رياضة

«ذا فويس» الأولمبي

| بسام جميدة

مشهد رقم 1: ملعب معشب ولجنة فنية تجلس على مقاعد محترمة وأمامها طاولة عريضة، ويرتدون اللباس الرياضي وأمام كل عضو ورقة وقلم، وفي جهة أخرى لجنة مماثلة لها مهمة أخرى تبدو أكثر أهمية من الأولى، وعدد من الكاميرات موزعة بعناية، تدخل مجموعة مؤلفة من 27 متسابقا في اليوم الأول، يطلب من كل فرد منهم تقديم مهاراته الكروية عبر عدة فقرات مدروسة بعناية، وفي اليوم الثاني يتكرر المشهد ويدخل 28 متسابقاً، ومن خلالهم سيتم انتقاء المناسب للصعود إلى الأدوار المتقدمة، ومن لم يحالفه الحظ سينال شهادة مشاركة ودعوة ممهورة بخاتم رسمي ستفيده في الاحتراف الخارجي ذات يوم.

المشهد رقم 2: تجميع من تم اختيارهم من المتسابقين وهم معروفون مسبقاً، ليدخلوا معسكراً جديداً وتعود اللجنة الأولى كل إلى عمله ويتقاضون مهمة الانتقاء التي تم تكليفهم بها، مع شهادات محبة وتقدير.

المشاهد الباقية ستكون مكررة عن المشاهد في كل السنوات السابقة، وما يجري في الكواليس لن يتم عرضه للجمهور، ولكن يعرفه المتابعون بدقة تامة.

هذه ليست مشاهد من مسلسل بقعة ضوء، ولا حلقات من ذا فويس أو سوبر ستار لانتقاء المواهب، ولكنها أفكار تطويرية تم ابتداعها من أجل انتقاء المنتخب الأولمبي على غرار ما جرى في منتخب الرجال سابقاً، ولكن هنا على مدى يومين فقط، وفي العاصمة وليس عبر معسكرات في المحافظات. لعلكم تتساءلون عن كيفية الاختيار خلال ساعات قصيرة، وما الفواصل التي قدمها اللاعبون وما القواعد التي تنطبق على هذا أو ذاك، سنترك لكل منكم فرصة التخيل والابتكار الهشة من دون أن تتساءلوا عن سبب تبديل الكوادر الموجودة في المنتخبات في كل مرة وما مؤهلاتهم.

هامش: يبدو أن التجريب أصبح حالة دائمة في كرتنا، والإبداع في العقوبات على النيات حالة ننفرد بها عن غيرنا، كما هي حالنا في قصص تبديل المدربين وتدويرهم في أنديتنا، وكما هو موضوع منع الجمهور من متابعة المباريات وكيفية تسربهم للمنصة على مرأى أعضاء الاتحاد المكلفين بمراقبة المباريات بأجور كاملة وغيرها من القصص الموجعة التي باتت ملازمة لكل المفاصل الرياضية التي تآكلت بفعل التخبطات التي يتم بها إدارة الرياضة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن