الذهب يحبط المقبلين على الزواج … المحبس بمليون ليرة.. والليرات تخسر 150 ألف ليرة عند البيع … رئيس جمعية صاغة اللاذقية لـ«الوطن»: الناس تدخل سوق الذهب للفرجة!
| اللاذقية - عبير سمير محمود
تسمّرت عيون عروسين أمام واجهة أحد محال بيع المجوهرات في سوق الذهب باللاذقية، بعد قراءة سعر الغرام الواحد من المعدن الأصفر عيار 21، الذي وصل إلى نصف مليون ليرة سوريّة، متسائلين بحسرة «من وين بدنا نجيب مبلغ يكفي لنشتري محابس للخطبة وأقلها سيكون بمليون ليرة لكل محبس؟».
في وقت تندب سيدة حظها وهي تخرج من محل ذهب في السوق نفسه، قائلة: «صارت القرطة الذهبية مع الخرزة الزرقاء كهدية أول حفيدة لي حلماً من أحلام العمر التي لن تتحقق بعد أن صار سعرها 900 ألف ليرة وهي خف الريشة لا وزن لها» بحسب تعبيرها.
ووسط تخبط سوق الذهب وارتفاع أسعار المصوغات، يتساءل مواطنون عن سبب خسارة الليرة الذهبية أكثر من 100 ألف ليرة عند بيعها في الوقت الحالي، على حين كانت تعد من الفئات «غير المشغولة» لتحافظ على سعرها بما يضمن الحفاظ على القيمة الشرائية للعملة على عكس باقي القطع المصوغة، التي كان يتذرع الصاغة بأنها مشغولة وتخسر من قيمتها عند شرائها من الزبون.
وحول وضع سوق الذهب، أكد رئيس جمعية الصاغة مروان شريقي لـ«الوطن»، أن الحركة غير مستقرة ولا أحد يعلم إلى أين تسير الأمور في سوق الذهب بشكل محدد، معتبراً أن معظم من يدخل السوق يكون بقصد الفرجة.
وأضاف شريقي: حتى العرسان معظمهم يضطر للاستدانة لشراء المحابس وسط هذا الغلاء، مبيناً أن أقل سعر محبس عيار 18 غراماً نحو 800 ألف ليرة، ويكون خفيفاً للغاية، والمحبس مثلاً وزن 20 غراماً يباع بـ10 ملايين ليرة، وهكذا حسب الوزن.
ولفت بقوله: إن هناك زبائن تنزل سوق الذهب للسؤال عن سعر المحابس وحينما يعرفون السعر يحسبون المدة التي ستمكنهم من جمع المبلغ لإتمام فرحتهم! ما يتسبب لهم بالإحباط.
من جهة ثانية، ذكر أن هناك إقبالاً على شراء الأونصة والليرة الذهبية، ولكنها غير متوفرة بسبب عدم التصنيع حالياً لعدم وجود كميات من «الذهب الكسر» (أي ما يبيعه المواطنون للصاغة من مصوغات مشغولة) ما أوقف حركة التصنيع والدمغ حالياً في الجمعية.
وأوضح شريقي أن تكلفة تصنيع الليرة الذهبية 200 ألف ليرة سوريّة في الوقت الحالي، وتباع بما يقارب 4.170 ملايين ليرة سوريّة، وغرام الذهب عيار 21 وصل إلى 500 ألف ليرة، منوهاً بأنه ارتفع نحو 20 بالمئة عن الأشهر الثلاثة الماضية.
وأوضح رئيس الجمعية بأن ما يفعله بعض الزبائن من شراء الليرات الذهبية بقصد الحفاظ على قيمة العملة، ما هو إلا معلومة مغلوطة، وننصحهم بشراء القطع الذهبية الأخرى «الحلي» والتمتع بها بارتدائها بدلاً من شراء الليرات، فجميعها تخسر عند مبيعها نسبة الصياغة في الوقت الحالي، فليشتروا القطع الذهبية فإنها كما الليرات «حقها معها عند مبيعها».
وأردف قائلاً: في السابق لم يكن هناك شيء اسمه صياغة على الليرة الذهبية أو الأونصة، إذ كانت مبالغ لا تذكر فحينما كانت الأونصة تباع بـ5 آلاف ليرة كانت تخسر صياغة 200 ليرة فقط، بما يعادل نصف غرام، واليوم ثمنه ربع مليون ليرة وهنا أصبح الفارق كبيراً على حين كان في الماضي الذهب رخيصاً وإلا فهي نسبة وتناسب حسب الوزن والخسارة.
وبيّن أنه عند صناعة أي قطعة ذهبية، يتم تذويب القطع وكل 100 غرام ينتج عنه 99 غراماً مشغولاً وهذا بات مكلفاً حالياً، مقارنة بالسنوات السابقة وهنا يتضح الفرق للزبون الذي يعتقد بأن الليرة أو الأونصة تحافظ له على قيمة أمواله المدخرة.
وأضاف شريقي: إن الليرة الذهبية تخسر عند المبيع 150 ألف ليرة من سعرها حالياً، فكل غرام ذهب يخسر بين 25 – 30 ألف ليرة سواء كان قطعة أم سبيكة أو ليرة، فجميعها تتم حسبتها بذات النسبة، ومن هذا المنطلق ننصح بالتمتع بالقطع المشغولة واقتنائها بدلاً من غيرها.
واليوم الطلب على الشراء أكثر من المبيع والصاغة «ما عم تلحق تصنيع» لأنه لا يوجد بضاعة في السوق إذ إن سورية لا تستورد الذهب وإنما نعتمد على تداول حركة السوق من الزبائن بين من يبيع ويشتري وهكذا، فلا مصدر للذهب إلا ما يتم تقليبه بين المواطنين من حركة البيع والشراء حصراً، والصائغ في حال باع فقط لا ينشط السوق إنما يحتاج لتعويض ما باعه وفي هذا الوقت لا يوجد ما يعوض له من مصوغات لتوقف حركة التصنيع بسبب الزيادة على الطلب من الزبائن بالوقت الحالي.
وبين شريقي أن عدد محال الصاغة 155 محلاً في اللاذقية، والمنتسبون للجمعية 208 صائغين حتى تاريخه.