سورية

السخط الشعبي على أشده … اعتقالات «النصرة» للمدنيين تتزايد في أرياف حلب وإدلب والاشتباكات تتسع وتشتد

| حلب- خالد زنكلو

للأسبوع الثاني على التوالي، واصل تنظيم «جبهة النصرة»، الذي تشكل ما تسمى «هيئة تحرير الشام» الإرهابية واجهته الحالية، اعتقال المزيد من المدنيين الذي خرجوا في تظاهرات منددة بإجراءاته القمعية، وسط موجة سخط شعبية عارمة أججتها الاشتباكات التي أدت إلى وقوع جرحى في صفوف المدنيين.

ولأسباب لا علاقة لها بحملة تصفية أو إقصاء فصائل مسلحة أو أحزاب معينة من قبل «النصرة»، تبين أن سياسة التنظيم ووجوده مبنيان على القمع وكم أفواه الناس، عدا عن الاستفراد بالسلطة الذي هو هاجس يحكم متزعميه للإبقاء على نفوذه وموارده المالية المتأتية من المعابر والضرائب الكبيرة المفروضة على السكان.

وبدا واضحاً، أن متزعمي التنظيم الإرهابي يستبقون نتائج الانتخابات البرلمانية والرئاسية التركية، التي ستجري اليوم الأحد، بفرض أمر واقع يسكت الأصوات المناهضة للتنظيم ويقضي على الفصائل أو الأحزاب المناوئة لنهجه وسياساته القمعية كـ«حزب التحرير»، الذي أطلق حملة واسعة للزج بأنصاره خلف القضبان، بغية انتزاع أوراق من يد أنقرة تقوي سلطته على أرض الواقع وتترك هامش أوسع له لرفض إملاءاتها وأجندتها والتزاماتها الإقليمية والدولية حيال المنطقة.

وأفادت مصادر أهلية لـ«الوطن»، بأن جهاز «الأمن العام» التابع لـ«النصرة» عمد خلال الأسبوعين الأخيرين إلى اعتقال أكثر من ٢٠٠ مدني، ٤٠ منهم خلال مواجهات اليومين الأخيرين التي تخللت التظاهرات التي خرجت ضده في مناطق متفرقة من المحافظة.

وذكرت المصادر، أن حدة الاشتباكات بين السكان المحليين ومسلحي «النصرة» اشتدت خلال اليومين الماضيين بعد زيادة عدد النقاط التي شهدت خروج تظاهرات باتساع رقعة الاحتجاجات، بعد اقتصارها على البلدات والمدن التي نفذ التنظيم فيها حملة اعتقالات ضد أنصار ومتزعمي «حزب التحرير»، الذي يدعو لإقامة ما يسميه «خلافة إسلامية»، مطلع الأسبوع الماضي، كما في ريف حلب الغربي وريف إدلب الشمالي.

وأشارت إلى أن اشتباكات أمس واليوم الذي سبقه امتدت إلى ريفي إدلب الغربي والشمالي الغربي بعد أن تركزت في مدينة إدلب والمدن الواقعة إلى الشمال منها، إضافة إلى جبل الزاوية جنوبي المحافظة والذي يشهد حالة من التمرد ضد التنظيم.

وأحصت مصادر طبية لـ«الوطن»، إصابة أكثر من ٤٠ متظاهراً بجروح، بعضها بالغة، جراء الاشتباكات ضمن التظاهرات أو التي أعقبت فض الاعتصامات ضد التنظيم ومتزعمه الإرهابي المدعو أبو محمد الجولاني، كتلك التي حدثت أمس في مدينة أريحا إثر اعتقال شابين في طريق عودتهما من مدينة إدلب إليها.

وفي السياق ذاته، داهم أمنيو «النصرة» منازل منتمين لـ«حزب التحرير» أمس في مدن إدلب وبنش ومعرتمصرين وتفتناز، واعتقلوا أكثر من ١٠ عناصر، وفق قول مصادر محلية ل «الوطن» رجحت اعتقال زهاء ٧٠ من أنصار الحزب السلفي ومتزعميه منذ انطلاق حملات الدهم والاعتقال المتواصلة ضدهم منذ نحو ١٠ أيام، وعلى غرار الحملات المماثلة التي نفذت قبل نحو عام وركزت على بلدات ومدن ريف المحافظة الشمالي الغربي كسلقين وحارم وكفر تخاريم ودركوش.

في ريف إدلب الجنوبي، وكرد فعل على حملات الاعتقال التي ينفذها التنظيم وسقوط جرحى مدنيين في الاشتباكات، خرج ما يسمى «المجلس المحلي» ونظيره «العسكري» في بلدة كفرومة ببيان طالب أبناء البلدة ب «الخروج والانشقاق» عن صفوف «النصرة» بسبب «انتهاكه للأعراض». وطالب البيان العشائر العربية وأبناء باقي المدن التي يحتلها التنظيم بالحذو حذو أهالي البلدة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن