مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأميركية ودخول البلاد في السنة الانتخابية، قامت صحيفة «واشنطن بوست» و«شبكة أي بي سي» الاخبارية باستطلاع واسع للرأي طرحت فيه أسئلة كثيرة قد تساعد على التنبؤ في أي اتجاه قد تسير الانتخابات الرئاسية القادمة.
يواجه الرئيس الأميركي جو بايدن تحديات كثيرة ومعقدة بعد الإعلان عن انطلاق حملته، فقد أظهر استطلاع الرأي أن شعبية الرئيس بايدن الإجمالية تراجعت كثيراً وأن عدداً كبيراً من الأميركيين يشككون في قدرات الرئيس العقلية والصحية.
على الرغم من أن حملة بايدن تحاول منذ البداية التركيز على ما تسميه «أجندة الحرية» لتوجيه الناخبين بعيداً عن تحفظاتهم على الرئيس وبذلك جعل الانتخابات القادمة خيارا وليس استفتاءً، إلا أن الكثير من الديمقراطيين يقولون إنهم يفضلون أن يرشح حزبهم شخصاً آخر غير بايدن لخوض الانتخابات الرئاسية القادمة، فقد قال ٤٧ بالمئة من الديمقراطيين المستطلعة آراؤهم إنهم يريدون ترشيح شخص آخر، و٥٨ بالمئة من المتعاطفين مع الديمقراطيين و٧٧ بالمئة من المستقلين المتعاطفين مع الديمقراطين يريدون ترشيح شخص آخر. وهبطت نسبة الموافقة على تأدية الرئيس لعمله من ٤٢ بالمئة في شباط الماضي إلى ٣٦ بالمئة الآن، ما يعتبر تقييما واسعاً وسلبياً له كمرشح لإعادة الانتخاب.
صحيح أنه في عهد بايدن شهد الاقتصاد الأميركي نموا في الوظائف وانخفاضا في البطالة، لكنه شهد أيضاً تضخما مرتفعا، وصحيح أن التضخم انخفض في الأشهر الأخيرة إلا أن الأميركيين في صفوف الحزب الديمقراطي ما زالوا قلقين من ارتفاع الأسعار وتراجع الأسواق، بالإضافة إلى عدم الثقة في قدرة الاحتياطي الفدرالي على السيطرة على التضخم ما قد يؤدي إلى الركود أو إلى إخفاقات مصرفية.
ورث جو بايدن من سلفه دونالد ترامب اقتصادا منهكا بسبب جائحة كورونا، على الرغم من ذلك يرى ٥٤ بالمئة من المستطلعة آراؤهم أن ترامب قام بعمل أفضل في الملف الاقتصادي مما يفعل بايدن حتى الآن، في حين ٣٦ بالمئة يؤيدون بايدن.
في حال انتخب بايدن لفترة رئاسية ثانية سيكون قد بلغ ٨٢ عاماً ما أثار الكثير من الشكوك حول قدرته الجسدية والعقلية، إذ قال ٦٣ بالمئة إنه غير قادر على اتمام عمله كرئيس للبلاد.
حصل الرئيس بايدن في انتخابات ٢٠٢٠ على ٥١ بالمئة من الأصوات الشعبية في حين حصل دونالد ترامب على ٤٧ بالمئة من الأصوات لكن عندما سئل الأميركيون عن الانتخابات القادمة قال ٤٤ بالمئة من الناخبين إنهم سيصوتون لترامب على حين قال ٣٨ بالمئة إنهم سيصوتون لبايدن. في انتخابات ٢٠٢٠ حظي بايدن بنسبة ٥٤ بالمئة من أصوات المدن على حين يظهر استطلاع «واشنطن بوست» و«أي بي سي» أن ترامب متقدم قليلاً على بايدن بنسبة ٤٥ بالمئة لترامب مقابل ٣٩ بالمئة لبايدن.
يحظى بايدن بتأييد الأميركيين غير البيض على حين يتقدم ترامب ضمن الناخبين البيض إذ يؤيد ترامب ٦٠ بالمئة من الناخبين البيض الرجال غير الجامعيين و٥٦ بالمئة من النساء، على حين يؤيد بايدن ٤٣ بالمئة من الناخبين البيض من الرجال الجامعيين و٥٠ بالمئة من النساء.
يعتقد ٥٦ بالمئة من الأميركيين أن دونالد ترامب مذنب بالتهم الموجهه له، ويعتقد ٤٩ بالمئة من الأميركيين أن هذه التهم تثبت أن لا أحد فوق القانون، على حين يؤمن ٤٤ بالمئة أن هذه القضية هي للنيل من ترامب سياسياً، وبالرغم من هذا يحظى ترامب بالتأييد الأكبر لنيل ترشيح الحزب الجمهوري لانتخابات ٢٠٢٤، حيث يؤيد ٧٥ بالمئة من الجمهوريين دونالد
ترامب و٦٤ بالمئة منهم يؤيدون حاكم فلوريدا دي سانتوس.
تختلف المعايير داخل الحزب الجمهوري نفسه فالناخبون الجمهوريون غير الجامعيين يؤيدون ترامب ٥٦ بالمئة مقابل ٢٢ بالمئة لسانتوس على حين ينقسم المتعلمون بين ٣٦ بالمئة لترامب و٣٣ بالمئة لسانتوس.
يبدو أن هذه الاستطلاعات المتشعبة تساعد قليلاً على رسم صورة مبدئية للانتخابات الرئاسية المقبلة لكن لا أحد يستطيع معرفة في أي اتجاه قد تسير الأمور بشكل حقيقي.