بينما تواصلت المحادثات أمس بين طرفي الصراع الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» في مدينة جدة السعودية، وسط تسريبات تحدثت عن توافق الجانبين بشكل مبدئي على وقف إطلاق النار لمدة شهر، هزت انفجارات عنيفة في اليوم السادس والعشرين للنزاع، العاصمة الخرطوم.
وذكر الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم» أن تسريبات من المفاوضات السودانية في جدة، كشفت أن الوساطة الأميركية السعودية توصلت لاتفاق مبدئي بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع»، على وقف إطلاق النار لمدة شهر.
وحسب التسريبات فإن الاتفاق المبدئي الذي قبله الجانبان، يتضمن وقف إطلاق النار لمده شهر وإيقاف القصف الجوي، على أن تكون كل قوة في مكان وجودها وفتح ممرات آمنة لإفساح المجال لعمليات الإغاثة والمستشفيات وفتح الأسواق وعودة الكهرباء والماء، إضافة إلى فتح مطار الخرطوم ونشر قوة مشتركة سعودية أميركية لتأمينه.
ووفق التسريبات ستتواصل خلال الجاري المباحثات بين الطرفين بمشاركة القوى المدنية والرباعية والثلاثية للوصول لاتفاق نهائي وسحب كل القوات المسلحة للطرفين من العاصمة.
وأرسل كل من الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» السبت الماضي، مفاوضين إلى السعودية لإجراء مناقشات «تمهيدية فنية» فقط حول الممرات المؤمنة للمساعدات الإنسانية، لكن حتى الآن لم يصدر أي إعلان في جدة على البحر الأحمر حيث تجري المحادثات.
وغادر مفوض الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث جدة التي كان قد وصلها الأحد، وقد اقترح على الطرفين الالتزام بـ«ضمان مرور المساعدات الإنسانية» عبر إعلان مبادئ، حسب الأمم المتحدة.
التسريبات التي تحدثت عنها مصادر إعلامية، جاءت في وقت تجددت فيه المواجهات في الخرطوم، حيث هزت انفجارات قوية العاصمة صباح أمس حسب ما ذكرت قناة «سكاي نيوز».
وقالت مصادر من أم درمان شمال غرب الخرطوم: «أيقظتنا الانفجارات ونيران المدفعية الثقيلة»، على حين تحدثت مصادر أخرى عن دوي انفجارين كبيرين خلال الليل في أنحاء المدينة التي يبلغ عدد سكانها 5 ملايين نسمة.
وعلى خط مساعي التهدئة، أعلن رئيس الاتحاد الإفريقي غزالي عثماني، أن الاتحاد سيرسل مبعوثاً خاصاً إلى جدة، للمساهمة في التوصل لاتفاق بين طرفي الصراع في السودان.
وخلال اتصال هاتفي بقائد الجيش السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان، أكد غزالي أن الاتحاد يدعم المفاوضات الجارية لتحقيق الاستقرار وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية.
من جهة ثانية، أعلنت «الدعم السريع» أمس إسقاطها طائرة «أبابيل» قرب منطقة الحلفايا، واعتبرت القوات في بيان نشرته، الأربعاء، أنها كبدت من وصفتهم بـ«الانقلابيين» خسائر كبيرة في القوات والعتاد، وفي الوقت نفسه تدور اشتباكات عنيفة بين الجيش والدعم السريع في مدينة بحري وسط تحليق مستمر للطيران الحربي.
وأول من أمس، أعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية استمرار الاشتباكات مع قوات «الدعم السريع» في أجزاء من العاصمة الخرطوم واستقرار الأوضاع في باقي الولايات، على حين أوضحت منظمتان دوليتان أن عدد القتلى جراء الصراع الدائر بلغ 604 أشخاص حتى الآن، في حين بلغ عدد النازحين والمشردين أكثر من 700 ألف شخص.