الاحتلال واصل تصعيده في غزة ونفذ حملة اقتحامات في الضفة.. والجامعة طالبت بردع إسرائيل … ارتفاع حصيلة شهداء العدوان إلى 21 والمقاومة تمطر الكيان بمئات الصواريخ
| وكالات
واصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة المحاصر لليوم الثاني على التوالي واستهدف مختلف مناطق القطاع بقصف جوي وبري ما أدى إلى استشهاد ستة فلسطينيين أمس ليرتفع عدد الشهداء إلى 21، على حين أمطرت فصائل المقاومة الفلسطينية المستوطنات الإسرائيلية في محيط القطاع وفي الأراضي المحتلة عام 1948 بمئات الصواريخ ما أدى إلى تحقيق إصابات مباشرة بين صفوف المستوطنين.
وحسب وسائل إعلام فلسطينية فقد ارتفع عدد الشهداء إلى 21 بينهم 5 أطفال و4 سيدات، بينما ارتفعت حصيلة المصابين إلى 42 نتيجة غارات مكثفة شنها طيران الاحتلال الإسرائيلي على وسط وجنوب وشمال قطاع غزة.
ورداً على جرائم الاحتلال الإسرائيلي أطلقت فصائل المقاومة الفلسطينية صليات مكثفة من الصواريخ أربكت منظومة «القبة الحديدية» وأسفرت عن إصابة أحد جنود الاحتلال إصابة خطرة إضافة إلى خمسة مستوطنين صهاينة وذلك وفق ما ذكرت وسائل إعلام العدو.
وحسب وكالة «شهاب» الإخبارية الفلسطينية استهدفت المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، المستوطنات الإسرائيلية المحاذية للقطاع والبعيدة عنه، برشقات صاروخية؛ عقب شنّ الاحتلال غارات عنيفة منذ صباح أمس.
وأطلقت فصائل المقاومة ظهر الأربعاء رشقات صاروخية مكثفة تجاه المدن والمستوطنات الإسرائيلية بينها «تل أبيب»؛ رداً على العدوان ضد القطاع، وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى سماع أصوات انفجارات في منطقة «ريشون لتسيون» و«غوش دان» و«رامات غان» و«حولون» في «تل أبيب» وسط الكيان.
كما طالت صواريخ المقاومة أسدود وعسقلان و«سديروت» و«نتيفوت» و«مفلاسيم»، بعدما دوت صافرات الإنذار فيها.
وتحدثت وسائل إعلام العدو عن إطلاق 400 صاروخ من قطاع غزة باتجاه المستوطنات الإسرائيلية والأراضي المحتلة عام 1948، وقالت القناة «13» الإسرائيلية: إن نحو 100 صاروخ أطلقت من قطاع غزة على إسرائيل خلال ساعة واحدة.
وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، أن أضراراً وقعت في مبنى جراء سقوط صاروخ عليه في تجمع «أشكول» ضمن 40 صاروخاً أطلقت تجاه المنطقة وقالت «القناة 13» إن أضراراً وقعت بمنزل في سديروت جراء سقوط صاروخ عليه، وأكدت اندلاع حريق في منطقة ساحل عسقلان نتيجة سقوط صاروخ.
وقال المتحدث باسم «حركة حماس» عبد اللطيف القانوع وفق قناة «الميادين»: إن «ضربات المقاومة الموحدة هي جزء من عملية الرد على مجزرة الاحتلال الصهيوني»، مضيفاً: إن «رد المقاومة واجب وثابت على كل عدوان وهي موحدة في الميدان وحاضرة بقوة لردع الاحتلال ولن نسمح له بتصدير أزماته».
ووفق وسائل إعلام إسرائيلية، فإن ما تسمى «قيادة الجبهة الداخلية» في الكيان طلبت من المستوطنين الدخول إلى الأماكن المحصنة، انطلاقاً من تقديرها أن هذا لن يكون رد حركة «الجهاد الإسلامي»، بل الرد سيكون أقوى من ذلك.
وحسب هذه الوسائل فإن الإطلاق المكثف للصواريخ من غزة يدل على قدرة «الجهاد الإسلامي» على إطلاق صليات صواريخ ثقيلة باتجاه إسرائيل، مشيرة إلى أن إستراتيجية إطلاق الصواريخ المتبعة من «الجهاد» هي عدم ترك وقت بين رشقة وأخرى.
وفي السياق أفادت بيانات ملاحية بتعطل حركة الملاحة الجوية بمطار بن غوريون في «تل أبيب» بعد إطلاق صواريخ من غزة.
وعلى خط مواز، وسعت قوات الاحتلال عدوانها ليشمل الضفة الغربية، حيث نفذت فجر أمس حملة مداهمات واعتداءات في مناطق الضفة الغربية أسفرت عن استشهاد فلسطينيين اثنين وإصابة آخرين فضلاً عن 19 معتقلاً، بينما وقعت اشتباكات مسلحة ومواجهات في مناطق مختلفة.
وشملت المداهمات مناطق في محافظات، الخليل، ونابلس، وجنين وأريحا، وطولكرم، حيث تم خلالها اقتحام عشرات المنازل والعبث بمحتوياتها وإخضاع قاطنيها لتحقيقات ميدانية بعد احتجازهم لساعات، وذلك وفق وكالة «صفا» الفلسطينية.
واستشهد فلسطينيان، خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي، بلدة قباطية جنوب مدينة جنين شمالي الضفة هما أحمد جمال توفيق عساف (19 عاماً) من بلدة قباطية، وراني وليد أحمد قطنات (24 عاماً) من مخيم جنين، فيما أصيب شاب ثالث إصابة خطيرة بالصدر والبطن.
وفي رام اللـه أصيب ثلاثة شبان بالرصاص الحي ورضوض خلال اعتداء لقوات الاحتلال والمستوطنين على بلدة دير دبوان.
وأفادت مصادر محلية، بأن مستوطنين، بحماية قوات الاحتلال، هاجموا مزارعين على أطراف البلدة، وأطلقوا الرصاص تجاه الأهالي الذين تصدوا لهم، ما أدى لإصابة الشاب رضوان عواودة (17 عاماً) بالرصاص الحي في منطقة البطن، والشاب فرناندو أمجد نصاصرة (18 عاماً) برصاص التوتو المتفجر في الفخذ، في حين أصيب الشاب ربحي نصر خرمة (21 عاماً) برضوض وكسور، وجرى نقلهم إلى مجمع فلسطين الطبي في مدينة رام الله.
وفي سياق متصل، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة كفر نعمة غرب رام الله، واعتقلت ثلاثة شبان، ودارت مواجهات مع الأهالي، من دون أن يبلغ عن إصابات، كما اعتقلت قوات الاحتلال، خمسة فلسطينيين، من بلدات أوصرين ودوما وبيتا، جنوب نابلس شمال الضفة.
في غضون ذلك، اقتحمت قوات الاحتلال مخيم عقبة جبر بمدينة أريحا من مدخل المدينة الجنوبي شرقي الضفة، واعتقلت فتى من منزل ذويه قبل انسحابها من المخيم، ومن ثم تم اقتحام مدينة أريحا ومداهمة عدد من المنازل، واندلعت مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال التي اقتحمت المدينة في ساعات الفجر.
وفي ظل هذه التطورات، دعت فرنسا والصين العضوان الدائمان في مجلس الأمن الدولي، ودولة الإمارات العضو غير الدائم في المجلس، إلى عقد اجتماع عاجل مغلق لمجلس الأمن لبحث العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وقالت بعثة الإمارات الدائمة لدى الأمم المتحدة في حسابها على «تويتر»: «دعت دولة الإمارات وفرنسا والصين مجلس الأمن لعقد اجتماع طارئ مغلق بعد ظهر (أمس) الأربعاء لبحث التطورات المقلقة في قطاع غزة».
ويأتي ذلك، فيما طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، خلال اجتماعه مع المبعوث الروسي الخاص لعملية التسوية في الشرق الأوسط فلاديمير سافرنكوف، مجلس الأمن بالتدخل الفوري لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
جامعة الدول العربية طالبت مجلس الأمن بتحمل مسؤولياته والضغط على إسرائيل لوقف عدوانها واتخاذ إجراءات عملية وفعالة لحماية الفلسطينيين.
وفي البيان الختامي لاجتماعه الطارئ الذي عقد على مستوى المندوبين الدائمين في مقر الأمانة العامة بالعاصمة المصرية القاهرة أمس، أدان مجلس الجامعة العدوان والحصار والجرائم الإسرائيلية واسعة النطاق ضد الشعب الفلسطيني في القدس وقطاع غزة وجنين ونابلس وأريحا ورام اللـه وباقي المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية، بما فيها الغارات العدوانية الإسرائيلية الهمجية على قطاع غزة، والتي استهدفت المدنيين والأطفال والنساء في الأحياء السكنية وهم نيام آمنون في منازلهم، والتي راح ضحيتها عائلات بأكملها وعشرات من الشهداء والجرحى والمعتقلين.
وطالب البيان، مجلس الأمن بتحمل مسؤولياته في حفظ السلم والأمن الدوليين، وممارسة الضغط اللازم على إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، لوقف عدوانها وحصارها المفروض على الشعب الفلسطيني، والذي ينتهك القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان، وتحميل إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، نتائج عدوانها كافة.
ودعا المجلس، الأمين العام للأمم المتحدة إلى تطبيق خيارات عملية وفعالة لحماية المدنيين الفلسطينيين، والأطراف السامية المتعاقدة في اتفاقية جنيف الرابعة إلى تحمل مسؤولياتها وكفالة احترام وإنفاذ الاتفاقية في أرض دولة فلسطين المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، من خلال وقف الجرائم والانتهاكات الإسرائيلية للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان.
بموازاة ذلك، أدانت وزارتا الخارجية في عُمان وموريتانيا العدوان الإسرائيلي واعتبرتاه خرقاً فاضحاً للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن والشرعية الدولية ولكل الأعراف والمواثيق الدولية.
وجددت الدولتان وقوفهما إلى جانب الشعب الفلسطيني لنيل حقوق المشروعة ولاسيما إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس مطالبتين مجلس الأمن باتخاذ إجراءات رادعة لإسرائيل لوقف اعتداءاتها على الشعب الفلسطيني.