نحو 61 مليوناً يدلون بأصواتهم في أكثر من 191 ألف مركز اقتراع في تركيا … انتخابات برلمانية ورئاسية حاسمة.. واستطلاعات الرأي تتحدث عن نسب متقاربة
| وكالات
تشهد تركيا اليوم الأحد يوماً حاسماً ينتظر فيه المرشحون نتائج الانتخابات البرلمانية والرئاسية التي ستفرضها صناديق الاقتراع وسط منافسة شديدة في ظل ظروف اجتماعية واقتصادية صعبة وبعد الزلازل المدمرة التي ضربت جنوب شرق البلاد.
ويعد مسار تطبيع العلاقات مع سورية وإعادة اللاجئين السوريين في تركيا، أحد العوامل الرئيسة التي حاولت جميع الأطراف المتنافسة استثمارها في انتخابات يرى العديد من المصادر المطلعة أنها مصيرية ليس فقط بالنسبة للداخل التركي وإنما على مستوى المنطقة والعالم.
ويتوجه الناخبون الأتراك اليوم إلى صناديق الاقتراع للتصويت في الانتخابات الرئاسية، والانتخابات البرلمانية بدورتها الثامنة والعشرين من الساعة الثامنة صباحاً وحتى الساعة الخامسة مساء بالتوقيت المحلي.
ويدلي الناخبون الأتراك، حسب وكالة أنباء «الأناضول» الرسمية التركية بأصواتهم في أكثر من 191 ألف صندوق اقتراع في جميع أنحاء تركيا من أجل انتخاب رئيس جديد للبلاد لمدة 5 سنوات، واختيار أعضاء البرلمان.
ويحق لـ60 مليوناً و697 ألفاً و843 ناخباً الإدلاء بأصواتهم، منهم 4 ملايين و904 آلاف و672 ناخباً سيصوتون لأول مرة.
ويبدأ التصويت في الساعة الثامنة في جميع أنحاء تركيا، وفي حال وجود ناخبين ينتظرون بالطوابير للإدلاء بأصواتهم عند الساعة الخامسة مساء، سيقوم مسؤول المركز بعدّهم والسماح لهم بالتصويت.
ووفق «الأناضول» اتخذت الهيئة العليا للانتخابات التركية، تدابير مختلفة في الولايات الـ11 المتضررة من الزلزال، لإجراء الانتخابات بشكل سليم في مراكز مسبقة الصنع مخصصة لذلك.
وفي الانتخابات البرلمانية يخوض 24 حزباً سياسياً و151 مرشحاً مستقلاً السباق الانتخابي، بينما دخلت بعض الأحزاب السياسية الانتخابات بتحالفات مختلفة تحت مسمى «تحالف الشعب» أي «الجمهور» و«تحالف الأمة» و«تحالف آتا» أي «الأجداد» و«تحالف العمل والحرية» و«اتحاد القوى الاشتراكية».
وفي نطاق الانتخابات، يحظر تقديم الأخبار والتنبؤات والتعليقات على نتائج الانتخابات في الإذاعات وجميع أنواع أجهزة البث حتى الساعة السادسة مساء، وسيتم رفع الحظر على البث حول الانتخابات بعد الساعة التاسعة مساء وقد ترفع الهيئة العليا للانتخابات التركية الحظر قبل ذلك.
وعلى صعيد التحالفات السياسية المتعلقة بالانتخابات البرلمانية يكمن أبرزها في «تحالف الشعب» وهو عبارة عن تحالف سياسي تشكل بين حزب «العدالة والتنمية» وحزب «الحركة القومية» في 20 شباط 2018، تمهيداً لخوض انتخابات 24 حزيران 2018 التي حظي فيها بأغلبية مقاعد البرلمان ومقعد الرئاسة، وحكم التحالف الذي جاء عقب محاولة الانقلاب الفاشلة عام 2016، البلاد منذ ذلك الحين.
وفي البداية كان ما حصل تقارباً، تحول إلى «تحالف» غير معلن بين حزب حاكم وآخر كان محسوباً على المعارضة، اتفقا على تحويل نظام الحكم في البلاد من برلماني إلى رئاسي، وتم هذا الأمر بعد تمرير التعديل في 2017.
وفيما بعد أعلن حزب «الاتحاد الكبير» دعمه «تحالف الشعب» في جميع المحطات الانتخابية دون الانضمام إليه رسمياً، ليوسع التحالف بعد ذلك صفوفه بضم حزب «الرفاه الجديد» فيما تشير استطلاعات الرأي إلى أن «تحالف الجمهور» سيكون له أكبر عدد من النواب، ولكن من دون تحقيق الأغلبية البرلمانية.
