«سرايا القدس»: جاهزون لأشهر من المواجهة.. والمجتمع الدولي يكتفي بالإدانة … 33 شهيداً ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة.. وأنباء عن التوصل لوقف إطلاق النار
| وكالات
بالترافق مع أنباء صدرت من القاهرة تتحدث عن التوصل لوقف لإطلاق النار في قطاع غزة يدخل حيز التنفيذ من الساعة العاشرة بالتوقيت المحلي لمساء يوم أمس، ظلت صفارات الإنذار تدوي في محيط القطاع إلى ما قبل موعد تنفيذ الاتفاق، بعد إطلاق المقاومة لـ«وابل كثيف من الصواريخ» باتجاه المستوطنات الإسرائيلية.
وواصل الاحتلال الإسرائيلي أمس لليوم الخامس على التوالي عدوانه على قطاع غزة المحاصر حيث شن طيرانه سلسلة غارات على مناطق متفرقة فيه خلفت شهداء إضافة إلى دمار كبير في البنى التحتية، فيما اقتصرت ردود فعل المجتمع الدولي على جرائم الاحتلال التي ترتكب على مرأى منه على الشجب والاستنكار والإدانة بينما لم يتحرك مجلس الأمن الدولي للاضطلاع بمسؤولياته بموجب ميثاق الأمم المتحدة لوقف العدوان.
وبحسب قناة «الميادين» فإن النص المصري لوقف إطلاق النار تضمن أنه و«بناء على موافقة الطرفين تعلن مصر وقف إطلاق النار بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي عند 10 مساء (يوم أمس)، على أن يتم الالتزام بوقف اطلاق النار بين الطرفين ويشمل وقف استهداف المدنيين والأفراد وهدم المنازل»، كما تضمن نص الاتفاق أن «مصر تحث الطرفين على تطبيق الاتفاق وتعمل على متابعة ذلك بالتواصل معهما».
وبعد الإعلان المصري عن الاتفاق ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن «المشاورات لدى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو انتهت»، وقالت إن «مصدرا سياسيا يقر بأن وقف إطلاق النار سيبدأ عند الـ10 مساءً».
واستهدف طيران الاحتلال خلال عدوانه المتواصل منذ فجر الثلاثاء الماضي عشرات المباني السكنية ما تسبب باستشهاد 33 فلسطينياً بينهم ستة أطفال وإصابة أكثر من 150 منهم 35 طفلاً إضافة إلى تدمير 51 مبنى بشكل كلي وتضرر 940 مبنى حيث تشارك مختلف أنواع المقاتلات الحربية والطائرات المسيرة في العدوان، كما يواصل الاحتلال إغلاق المعابر إلى قطاع غزة ما ينذر بنفاد المخزون المتوافر من المواد الغذائية والطبية ومشتقات النفط.
بدورها، أكدت الرئاسة الفلسطينية على لسان المتحدث باسمها نبيل أبو ردينة أن الاحتلال تجاوز كل الخطوط الحمر من خلال إصراره على سياسة القتل والاقتحامات للمدن والقرى الفلسطينية ومواصلة العدوان على قطاع غزة مشيراً إلى أنه ستكون لهذه الجرائم التي يرتكبها الاحتلال في جميع الأراضي الفلسطينية تداعيات كبيرة على استقرار المنطقة برمتها.
واعتبر أبو ردينة أن صمت الولايات المتحدة الأميركية عن جرائم الاحتلال واعتداءاته وعدم التدخل لوقفها يجعله يتمادى في عدوانه على الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته.
من جانبه، شدد رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية على أن عدوان الاحتلال المتواصل على القطاع إرهاب منظم بحق الشعب الفلسطيني وامتداد للنكبة التي حلت بهذا الشعب عام 1948 وللاعتداءات المتواصلة على المدن والبلدات والقرى في الضفة الغربية، مطالباً الأمم المتحدة التي تستعد لإحياء الذكرى الـ75 للنكبة لأول مرة في تاريخها بإدانة العدوان على القطاع والمجازر المتواصلة بحق الفلسطينيين وتوحيد المعايير في التعامل مع جرائم الاحتلال وضمان مساءلة مرتكبيها وعدم السماح بإفلاتهم من العقاب.
