سورية

احتفال في قاعدة حميميم بمناسبة الذكرى الـ 78 لانتصار روسيا على النازية … العماد عباس: نشهد تحولاً عالمياً سيؤدي إلى إنهاء زمن الأحادية القطبية

| اللاذقية - عبير سمير محمود

بمناسبة الذكرى الـ78 للنصر على النازية في الحرب الوطنية الروسية العظمى (1941-1945) «عيد النصر» أقيم أمس احتفال مركزي في قاعدة حميميم بحضور رسمي وعسكري سوري وروسي، أكد خلاله نائب القائد العام للجيش والقوات المسلحة – وزير الدفاع العماد علي محمود عباس أننا نشهد تحولاً عالمياً تحكمه جملة من التطورات المتسارعة والأهداف المتلاحقة ستؤدي إلى وضع بوصلة جديدة في مسار العلاقات الدولية القائمة وإنهاء زمن الأحادية القطبية والهيمنة والتفرد الأميركي- الغربي بالقرار الدولي.

وإضافة إلى العماد عباس حضر الاحتفال، حسب وكالة «سبوتنيك»، محافظا اللاذقية عامر إسماعيل هلال وطرطوس عبدالحليم عوض خليل، وفعاليات شعبية ورسمية من الجانبين السوري والروسي.

وخلال الاحتفال ألقى العماد عباس كلمة نقل فيها تهاني الرئيس الفريق بشار الأسد القائد العام للجيش والقوات المسلحة بهذه الذكرى، وقال: أتوجه «باسم القوات السورية بأحر الأمنيات القلبية بمناسبة ذكرى «عيد النصر» على النازية»، مشيراً إلى أن هذا اليوم يوم تاريخي سطرته بطولات القوات السوفييتية وكتبته إرادة الشعب الروسي البطل.

وأضاف: «إننا نجتمع معاً في جو ملؤه الألفة والمحبة نستذكر بكل اعتزاز مواقف البطولة والشجاعة التي وقفها الشعب الروسي الصامد في مواجهة العدوان النازي في الحرب الوطنية العظمى وننظر بفخر إلى ملاحم البطولة والانتصار التي سطرتها القوات المسلحة السوفييتية دفاعاً عن قيم الحق والعدالة والسلام»، مؤكداً أن روسيا الاتحادية بقيادة الرئيس فلاديمير بوتين تواصل اليوم تمسكها بثوابتها ومواقفها الداعمة لحق الشعوب في الحياة الحرة الكريمة والمدافعة عن الأمن والسلم الدوليين لاسيما في مواجهة الإرهاب العابر للحدود.

وعبّر العماد عباس، عن شكره لروسيا وشعبها وجيشها على الجهود الكبيرة التي يبذلونها منذ سنوات وللتضحيات والبطولات التي أظهروها في تعاون وعمل البلدين المشترك حيث تجسد الوفاء للعلاقات التاريخية الوطيدة بين البلدين الصديقين شعباً وجيشاً وقيادة وساهم وقوف روسيا الاتحادية إلى جانب سورية في حربها على الإرهاب وكذلك دعمها المستمر لاسيما في مواجهة تداعيات الزلزال الذي ضرب عدداً من المدن السورية في تعزيز صمود الشعب السوري في مواجهة الإرهاب والدمار والحصار وفي تمكين الجيش العربي السوري من تحقيق الإنجازات المهمة في القضاء على الإرهاب.

وأوضح أننا نشهد اليوم تحولاً عالمياً تحكمه جملة من التطورات المتسارعة والأهداف المتلاحقة التي ستؤدي بلا شك إلى وضع بوصلة جديدة في مسار العلاقات الدولية القائمة وإنهاء زمن الأحادية القطبية والهيمنة والتفرد الأميركي- الغربي بالقرار الدولي، وأضاف: إننا «ندرك أن الجهود البناءة التي تبذلها روسيا بقيادة الرئيس بوتين إلى جانب الصين وإيران وغيرها من الدول الصديقة ستفضي إلى عصر جديد تحكمه مصالح الشعوب وإرادتها الحرة لا منطق القوة الإمبريالية الغاشمة والمعتدية».