ومن أبرز التحالفات أيضاً «تحالف الأمة» المعارض الذي تم تشكيله خلال الانتخابات الأخيرة بين كل من حزب الشعب الجمهوري وحزب «الخير» وحزب «السعادة» و«الحزب الديمقراطي»، قبل أن يضم حزبين جديدين هما حزب «المستقبل» بزعامة أحمد داود أوغلو، وحزب «الديمقراطية والتقدم» بزعامة علي باباجان، والشخصيتان من القيادات السابقة في حزب «العدالة والتنمية».
ويسعى التحالف إلى الفوز في الانتخابات القادمة ووضع حد لحكم «العدالة والتنمية» المستمر منذ عام 2002، وتبدو حظوظه قوية هذه المرة وفق استطلاعات الرأي، وذلك وفق قناة «سكاي نيوز».
ويدخل التحالف الانتخابات بقائمتين الأولى تضم حزب الشعب الجمهوري ومعه أحزاب أخرى، بينما يدخل حزب «الخير» بقوائم منفصلة، فيما تشير استطلاعات الرأي إلى أن عدد نواب التحالف سيشهد «طفرة» في الدورة القادمة، ولكن عليه التحالف مع نواب حزب الشعوب الديمقراطي لتحقيق الأغلبية البرلمانية.
أما بالنسبة لـ«تحالف العمل والحرية»، فقد أعلنته أحزاب سياسية ومنظمات مدنية كردية في تركيا، في تشرين الأول الماضي، الاتحاد تحت مظلة تحالف شامل يمثل الأكراد.
ويضم «التحالف» حزب الشعوب الديمقراطي، وحزب «العمل»، وحزب «الحركة العمالية»، وحزب «عمال تركيا»، وحزب «الحرية المجتمعية»، وحزب «اتحاد الجمعيات الاشتراكية»، ويدخل الانتخابات تحت شعار حزب «اليسار الأخضر»، خوفاً من القضايا التي كانت مرفوعة ضد حزب الشعوب الديمقراطي وتطالب بحله.
ويدخل التحالف بقائمتين في الانتخابات الأولى لليسار الأخضر والثانية لحزب العمال التركي، وتشير استطلاعات الرأي إلى أن التحالف سيحصل على نيات تصويت بين 9و12 بالمئة وتزيد نسبة التصويت له في الولايات ذات الأغلبية الكردية.
التحالف الرابع البارز هو «تحالف الأجداد» الذي يضم أحزاب «الظفر، القويم، العدالة وحزب دولتي»، والذي أعلن عنه سنان أوغان، كمرشح رئاسي عن التحالف.
وعلى صعيد المرشحين لانتخابات الرئاسة التركية، فقد أظهرت استطلاعات رأي أجراها مركزا الدراسات «أريدا» و«أسال» أنه من المرجح أن يفوز الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الانتخابات الرئاسية من الجولة الأولى.
وحسب موقع «روسيا اليوم» أجرى مركز «أريدا» للدراسات استطلاعاً للرأي في الفترة من 11 إلى 12 أيار الجاري بمشاركة 25 ألف شخص وهي أول الاستطلاعات التي أجريت بعد انسحاب المرشح محرم إينجه من السباق.
ووفقاً للنتائج، فإن 51.3 بالمئة من المشاركين في الاستطلاع مستعدون للتصويت لأردوغان، بينما 44.2 بالمئة سيصوتون لمصلحة كمال كيليتشدار أوغلو أبرز منافسي أردوغان، فيما حصل المرشح الثالث، سنان أوغان، على ما يقارب 4 بالمئة من الأصوات.
وحسب نتائج الدراسة، فإن «تحالف الشعب» الذي يضم الحزب الحاكم، سيحصل على أكثر من 51 بالمئة من الأصوات في الانتخابات النيابية.
وأظهر استطلاع الرأي الذي أجراه مركز الدراسات «أسال»، أن أردوغان سيحصل على 50.6 بالمئة من الأصوات، وكيليتشدار أوغلو 46.3 بالمئة.
وعلى خلاف التوقعات السابقة فإنه إذا لم يتم حسم نتيجة الانتخابات الرئاسية في الجولة الأولى اليوم، فإنه من المقرر إجراء الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، في 28 أيار، في حالة عدم حصول أي مرشح على 50 بالمئة من الأصوات.
في سياق متصل، ذكرت صحيفة «يني شفق» التركية أن السلطات التركية ضبطت أوراق اقتراع «مزورة» لمصلحة كيليتشدار أوغلو في مركبة تابعة لمسؤول في حزب الشعب الجمهوري، وتم العثور عليها مختومة بالتصويت لمصلحة مرشح المعارضة، وفق ما نقلت وكالة «سبوتنيك».
ووفقاً للصحيفة، عثر على هذه الأوراق الانتخابية في سيارة رئيس الحزب المعارض في إحدى المناطق بولاية قونية، وصودرت 41 بطاقة اقتراع، كانت قد ختمت بالتصويت بـ«نعم» لمصلحة كيليتشدار أوغلو الذي يمثل «الطاولة السداسية».