من جانبها، طالبت وزارة الخارجية الفلسطينية بموقف دولي حازم يجبر الاحتلال الإسرائيلي على وقف عدوانه على قطاع غزة المحاصر، والذي أسفر عن استشهاد وجرح العشرات، وبفتح المعابر لإدخال المواد الطبية والغذائية والوقود.
وأكدت الوزارة في بيان اليوم أوردته وكالة «وفا» أن منع سلطات الاحتلال إدخال المساعدات والمواد الطبية والغذائية للقطاع الذي يعاني حصاراً إسرائيلياً جائراً منذ نحو 16 عاماً، يعد انتهاكاً صارخاً لقواعد القانون الدولي واتفاقيات جنيف والقانون الإنساني الدولي.
وأدانت الخارجية الفلسطينية الدعوات والحملات التحريضية العنصرية التي يطلقها الوزراء في حكومة الاحتلال، والتي تدعو إلى المزيد من جرائم القتل وإعادة احتلال القطاع، معتبرة أنها امتداد لعقلية استعمارية توسعية تقوم على سياسة الضم والتوسع على حساب أرض دولة فلسطين.
ولفتت الوزارة إلى أن صمت المجتمع الدولي إزاء تلك الدعوات يشجع الاحتلال على توسيع عدوانه ضد الشعب الفلسطيني، وارتكاب المزيد من الجرائم بحقه.
إلى ذلك شدد مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور في رسائل إلى الأمين العام للمنظمة الدولية ورئيس مجلس الأمن ورئيس الجمعية العامة على أن عدوان الاحتلال على قطاع غزة يشكل انتهاكاً خطيراً للقانون الإنساني الدولي ويؤكد منهجية الانتهاكات التي يرتكبها الاحتلال بحق الفلسطينيين، ولاسيما حقهم في الحياة الأمر الذي يستدعي التحرك العاجل لوقف هذه الجرائم المتصاعدة بحق الشعب الفلسطيني.
بدورها، جددت مؤسسات رسمية فلسطينية إدانتها للجرائم البشعة التي ترتكبها سلطات الاحتلال الإسرائيلي يومياً في عموم الأراضي الفلسطينية، والتي سيكون لها تداعيات خطيرة على استقرار المنطقة برمتها.
من جهتها أدانت حركة فتح جريمة الاحتلال بقتل شابين فلسطينيين شرق نابلس، وقالت: إن عدوان الاحتلال المستمر على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية لن يجدي نفعاً في إطفاء جذوة نضاله حتى دحر المحتل الإسرائيلي عن أرض فلسطين.
ودعت الحركة المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية ذات الصلة إلى التدخل الفوري، ومحاسبة الاحتلال على جرائمه المتواصلة بحق الفلسطينيين.
من جانبه، وصف رئيس المجلس الوطني روحي فتوح جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين بأنها جرائم حرب، مطالباً الأمم المتحدة والمحكمة الجنائية الدولية بإرسال فرق تحقيق للوقوف على حجم الانتهاكات والمجازر التي ترتكبها قواته ومحاسبة مرتكبيها.
بدوره، طالب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حسين الشيخ المجتمع الدولي بالضغط على الاحتلال لوقف عدوانه الهمجي فوراً ضد الفلسطينيين في سائر الأراضي الفلسطينية، كما طالب المؤسسات الدولية والإنسانية بالتدخل السريع لفتح المعابر مع قطاع غزة لنقل المصابين جراء العدوان الإسرائيلي.
على خط مواز، أعلنت المقاومة الفلسطينية استشهاد ستة من قياديي حركة الجهاد الإسلامي جراء العدوان هم جهاد الغنام وخليل البهتيني وطارق عز الدين وعلي غالي وأحمد أبو دقة وإياد الحسني، وردت المقاومة على عدوان الاحتلال بأكثر من 1100 صاروخ استهدفت عشرات المستوطنات في محيط قطاع غزة وفي الأراضي المحتلة عام 1948 ووصل عدد كبير من صواريخها إلى عمق كيان الاحتلال حيث قتل مستوطن وأصيب 7 آخرون في مستوطنة تبعد 35 كم جنوب «تل أبيب» كما أصيب 53 مستوطناً في المستوطنات الأخرى المستهدفة.
وبدورها توعّدت «سرايا القدس»، الجناح العسكري لحركة «الجهاد الإسلامي»، أمس السبت، الاحتلال الإسرائيلي بتجديد القصف للمدن المحتلة تأكيداً لاستمرار المواجهة و«ثأر الأحرار».
وقالت السرايا في بيانٍ مقتضب: إنّه «أمام استمرار الاغتيالات وقصف الشقق والبيوت الآمنة، فإنّ المقاومة الفلسطينية ستجدّد قصفها الصاروخي على المستوطنات الإسرائيلية»، لافتة إلى أنّ المقاومة أعدّت نفسها لأشهرٍ من المواجهة، وتمتلك نفساً طويلاً وحاضنة شعبية وفيّة وعظيمة.
من جانبها، أشارت وسائل إعلام إسرائيلية نقلاً عن دبلوماسيين غربيين إلى أن إسرائيل تضرب المنازل الفارغة التي لا يُوجد فيها أحد حتى أنها لا «تكسر الأواني»، وأضافوا إنّ إسرائيل تعمل على ذلك، حتى لا تُجبر «الجهاد الإسلامي» على رفع وتيرة الحرب، وزيادة إطلاق النار.
من جانبها، أعلنت «كتائب الشهيد أبو علي مصطفى» والمقاومة الفلسطينية بأنهما يواصلان العمل العسكري في الميدان ودك مستوطنات ومدن الاحتلال برشقاتٍ صاروخية جديدة، وذلك ضمن الرد الموحّد للغرفة المشتركة لفصائل المقاومة على جرائم الاحتلال المستمرة.
وقالت كتائب المقاومة الوطنية «قوات الشهيد عمر القاسم»: قصفنا جنوب مدينة عسقلان المحتلة برشقةٍ صاروخية، ضمن معركة «ثأر الأحرار» التي تخوضها في إطار الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة.
وأمس السبت، قال مسؤول كبير في المقاومة الفلسطينية لـ«الميادين»: معركتنا مستمرة ومتواصلة وضرباتنا للعدو الإسرائيلي آتية، بدورها، لفتت مصادر فلسطينية خاصة إلى أنّ الجهاد الإسلامي وفصائل المقاومة ترفض فكرة وقف المعركة من دون الحصول على هذا الالتزام.
ورداً على العدوان الإسرائيلي المتواصل، جددت المقاومة الفلسطينية استهدافها برشقات صاروخية مستوطنات عدة للاحتلال الإسرائيلي في محيط قطاع غزة وفي الأراضي المحتلة عام 1948.
وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن طيران الاحتلال شن أمس السبت سلسلة غارات استهدف فيها حيي الشجاعية والزيتون وشارع اليرموك بمدينة غزة وسط القطاع والأراضي الزراعية في بلدات جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون شماله ومدينة رفح جنوبه ما أسفر عن إصابة عدد من الفلسطينيين بجروح، وإلحاق أضرار جسيمة بالمنازل والبنى التحتية إضافة لانقطاع التيار الكهربائي.
وتواصل قوات الاحتلال إغلاق المعابر إلى قطاع غزة ما ينذر بنفاد المخزون المتوافر من المواد الغذائية والطبية ومشتقات النفط.
وتؤكد مجازر الاحتلال في قطاع غزة للعالم كله مدى وحشية وعنصرية وإجرام الكيان الغاصب وتأتي استكمالاً لحصاره المتواصل للقطاع منذ أكثر من 16 عاماً وتوسيعاً لعدوانه الشامل على الشعب الفلسطيني في جميع أنحاء فلسطين في دليل على طبيعته القائمة على القتل والتدمير والتهجير.
في غضون ذلك، استشهد فلسطينيان، وأصيب آخرون أمس برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة نابلس بالضفة الغربية.
ونقلت وكالة «وفا» عن وزارة الصحة الفلسطينية قولها: إن الشابين سائد مشة 32 عاماً، وعدنان الأعرج 19 عاماً، استشهدا متأثرين بإصابتيهما برصاص قوات الاحتلال خلال اقتحامها مخيم بلاطة شرق نابلس، بينما أصيب آخرون بجروح.
من جهته أوضح مدير الإسعاف بالهلال الأحمر الفلسطيني في نابلس أحمد جبريل أن قوات الاحتلال أغلقت مداخل المخيم، ومنعت دخول طواقم الإسعاف لنقل المصابين، وقامت باستهدافهم بشكل مباشر.