وختم العماد عباس كلمته بالقول: «نتوجه بتحية إكبار وتقدير إلى القوات الروسية الباسلة التي تواجه غطرسة حلف«الناتو» وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأميركية والذين يدعمون النازيين الجدد في أوكرانيا وتحقق الإنجازات وتقدم الشهداء دفاعاً عن العالم، كما فعلت عام 1945 عندما وضعت حداً للزحف النازي المعتدي وخَلَّصَت العالم من شروره وطغيانه، هؤلاء الأبطال يعبرون اليوم عن تاريخ روسيا العريقة وشعبها البطل الذي وقف ويقف بشموخ بوجه مختلف الغزاة والمعتدين».

من جهته، قال العماد أول أندري سردوكوف قائد تجميع القوات الروسية العاملة في الجمهورية العربية السورية: «أهنئكم بمناسبة الذكرى الـ 78 للنصر العظيم، يعتبر هذا العيد مزيجاً من الفرح والحزن والافتخار بوطننا المجيد»، مبيناً أن الشعب السوفييتي هو من حرر شعوب أوروبا من «الطاعون البني»، وكان الجندي السوفييتي هو من انتقم من النازيين لمعاناة ملايين الضحايا للوحشية وعربدة العدو.

وأضاف: «اليوم يكافح جنودنا الشجعان، الفاشية التي تزدهر في أوكرانيا كما كان ينفذ من قبل أجدادنا وأجداد الكبار عام 1941»، مؤكداً أنه تقديراً لأفعال وذكريات المحاربين القدماء، سوف يتم استئصال النازية في كل مظاهرها.

وفي تصريح لـ«الوطن»، قال قائد مجموعة العرض السورية المشاركة بـ«عيد النصر» مع الأصدقاء الروس في قاعدة حميميم العميد أيمن يزبك: «نقدم التهنئة بمناسبة «عيد النصر» للجيش الروسي شعباً وقيادة وهي المرة الثامنة التي نشاركهم الاحتفال بهذا العيد»، مشيراً إلى دور محور المقاومة ودور روسيا والصين وجميع الدول المقاومة ضد المحور الإرهابي.

رئيس فرع التوجيه السياسي والقوى البحرية ورئيس المكتب الإعلامي في المنطقة الساحلية العميد علاء زيدان من جهته أكد في تصريح مماثل لـ«الوطن»، أن الانتصار الذي حققه الاتحاد السوفيتي سابقاً على النازية، يتجدد اليوم من خلال محاربة سورية للإرهاب ومحاربة روسيا الاتحادية للنازية الجديدة في أوكرانيا.

بدوره عبر المتحدث باسم القوات الروسية في قاعدة حميميم ديخكانوف فاليسيلفيتش لـ«الوطن»، عن سعادته بالاحتفال بـ«عيد النصر» في قاعدة حميميم، متحدثاً عن دور جده «البطل بيوتر يفغيني في الجيش الروسي» مع بقية الجنود الذين وصلوا إلى برلين وكان لهم دور كبير في تحرير الأسرى من أيدي النازيين.

وبدأ الاحتفال، بعرض عسكري حملت خلاله فرق المراسم، علم النصر وعلم روسيا الاتحادية، ليستقبل العرض العماد سردوكوف، فيما قاد العرض العسكري نائب قائد تجميع القوات الروسية اللواء إيغور سمول.

وتخلل الاحتفال، عروضاً عسكرية شارك فيها عسكريون سوريون من مرتبات الكلية البحرية وكتائب الاستطلاع والاقتحام وعسكريون قدرت أعدادهم بأكثر من ألفي عسكري سوري وروسي.

واستحضرت العروض ذاكرة «يوم النصر» وأحيت مشاعر الزهو بإرث عريق من ملاحم بطولية لشعب لا يعرف الخضوع ولا الاستسلام.

وتم خلال العروض إجراء محاكاة لحرب سورية- روسية ضد العدو بالذخيرة الحية، وتمت عمليات إنزال جوي ومظلي وعروض للطيران الحربي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن