قدم فريق تشرين نفسه في المسابقة العربية بشكل معقول ومنطقي إلى حد بعيد، وتمكن من تجاوز فريق المريخ السوداني في المحطة الأولى على الرغم من نسبة التفاؤل المتواضعة التي سبقت هذه المشاركة بالقياس إلى واقع الفريق والمرحلة التي كان يمر بها، وبالقياس إلى تراجع الكرة السورية عموماً، وتواضع مستوى الدوري.
وفي المحطة الثانية قدم الفريق صورة طيبة في مباراة الذهاب أمام الشباب السعودي وخرج بتعادل جيد بالقياس إلى وضع الفريقين والفارق الفني الذي يدركه الجميع، ولكن في مباراة الإياب لم يكن حاضراً بالشكل المطلوب، ولم يقدم ما هو منتظر منه، في خانة الأمل، وتراجع أداؤه ليترك وراءه العديد من الأسئلة المفتوحة على مختلف التفاصيل في كرتنا.
بالعموم يمكن القول إن فريق تشرين قدم، من خلال مبارياته الثلاث الأولى، مستوى طيباً بشكل رفع سقف الطموحات لدى عشاقه لمتابعة المسيرة وتحقيق الأفضل، لكن الواقع والفوارق المعروفة قالت كلمة أخرى ليخرج بخسارة قاسية نوعاً ما.
وتبقى الأسباب التي أشرنا إليها مسبقاً حاضرة في المساعدة على فهم وتفهم ما حدث، وهو أمر يدعونا للنظر إلى هذه المشاركة بعين المنطق والواقعية، من أجل التفكير بواقع الكرة السورية، سواء على صعيد فرقها أم منتخباتها، إذا كان مستقبل اللعبة هو الغاية، وهو كذلك في ظننا.
وفي سياق الحديث عن البطولات والمشاركات الخارجية فقد أوقعت القرعة منتخبنا الأول في مجموعة قوية، كما يعلم الجميع، وبالتالي فإن مسؤولية العمل والتحضير المتسارع والمدروس وخوض وديات قوية هو مسؤولية القائمين على المنتخب بمختلف صفاتهم ومواقعهم، فقد بات عاشق الكرة في بلادنا بحاجة إلى رؤية منتخبه بصورة جديدة تمسح من الذاكرة العديد من المحطات المحبطة، وخاصة أننا نمتلك الكثير من المواهب الداخلية والخارجية القادرة على تقديم الكثير في الميدان فيما لو تم استثمارها بشكل جيد.
عموماً فإن كرة المنتخب والأندية ومستوى اللاعبين، هي مسألة بناء ينطلق من القاعدة، مروراً بمختلف التجهيزات الإدارية والفنية والملاعب والواقع المادي وصولاً إلى العقلية الاحترافية السليمة عند جميع المشاركين في هذا العمل، للوصول إلى النتائج المرجوة. وهذا أمر يعرفه الجميع وهناك رؤية جديدة في هذا الاتجاه نتمنى أن تصل إلى غايتها.