمح للغرب بتدمير روسيا

| وكالات

أكّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الثلاثاء، أن حرباً جديدة تشنّ على روسيا من خصومها والهدف منها تفكيكيها وتدميرها لكن روسيا لن تسمح بذلك وستحمي الوطن وشعب دونباس، مضيفاً: إن كييف أصبحت رهينة لانقلاب وورقة مساومة في يد الغرب، في حين حذرت سفارة روسيا في اليابان من تدهور العلاقات بين موسكو وطوكيو.
وقال بوتين، في كلمة له خلال العرض العسكري لإحياء الذكرى الـ78 ليوم النصر على النازية والذي أقيم في الساحة الحمراء في موسكو، إن بلاده هزمت الإرهاب الدولي، مشدداً على أنها ستحمي سكان دونباس وتضمن أمنها.
وأشار بوتين أنه بالنسبة لروسيا لا توجد شعوب صديقة وغير صديقــة في الغـرب ولا في الشرق، مشيراً إلى أن المعارك المصيرية بالنسبة للشعب الروسي كانت دائماً مقدّسة، وتابع بالقول «نحن واثقون من الوصول إلى النهايــات والنتائج الأخلاقية».
ورأى بوتين أن «العالم يشهد نقطة تحوّل»، مؤكداً أن «هناك الآن تحركاً نحو عالم أكثر عدلاً»، وشدد على أن هناك إمكانية للتطور لجميع البلدان والشعوب.
وأضاف: إن هذا العيد لأجدادنا ولأبنائنا الذين دافعوا عن الوطن وأنقذت تضحياتهم وشجاعتهم البشرية من النازية، واليوم تقف الحضارة العالمية من جديد أمام مثل هذا التحدي، فقد اندلعت حرب حقيقية أخرى ضد وطننا ونحن كنا قد حاربنا الإرهاب الدولي وهزمناه، وسنحمي أيضاً سكان دونباس وسنضمن أمننا.
وأوضح بوتين أن أعداء روسيا يريدون تدميرها وإعادة كتابة نتائج الحرب الوطنية العظمى مدفوعين بإيديولوجية التفوق الإجرامية، حيث تثير نخب العولمة الغربية الصراعات والانقلابات الدموية وتزرع كراهية روسيا وتستخدم النازية، مبيناً أنه بالنسبة لموسكو فإن أي إيديولوجية تفوق غير مقبولة ولا توجد شعوب صديقة وغير صديقة في الغرب ولا في الشرق، كما أن موسكو تريد أن ترى مستقبل العالم أكثر سلاماً وعدلاً واستقراراً للجميع.
ولفت بوتين إلى أن الغرب يريد أيضاً تدمير الأسرة والقيم التقليدية التي تجعل الإنسان إنساناً، وكل ذلك من أجل الاستمرار في فرض إملاءاته وإرادته على الشعوب، موضحاً أن الغرب نسي ما الذي أدت إليه مطامع النازيين بالسيطرة على العالم، ونسي من هزم هذا الشر الفظيع الشامل والذي وقف كجدار من أجل وطنه ولم يدخر حياته من أجل تحرير شعوب أوروبا، حيث نسف النصب التذكارية للجنود الذين كانوا قد حرروا البلاد من النازية، محاولاً تحريف نتائج الحرب العالمية الثانية ونسف نظام الأمن العالمي والقانون الدولي وخنق أي مراكز تنمية ذات سيادة.
وأشار بوتين إلى أن استعلائية الغرب ستتحول إلى مأساة وهذا هو سبب الكارثة التي يعيشها الشعب الأوكراني الآن، والذي أصبح رهينة لانقلاب نظام كييف ومخططات الغرب.
وأعرب بوتين عن تقديره البالغ لحضور قادة دول رابطة الدول المستقلة العرض العسكري في موسكو، قائلاً: «من المهم جداً أن يجتمع زعماء بلدان رابطة الدول المستقلة هنا في موسكو اليوم، أرى في هذا موقفاً ممتناً تجاه إنجاز أسلافنا الذين قاتلوا معاً وانتصروا وهزموا الفاشية معاً، كل شعوب الاتحاد السوفييتي ساهمت في تحقيق النصر المشترك وسنتذكر ذلك دائماً»، مضيفاً: إن «المعارك المصيرية بالنسبة لشعبنا كانت دائماً مقدسة ونحن واثقون من الوصول إلى النهايات والنتائج الأخلاقية».
وشارك في العرض العسكري أكثر من عشرة آلاف فرد و125 قطعة من المعدات العسكرية، وشهدت الساحة الحمراء مرور مدرعات من طرازي «تيغر» و«تايفون أو» ومنظومات صواريخ «اس 400» للدفاع الجوي، وناقلات جنود مدرعة «بي تي إر/82 آ» وصواريخ عملياتية تكتيكية «إسكندر/إم» ومنظومات صواريخ أرضية متنقلة «يارس»، وكذلك ناقلات جند مدرعة جديدة من طراز بوميرانغ.
ولم يشارك سلاح الجو الروسي في العرض هذا العام، وختمت الاحتفالات بيوم النصر بإطلاق ألعاب نارية في الساعة العاشرة مساء أمس.
