سورية

تقارير أميركية أكدت أن الجولاني يشعر بالعزلة بعد الانفتاح الدولي على دمشق … الاحتجاجات ضد «النصرة» تتواصل في مناطق سيطرته بإدلب وحلب

| وكالات

على الرغم من جميع إجراءاته القمعية لكم أفواه معارضيه لم يتمكن تنظيم «جبهة النصرة»، من قمع الاحتجاجات الشعبية التي اتسعت رقعتها رفضاً لعمليات الاعتقال التي ينفذها في مناطق سيطرته في شمال سورية، حيث شهدت مناطق مختلفة من إدلب وريف حلب، المزيد من تلك الاحتجاجات الغاضبة، وذلك تزامناً مع تقارير أميركية تحدثت عن أن متزعم التنظيم المدعو أبو محمد الجولاني يبذل جهوداً حثيثةً لإزالة اسم تنظيمه من لوائح الإرهاب الدولية في الوقت الذي يشعر فيه بالعزلة بشكل متزايد، نتيجة انفتاح العديد من البلدان على الدولة السورية.

ونقلت وكالة «نورث برس» الكردية أمس عن مصادر محلية، تأكيدها أن عشرات المحتجين خرجوا إلى بعض الشوارع والساحات الرئيسة في مدن الأتارب ودارة عزة وبلدة السحارة بريف حلب وبلدات كفر تخاريم وكللي ودير حسان ومخيمات أطمة في ريف إدلب مساء الأحد.

وأشارت الوكالة إلى أن صفحات محلية وناشطين تداولوا تسجيلات مصورة للاحتجاجات التي شهدتها تلك المدن والبلدات، حملت مطالب بالإفراج عن المعتقلين في سجون «النصرة»، ورفض سياسة الاعتقالات التعسفية التي ينفذها.

وتأتي الاحتجاجات في ظل استمرار الحملة الأمنية التي بدأ بها التنظيم في الخامس من الشهر الجاري، حيث اعتقل أكثر من 30 شخصاً، كما خسرت أحد عناصرها وأصيب آخر جراء تعرض دورية للهيئة لإطلاق نار في دير حسان شمال إدلب.

ومنذ أكثر من أسبوع، يواصل تنظيم «النصرة» اعتقال المزيد من المدنيين الذين خرجوا في تظاهرات منددة بإجراءاته القمعية، وسط موجة سخط شعبية عارمة أججتها الاشتباكات التي أدت إلى وقوع جرحى في صفوف المدنيين.

بموازاة ذلك، تحدثت وكالة «أسوشيتد برس الأميركية»، في تقرير نقله شبكة «نداء بوست» المحلية المعارضة أمس، عن ماضي الجولاني، وكيف اشتهر خلال العقد الماضي بسمعته السيئة من خلال إعلان مسؤوليته عن تفجيرات، والتهديد بالانتقام من قوات «الصليب» الغربية، «وقمع النساء اللواتي يرتدين ملابس غير محتشمة في الساحات والأسواق العامة»

وأضافت الوكالة في تقريرها: أما اليوم فإن «الجولاني يحاول جاهداً إبعاد تنظيمه، عن أصوله التي تعود إلى تنظيم «القاعدة»، ونشر ما تسمى «رسالة التعددية والتسامح الديني في مناطق سيطرته.

ولفتت الوكالة إلى أن الجولاني، اتخذ إجراءات صارمة ضد التنظيمات المتشددة (الإرهابية)، وحلّ ما تسمى «الشرطة الدينية»، ولأول مرة منذ أكثر من عقد، سمح بإجراء قداس في كنيسة مزدحمة في محافظة إدلب، في محاولة لتغيير صورته عالمياً.

كما ‏أبلغ الجولاني تجمعاً للمسؤولين الدينيين والمحليين أنه لا ينبغي فرض الشريعة الإسلامية بالقوة، وقال مشيراً إلى السعودية التي خففت ضوابطها الاجتماعية في السنوات الأخيرة: «لا نريد أن يصبح المجتمع منافقاً حتى يصلّوا عندما يروننا ويتركوا الصلاة حينما نغيب».

ويأتي هذا التحول حسب الوكالة، في وقت شعر فيه تنظيم «جبهة النصرة» بالعزلة بشكل متزايد، حيث تعيد البلدان التي دعمت ما تسمى «الثورة السورية» علاقاتها مع دمشق.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن