سكان رأس العين المحتلة يموتون ببطء بسبب نقص الخدمات … «فصائل أنقرة» تمتهن الاعتقال لتحصيل فدى مالية والاستيلاء على العقارات
| وكالات
في الوقت الذي يعاني فيه سكان مدينة رأس العين المحتلة شمال غرب الحسكة من نقص حاد في الخدمات الأساسية وإهمال التعليم واحتكار الشركة التركية للكهرباء، أقدمت فصائل موالية للاحتلال التركي في المناطق التي تنتشر فيها شمال غرب البلاد، على اعتقال مواطن بهدف الضغط عليه للكف عن مطالبته بعقارات استولت عليها تلك الفصائل، على حين أفرجت الأخيرة عن عدد المواطنين، لقاء فدى مالية وصلت إحداها إلى 5 آلاف دولار.
وحسب ما ذكرت مصادر إعلامية معارضة أمس، أقدم مسلحو دورية تابعة للاستخبارات التركية برفقة ميليشيات «السلطان مراد» على اعتقال مواطن من أهالي ناحية بلبل بريف مدينة عفرين المحتلة شمال غرب حلب، بتهمة التعامل مع ما يسمى «الإدارة الذاتية» الكردية السابقة، وذلك بغية الضغط عليه للكف عن المطالبة بمنازل ومحال استولت عليها الميليشيات في عفرين.
على صعيد متصل، أقدمت ما يسمى «الشرطة العسكرية» التابعة لفصائل الاحتلال خلال الأيام القليلة الفائتة، على إطلاق سراح مواطن من أهالي قرنة التابعة لناحية بلبل، لقاء فدية مالية قدرها 5 آلاف دولار أميركي، وفق المصادر التي ذكرت أن المواطن كان قد اعتقل في أثناء عودته من حلب خلال شهر آذار الماضي.
وذكرت المصادر أن ما يسمى «الشرطة العسكرية» أقدمت أيضاً على إخلاء سبيل ثلاثة مواطنين من أهالي عفرين لقاء فدية مالية، أحدهم من قرية موساكو التابعة لناحية راجو لقاء فدية مالية قدرها400 دولار أميركي.
وفي مدينة إعزاز المحتلة بريف حلب الشمالي، أطلقت «الشرطة العسكرية» سبيل مواطن من أهالي قرية ديكيه التابعة لناحية راجو بريف عفرين، وذلك لقاء فدية مالية قدرها 4 آلاف دولار أميركي، كان قد اعتقل بتهمة التعامل مع «الإدارة الذاتية» في عفرين.
يأتي ذلك، في وقت تفتقر فيه مدينة رأس العين المحتلة منذ عام 2019 من جراء عملية عسكرية نفذتها القوات التركية والفصائل الموالية لها تحت اسم عملية «نبع السلام»، إلى أبسط مقومات الحياة وإهمال كبير للقطاع الخدمي والطبي والتعليمي، حسب ما ذكرت المصادر الإعلامية المعارضة.
وأكدت المصادر أن المدارس في المدينة الواقعة بريف الحسكة الشمالي تعاني من نقص في الكادر التعليمي ولا يوجد أي جامعات فيها، حيث ينتهي التعليم عند المرحلة الثانوية، ويضاف إلى ذلك استيلاء فصائل الاحتلال التركي على عدد كبير من المدارس في المدينة وريفها وتحويلها إلى قواعد عسكرية.
وأوضحت أن الكثير من المرضى الذين يعانون من الأمراض المزمنة في المدينة، يعانون من نقص كبير في الأدوية والكادر الطبي، ويواجهون خطر الموت البطيء ولاسيما أن تلك الفصائل وقوات الاحتلال تمنع المرضى من التوجه إلى تركيا أو الداخل السوري لتلقي العلاج.
إلى جانب ذلك، تعاني المدينة من نقص في الخدمات المدنية مثل الكهرباء والمياه وترميم الشوارع وتنظيفها عبر البلدية التابعة لما يسمى «المجلس المحلي» لرأس العين، فيما ترفع الشركة التركية التي تزود بعض أحياء المدينة بالكهرباء، بشكل مستمر سعر الكيلو الواط الساعي ليصل مؤخراً إلى 3. 20 ليرة تركية للمنزلي و4.20 ليرة للتجاري، وسط استياء كبير من الأهالي لما تعيشه المدينة.