بدورها شهدت مدن عدة في رابطة الدول المستقلة فعاليات واحتفالات بمناسبة الذكرى الـ 78 للنصر على النازية في الحرب الوطنية العظمى عام 1945.
وذكر موقع «روسيا اليوم» أن مسيرة الفوج الخالد التي تنظم الاحتفال بيوم النصر خرجت في بشكيك عاصمة قرغيزستان بمشاركة أكثر من 10 آلاف شخص، فيما شهدت عواصم أقاليم البلاد أيضاً مسيرات مشابهة.
وفي كازاخستان، وضع عمدة ألماآتا أكبر مدن البلاد إكليلاً من الزهور على الشعلة الخالدة في نصب المجد العسكري، وذلك بحضور محاربين قدامى وغيرهم من أبناء المدينة وضيوفها، كما نظم مواطنون فعاليات احتفالية في مناطق أخرى من كازاخستان رفعوا خلالها راية النصر الحمراء.
وفي طشقند، عاصمة أوزبكستان جرت مراسم وضع الزهور على ضريح الجندي المجهول، فيما شارك مئات الأشخاص في تركمانستان في مسيرة الفوج الخالد التي نظمت في العاصمة عشق آباد.
وفي مولدوفا، تجمع مواطنون في العاصمة كيشيناو عشية عيد النصر حول النصب التذكاري لأبطال الحرب وأضاؤوا الشموع إحياء لذكراهم.
على خط موازٍ، قال رئيس مجلس الدوما الروسي فياتشيسلاف فولودين: إن الغرب يحاول محو الذاكرة التاريخية للشعوب من خلال استبدال «يوم النصر» بما يسمى «يوم أوروبا»، وفرضه على الشعب الأوكراني.
ونقلت وكالة «نوفوستي» عن فولودين قوله في تصريح أمس: إن يوم النصر عيد يوحد شعوب الاتحاد السوفييتي الذي تصدى للنازية وأنقذ العالم من براثنها، وكل ذلك يثير أعصاب سلطات واشنطن وبروكسل ويقض مضاجعها فيحاولون محو الذاكرة التاريخية واستبدال هذا اليوم بـ«يوم أوروبا» لمواطني أوكرانيا.
وأشار فولودين إلى أن نظام كييف تصرف بشكل سيئ تجاه الذين ضحوا بحياتهم من أجل تحرير العالم من الفاشية، فحول الأوكرانيين إلى بضاعة يتاجر بها حلف الناتو، من خلال تدمير الثقافة الوطنية وحظر اللغة الروسية التي يتحدث بها أغلبية السكان، ويعمل الآن على إعادة كتابة التاريخ محولاً أوكرانيا لمستعمرة أميركية»، معتبراً أن أي دولة لا تكرم إسهامات أبطالها وذاكرة من بفضلهم تعيش اليوم لا يمكن أن يكون لها مستقبل.
وأول من أمس، أعلن رئيس نظام كييف فلاديمير زيلينسكي أنه قدم مشروع قانون إلى البرلمان يقترح فيه أن يكون الثامن من أيار يوم الذكرى والنصر على النازية في أوكرانيا، كما وقّع أيضاً مرسوم الاحتفال بيوم الـ 9 من أيار بما يسمى «يوم أوروبا».
وفي سياق آخر، قال القائم بالأعمال الروسي في اليابان غينادي أوفيتشكو: إن العلاقات بين موسكو وطوكيو لا تشهد أي تغييرات إيجابية، بل توجد نزعة نحو تدهور هذه العلاقات.
ونقل موقع «روسيا اليوم» عن أوفيتشكو قوله في تصريح أمس: «قام الجانب الياباني تحت ذرائع مختلقة ولا أساس لها، بفرض قيود شخصية غير مشروعة، وقطع الاتصالات في عدد من المجالات، وجمد احتياطيات الذهب والعملات الأجنبية للبنك المركزي الروسي، وألغى معاملة الدولة الأكثر تفضيلاً في التجارة، وشرع في فرض قيود على الاستثمار وفرض حظر على تصدير واستيراد مجموعة واسعة من السلع، ووضع سقف سعر للمنتجات النفطية الروسية، وقام بإبعاد العديد من الدبلوماسيين الروس».
وشدد أوفيتشكو على أن طوكيو أعلنت في الواقع صراحة رغبتها في اتباع سياسة تضر بروسيا، مضيفاً: لا نشهد فقط أي تغييرات إيجابية في المسار العدائي العلني للجانب الياباني، بل نلاحظ وجود اتجاه نحو مزيد من التدهور في الوضع، وبصفتها الدولة المضيفة لفعاليات مجموعة السبع، حددت اليابان لنفسها هدف قيادة جهود الشركاء لزيادة الضغط على موسكو وزيادة الدعم لنظام كييف.
يذكر أنه في عام 2023، انتقلت رئاسة مجموعة الدول الصناعية السبع إلى اليابان وعقب اجتماع في كارويزاوا اليابانية حيث أدلى وزراء خارجية الدول المشاركة في المنظمة بتصريحات تصعيدية مناهضة لروسيا، ووعدوا بمواصلة العقوبات الصارمة ضد موسكو والإبقاء على تجميد الأصول الروسية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن