جرت الأسبوع الماضي مباراتا ذهاب الدور نصف النهائي لدوري أبطال أوروبا.. فحل مانشستر سيتي ضيفاً على ريـال مدريد في ملعبه، وإنتر ميلان ضيفاً على ميلان، وبالتالي بدأت مراحل رسم صورة المباراة النهائية التي ستجري في العاشر من حزيران في اسطنبول، والتي سيكون أحد طرفيها بالتأكيد فريقاً إيطالياً فيما يعتبر الكثير من المراقبين أن موقعتي الذهاب والإياب التي تجمع السيتي مع ريـال هي الأهم لأنها ستحدد هوية صاحب اللقب الأوروبي القادم.
مباراة الذهاب بين ريـال مدريد ومانشيستر سيتي كانت معظم التوقعات تصب لمصلحة السيتي الأكثر استقراراً على مستوى النتائج والأداء باستعادة صدارة الدوري الإنكليزي فيما يعاني ريـال من ضياع الدوري وخسارة بعض المباريات مؤخراً مع التعب بسبب خوضه لموقعة تنافسية صعبة في نهائي الكأس ضد أوساسونا بمدينة إشبيلية قبل ثلاثة أيام اضطرته للبقاء في المدينة وعدم السفر إلى مدريد وإلغاء الاحتفالات بالفوز بالكأس.
مباراة الذهاب اتسمت بحذر شديد من الفريقين وخاصة ريـال الذي لعب بذكاء وحذر كبيرين وخاصة في الشوط الأول، فأغلق المساحات في وجه منافسه في ظل تنظيم دفاعي أحكم الرقابة على مفاتيح اللعب وخاصة مهاجمه الفذ هالاند مع الاعتماد على المرتدات مستفيداً من سرعة مهاجمه فينسيوس الذي أحرز هدف السبق من التسديدة الوحيدة لريـال على مرمى منافسه في هذا الشوط تاركاً لسيتي حرية الاستحواذ على الكرة في الثلث من ميدان اللعب حيث وصلت نسبته إلى 68 بالمئة ما أدى إلى ارتفاع بعدد التمريرات التي وصلت إلى الضعف، ولعب حارس ريـال كورتوا دوراً كبيراً في التصدي لأربع تسديدات فأحرز ريـال المتأخر بكل الإحصائيات المسجلة تقدماً بهدف مقابل لا شيء جعلت الريـال منتشياً في الشوط الثاني وضاغطاً على منافسه مع زيادة ملحوظة بنسبة الاستحواذ وعدد التمريرات ونجاحها مع تساوٍ بعدد التسديدات على المرميين التي اقتصرت فقط على تسديدتين لكل منهما ونتيجة لضغط ريـال على منافسه بعكس مجريات الشوط الأول فإن عدد المخالفات انخفض عند ريـال من ثمان في الشوط الأول إلى ثلاث في الشوط الثاني مقابل ارتفاع عدد المخالفات عند السيتي من أربع إلى سبع ليصبح المجموع الكلي 22 مخالفة مناصفة بين الفريقين، وهذا يعني أن الفريق الذي يلعب تحت الضغط معرض لارتكاب عدد أكبر من المخالفات… الحدث المفصلي بالمباراة كان تحكيمياً ويخص هدف التعادل لسيتي الذي تم إحرازه بالدقيقة (67) بعد أن أعاد لاعب السيتي تمريرة لزميله من حدود خط التماس يشك بتجاوز الكرة بكاملها لخط التماس بالهواء والتي لم يقرها الحكم المساعد ولم تتدخل فيها تقنية الفار ليس فقط لعدم وجود كاميرا حاسمة فحسب بل لأن مراحل السيطرة الهجومية على الكرة انتقلت من السيتي إلى ريـال حينما سيطر لاعبه (كاما فينغا) على الكرة وسار بها ثم أخطأ بتمريرها، وهذا يمنع حكام الفار من فرصة التدخل.
بعدها عادت السيطرة الهجومية لسيتي مجدداً ليحرز هدف التعادل… تعدد أساليب اللعب وطرقه يعتمد بالأساس على قراءة فنية واقعية يضعها المدربون وفقاً لإمكانيات فرقهم وفرق منافسيهم وصولاً لتحقيق الأهداف المرادة.. في مباراة الذهاب لجأ ريـال لتقوية عمله الدفاعي بالعودة إلى الثلث الأوسط عند فقدان الكرة مع محاولة سحب المدافعين لخلق مساحات تساعده على بناء الهجمات المرتدة فيما لجأ السيتي للاستحواذ مع الضغط على المنافس في مناطقه لإحداث الصدمة.. السؤال كيف سيكون الحال في مباراة الإياب.